

أكدت وزارة المواصلات على دعم الخطوات العديدة التي اتخذتها الدولة من أجل التصدي للتحديات البيئية العالمية والترويج لأهداف التنمية المستدامة من خلال شبكة نقل متكاملة وآمنة ومستدامة في قطر تحافظ من خلالها على بيئة نظيفة عبر استخدام أحدث التقنيات بمشاريع النقل لتكون إرثا حقيقيا للأجيال القادمة وذلك في إطار احتفالها بمناسبة يوم الأرض الذي يوافق الثاني والعشرين من أبريل كل عام.
وفي هذا الإطار أشارت وزارة المواصلات إلى اتباعها والهيئات والشركات التابعة لها سياسات من شأنها الحفاظ على البيئة وانتهاج أسس الاستدامة عند تنفيذ المشروعات المختلفة خلال السنوات الأخيرة والتي أكدت عليها مشروعات البنية التحتية لقطاع النقل والتي تم تشييدها وفق أحدث النظم العالمية وأثبتت كفاءتها خلال استضافة فعاليات بطولة كأس العالم في شهري نوفمبر وديسمبر الماضيين. وتنوعت جهود وزارة المواصلات في القطاعات المختلفة لمنظومة النقل والمواصلات بالدولة ويأتي في مقدمتها شبكة مترو الدوحة التي تعتمد أحدث نظم الاستدامة والحفاظ على البيئة ومحطات الحافلات التي تم تدشين 8 رئيسية العام الماضي منها يعتمد معظمها على الطاقة النظيفة واستخدمت جميعها خلال المونديال إلى جانب تجديد أسطول الحافلات والاستعانة بالحافلات الكهربائية لتشكل نسبة كبيرة تجاوز عدد المستخدم منها خلال بطولة كأس العالم 25 % من إجمالي الحافلات ضمن خطة الوزارة للتحول الكامل بنسبة 100% إلى استخدام الطاقة الكهربائية في قطاع النقل بحلول العام 2030 والذي قطعت فيه شوطا كبيرا.
المترو يوفر أعلى معايير الاستدامة
يُعد مترو الدوحة الركيزة الأساسية في منظومة النقل العام في دولة قطر وقد تم تصميمه وفقًا لأعلى معايير الاستدامة وله دورٌ هامٌ في دعم جهود الدولة على صعيد الاستدامة في قطاع النقل وتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030. هذا، وقد قامت شركة سكك الحديد القطرية «الريل» بتعزيز الاستدامة من خلال إيقاف إصدار التذاكر الورقية وطرح عدد من المُبادرات في مجال الاستدامة من خلال تفعيل الشراكات مع عدد من المؤسسات المعنية إضافة إلى إسهام المترو في تقليل الاعتماد على السيارات الخاصة والحد من الازدحام المروري وتخفيض انبعاثات الكربون الناجمة عن ذلك. وتتطلع «الرّيل» إلى رفع معايير إدارة البناء البيئي واعتماد إدارة بيئية عالمية المستوى خلال عمليات التشغيل ووضع المعايير الخاصة بالشرق الأوسط حول خفض مترو الدوحة للكربون، لافتة إلى أنه عندما يعمل المترو بكامل طاقته في عام 2030، نتوقع توقف 17000 سيارة عن السير في الشوارع يومياً، وهذا يعني توفير 107000 كلغ من انبعاثات غاز الكربون، كما يعني توفير طاقة كافية للدوران بالطائرة 21 مرة حول العالم.
حافلات مترولينك الكهربائية
اعتمدت وزارة المواصلات ممثلة في شركة مواصلات «كروه» نحو 90 حافلة كهربائية ضمن أسطول مترولينك لتلبية متطلبات النقل بالمناطق السكنية المختلفة وتعمل الحافلات بانبعاثات صفرية، وبدون أي ضوضاء، ومُصممة بالكامل لتتناسب مع طبيعة الطقس في الدوحة. ويتكون الأسطول من 60 حافلة صغيرة و 30 حافلة متوسطة بسعة بطارية تبلغ 163 كيلوواط/ساعة و 211 كيلوواط/ساعة على التوالي، ويعد إدخال الحافلات الكهربائية إلى أسطول «مترولينك» خطوة أساسية في اتجاه تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 من خلال توفير وسيلة نقل مستدامة وصديقة للبيئة. وقامت وزارة المواصلات بتعديل الحافلات الكهربائية كلياً لتتناسب مع طبيعة الطقس والطرق في دولة قطر، وتم تزويدها ببطاريات تعد أحدث البطاريات والأكثر سلامة في مجال صناعة المركبات، التي يمكنها السير لأكثر من 200 كيلو متر بشحنة واحدة، مؤكدا على أن الحافلات الكهربائية تتوافق مع أعلى معايير السلامة، وتخضع لعملية فحص محلي للتأكد من توافق الجانب التقني والتشغيلي مع جميع اللوائح القطرية.
