أوروبا تنفست الصعداء بعد تأهل ماكرون إلى انتخابات فرنسا
حول العالم
25 أبريل 2017 , 01:50ص
ا ف ب
تنفست بروكسل الصعداء الاثنين بعد تأهل الوسطي المؤيد لأوروبا إيمانويل ماكرون للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، رغم أن الاقتراع أظهر مرة جديدة تحدياً قوياً حيال الاتحاد الأوروبي.
وتأهلت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن الأحد إلى الدورة الثانية مع 7.6 مليون صوت (%21.53) وراء ماكرون (%23.75).
وتقول كاثرين فيشي -الخبيرة في شؤون الحركات الشعبوية في أوروبا، ومديرة مركز أبحاث «كاونتربوينت» ومقره لندن- إنه مع النسبة المرتفعة التي نالها مرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون (%19.64)، فإن حجم التحدي للاتحاد الأوروبي يفوق اليوم أكثر من %40.
وتعكس مسارعة القادة الأوروبيين مساء الأحد إرسال تهانيهم لماكرون قلقهم إزاء صعود الحركات الشعبوية التي سادت بعد البريكست، وانتخاب دونالد ترمب في الولايات المتحدة.
وخرج رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، عن التحفظ المعتاد في حالات مماثلة متمنياً مساء الأحد للمرشح الوسطي «حظاً سعيداً في المستقبل».
وأوضح الاثنين المتحدث باسم المفوضية، مرغاريتيس شيناس في بروكسل أن لوبن هدفها «تدمير أوروبا».
من جهته، أكد المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية، بيار موسكوفيسي الفرنسي الاشتراكي، أن «بروكسل شعرت بالقلق، لكنها تنفست الصعداء»، ولكن «لا يجب ادعاء الفوز، لأن الجولة الثانية لم تنته»، ودعا إلى التصويت لصالح ماكرون.
وقال: «يجب علينا محاربة كل خدع الجبهة الوطنية مثل الفريكست (خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي على غرار البريكست)، والخروج من منطقة اليورو»، مشدداً على أنه كان «مخيفاً جداً أن يقترع 7.6 مليون فرنسي ضد الاتحاد الأوروبي».
دليل على استياء
بدوره، قال رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني: «يجب علينا ألا نقلل من أهمية التصويت للوبن، لأنه دليل على الاستياء الواضح ليس فقط في فرنسا، إنما في العديد من البلدان الأوروبية الأخرى».
وفي النمسا، احتفل حزب الحرية اليميني المتطرف بـ «نجاح آخر» لـ «الربيع الوطني في أوروبا». وقال رئيسه هاينز كريستيان شتراخه: «إن الأحزاب القديمة للمؤسسة الحاكمة وممثليهم فقدوا مصداقيتهم، وسيختفون تدريجياً حتى يصبحوا دون مغزى في أوروبا».
وبعد فوز أنصار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في يونيو 2016، ومعركة الرئاسة النمساوية التي كسبها في نهاية المطاف مرشح أحزاب البيئة، بمواجهة مرشح حزب الحرية في ديسمبر، كان المناهضون لأوروبا يأملون في تحقيق فوز بعد آخر العام 2017، الذي تميز بالانتخابات في هولندا وفرنسا وألمانيا (سبتمبر).
ولكن على غرار ما حدث مع لوبن الأحد، حل زعيم اليمين المتطرف غيرت فيلدرز وحزبه من أجل الحرية في المرتبة الثانية في الانتخابات البرلمانية الهولندية منتصف مارس. وتضيف فيشي أن غيلدرز «جمع نصف مليون صوت أكثر (من عام 2012)، مع أن معدلات البطالة متدنية، وحيث الأمور تسير على ما يرام في هولندا».
من جهته، يقول ستيفان كريوزكامب المحلل لدى دويتشه بنك: «بعد الانتخابات في هولندا والنمسا، بينما حزب البديل لألمانيا (شعبوي) يتراجع في استطلاعات الرأي، فإن الجولة الأولى في فرنسا تعتبر مؤشراً على أن الشعبويين خسروا الكثير من مواقعهم عام 2017».
بدوره، يقول هولغر شميدينغ المحلل لدى «برنبرغ»: «إن أسوأ موجة من الغضب الشعبوي يمكن أن تنتهي قريباً في أوروبا».