دموع ودعوات لتخليد ذكرى الفنان عبدالعزيز جاسم

alarab
ثقافة وفنون 25 مارس 2022 , 12:50ص
حنان غربي

عقدت مساء أمس الأول ندوة بعنوان قراءة في تجربة عبدالعزيز جاسم المسرحية، وذلك ضمن فعاليات مهرجان الدوحة المسرحي الـ 34 الذي تستمر فعالياته حتى بعد غد الأحد. 
استعرض الإعلامي أحمد عبدالله في بداية الندوة أهم المحطات في حياة الفنان الراحل، مشيراً إلى أهمية الفنان عبدالعزيز جاسم الذي يعتبر أحد أبرز الفنانين المسرحيين في الخليج، لافتاً إلى أن جاسم قدم كافة الأعمال المسرحية من أدوار كوميدية إلى تراجيدية وسياسية وغيرها، ولامس بتلك الأدوار والأعمال مختلف القضايا الاجتماعية التي تلامس الجمهور وتعكس قضاياه وهمومه.
وقال الفنان محمد أبو جسوم أن الفنان الراحل «بو سعود» صقل موهبته من خلال الحياة والمتابعة العميقة للفن ولبعض الفنانين، وقام بتنمية موهبته بالممارسة والتجارب الفنية العديدة، واستطاع أن يكوّن لنفسه شخصية فنية لها أدواتها الخاصة والمميزة، كما حصل على العديد من الدورات التدريبية، فأتذكر عندما أنشئت إدارة الثقافة والفنون في عام 1976 عن طريق قسم المسرح، نظمنا دورتين ففي عام 1979 أدار الفنان المرحوم المنصف السويسي، وبعدها دورة الدوحة المسرحية في عام 1986.
وقال بو جسوم، إن أكثر ما كان يتميز به الفنان عبدالعزيز جاسم هما الحضور وسرعة البديهة، مشيراً إلى ضرورة أن يكون الفنان سريع البديهة والحضور على المسرح أو أمام الكاميرا، مبيناً أن هاتين الميزتين اللتين كان يتمتع بهما الفنان الراحل ساهما كثيراً في صنع نجوميته وتألقه وهما من أهم العناصر التي يجب أن يتمتع بها الفنان لكي يحقق نجومية ويصبح صاحب بصمة وأثر.
كما استعرض الفنان فالح فايز العديد من المواقف والمحطات الفنية المهمة المعروفة منها وغير المعروفة والتي تفاعل معها الحضور بشكل لافت، وعلقوا على بعض هذه المواقف التي حضرها بعضهم وأضاف إلى ما سرده فايز من مواقف طريفة وفكاهية.
وبدأ الفنان سعد بورشيد حديثه مؤكداً بأنه قام بتوثيق كل ما سيقوله من مواقف وأحداث مرفقة بالتواريخ، وقال: قمت بتوثيق كافة المراحل التي سأذكرها، بداية من حماسنا الشديد عندما انضممت لفرقة مسرح السد وكان بو جسوم أول المتخرجين في دراسة المسرح. 
واستعاد بورشيد بعض الذكريات المهمة في بدايات الفنان الراحل إذ كشف عددا من المواقف المهمة للتاريخ، فقال: أول مهرجان مسرحي جاء في 78، ومثلنا في مسرحية المال مال ابونا، وشارك في المهرجان 3 فرق فقط، وكان اول مهرجان على مستوى الخليج، وكان معنا محمد يوسف وجاسم الجاسم رحمه الله وكانت التذاكر تباع جميعها، حيث كان الجمهور متشوقاً للعروض بعد أن قدمت من قبل عروض «أم الزين» على سبيل المثال وحققت نجاحاً كبيراً.
ولم يتمالك بورشيد نفسه وغلبته الدموع وانهمر في البكاء على المنصة وتوقف عن الحديث متأثراً بتلك المواقف الإنسانية الرائعة التي عاشها وعايشها مع الفنان الراحل صاحب البصمة الفنية والإنسانية، واقترح بورشيد في ختام الندوة إطلاق اسم عبدالعزيز جاسم على شارع أو قاعة أو مسرح، مؤكداً أن هذا الأمر هو أقل شيء يمكن أن نقدمه لهذا الفنان القدير عرفانا منا بتضحياته وما قدمه لنا من رسائل مهمة وتجسيده لمشاكل المجتمع وقضاياه وتراثنا وتعزيز العادات والتقاليد والمبادىء الوطنية، كما أنها خطوة مهمة لكي يعرف الصغار وتأخذ الأجيال الجديدة فكرة عن هذا المبدع.
كما شهدت الندوة العديد من المداخلات الخاصة ببعض الفنانين الذي عاصروا مسيرة الفنان عبدالعزيز جاسم، وعبروا عن حزنهم الشديد لرحيل قامة فنية مثل الفنان الراحل الذي ترك إرثاً فنياً ومكانة عظيمة من الصعب أن تتكرر.
كما قدم البعض مواقف إنسانية وفنية كثيرة للفنان الراحل تعكس مدى إنسانيته وقيمته كإنسان وفنان ومدى حبه وعشقه لوطنه.
وقال الإعلامي تيسير عبدالله إنه تعامل مع الفنان الراحل عبدالعزيز جاسم هو والمؤلف عبدالرحيم الصديقي في معظم الأعمال المسرحية الأخيرة للفنان الراحل باستثناء مسرحية ديرة العز، وأشار إلى أن الفنان عبدالعزيز جاسم كان لماحاً، فكان يلتقط القضية والفكرة من أي شيء يحدث حوله، فعلى سبيل المثال هو من التقط فكرة مسرحية «قطري 60%».
كما كشف عبدالله عن كواليس مسرحية «على الطاير»مع الفنان عبدالحسين عبدالرضا، موضحاً أن الفنان عبدالعزيز جاسم كان يأتي يومياً لمتابعة البروفات، وعندما سألته عن زيارته اليومية للبروفات قال إن الفنان عبدالحسين عبدالرضا مدرسة مسرحية يحب أن يتعلم منها ويستفاد من خبراته وفنه وأسلوبه المميز، وهو ما يعكس أهمية الفنان الراحل عبدالعزيز جاسم وتقديره الكامل للفن والقامات الفنية والسعي دائماً إلى التميز من خلال التعلم والاستفادة وتطوير موهبته الفنية وتنميتها.