650 معدة شحن كهربائية
ويعتبر برنامج البنية التحتية لحافلات النقل العام في دولة قطر من أكثر البرامج في العالم الصديقة للبيئة، حيث إنه يؤسس لتحول كامل لمنظومة نقل تعمل بالطاقة الكهربائية النظيفة الصديقة للبيئة بدلاً من الحافلات التي تعمل بالوقود التقليدي.
وقامت الوزارة بالتعاون مع الشركات الوطنية والجهات التنفيذية، بتوريد وتركيب أكثر من 650 معدة شحن كهربائية للحافلات، موزعة على محطات ومستودعات حافلات النقل العام التي تم افتتاحها خلال العام الماضي، بالإضافة إلى عدد من مواقع محطات مترو الدوحة، ومواقع أخرى تقع ضمن مسارات الحافلات الكهربائية المعتمدة التي تخدم عمليات النقل العام في الدولة، الأمر الذي يعزز من موقع دولة قطر الرائد في مجال النقل الجماعي للطاقة النظيفة.
أكبر محطات الحافلات الكهربائية في العالم
تعد محطة حافلات لوسيل من أكبر محطات الحافلات في العالم، حيث سيجري توليد الطاقة الكهربائية اللازمة لشحن الحافلات باستخدام تقنية الألواح الشمسية، والتي لا ينتج عنها أية انبعاثات مضرة بالبيئة لتوفر شبكة متكاملة ومستدامة للنقل العام في الدولة تغطي جميع أرجاء المناطق.
كما يعد مستودع حافلات لوسيل أول مستودع حافلات في الشرق الأوسط يعتمد على مصادر الطاقة الشمسية حيث يتميز باحتوائه على نحو 11 ألف وحدة من الألواح الشمسية تولد طاقة مقدارها 4 ميجاواط باليوم الواحد لإمداد مباني المستودع بالطاقة اللازمة، بما يتماشى مع أهداف استراتيجية قطر الوطنية للبيئة والتغيّر المُناخي، ورؤية قطر الوطنية 2030. تبلغ مساحة مستودع حافلات لوسيل أكثر من 400 ألف متر مربع ويضم 24 مبنى متعدد الاستخدامات إلى جانب مواقف الحافلات والمرافق الخدمية والترفيهية والمساحات الخضراء ومحطات التوزيع الكهربائية الفرعية. كما يحتوي المستودع أيضًا على نحو 11 ألف وحدة طاقة شمسية تم تركيبها على مساحة إجمالية بلغت أكثر من 25 ألف متر مربع، بهدف توليد طاقة مقدارها 4 ميجاواط لإمداد المباني بالطاقة اللازمة.
وينقسم المستودع إلى ثلاثة أقسام، حيث يضم القسم الأول 478 موقفًا للحافلات مجهزًا بعدد 248 معدة شحن كهربائية لتشغيل الحافلات الكهربائية، بالإضافة إلى عدد من المرافق الخاصة بعمليات الصيانة والفحص السريع والتنظيف والتجفيف، ومحطات التوزيع الكهربائية الفرعية.
فيما يحتوي القسم الثاني على المباني السكنية الخاصة بإقامة العاملين بالمستودع والتي تم تطويرها وفقًا للمواصفات العالمية، وتصل الطاقة الاستيعابية لهذه المباني إلى 1400 عامل، مدعومة بكافة المرافق الخدمية كقاعات تناول الطعام ومسجد، إلى جانب المرافق الترفيهية والإدارية ومرافق الأمن والحراسة لمداخل المنشأة.
جدير بالذكر أن برنامج البنية التحتية لحافلات النقل العام يتكون من 8 محطات و4 مستودعات للحافلات تغطي مناطق الدولة ومدعومة بأكثر من 650 محطة شحن كهربائي لغرض تشغيل الحافلات الكهربائية، كما يضم البرنامج 4 مواقف اركن وتنقل، لخدمة مستخدمي وسائل النقل العام ودعم عمليات التنقل، بالإضافة إلى تطوير ما يزيد على 2300 موقف انتظار للحافلات موزعة داخل وخارج مدينة الدوحة، مصممة وفقًا لأعلى المعايير العالمية وأحدث أنواع التكنولوجيا المستدامة بما يتماشى مع هوية النقل العام ورؤية دولة قطر 2030.