افتتاح أعمال منتدى بروكينجز الدوحة السنوي الرابع للطاقة

alarab
اقتصاد 25 مارس 2015 , 09:14م
الدوحة - قنا
افتتح سعادة السيد محمد بن عبد الله الرميحي مساعد وزير الخارجية للشؤون الخارجية، اليوم بالدوحة، منتدى بروكينجز الدوحة السنوي الرابع للطاقة، الذي يعقد هذا العام تحت عنوان "استقرار الطاقة أم شعور خاطئ بالأمان".

ورحب سعادته - نيابة عن سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية - بالمشاركين في المنتدى، معربا عن فخره بالدور البنَّاء الذي تلعبه دولة قطر على الساحة السياسية، إقليميا ودوليا، بل على مستوى أسواق الطاقة أيضا.

وأشار سعادته إلى أن إحدى الطرق التي تستخدمها دولة قطر للقيام بهذا الدور توفير المناخ لإجراء الحوار البناء، ومن ذلك سعيها لاستضافة المحادثات بين الفصائل اليمنية، في محاولة لحل الأزمة السياسية التي تعاني منها اليمن.

وأضاف مساعد وزير الخارجية للشؤون الخارجية: " إن الكيفية التي تسهم بها التغيرات الجيوسياسية والاقتصاد السياسي والإصلاح في التأثير على أوضاع الطاقة تعتبر من القضايا المهمة للغاية، في عهدنا هذا". 

وأوضح أن انخفاض أسعار البترول والغاز في العام الماضي بمعدلات كبيرة - واستمرار طفرة إنتاج البترول والغاز الصخري في الولايات المتحدة الأمريكية ومناطق أخرى من العالم، إضافة إلى عدم الاستقرار والصراعات على الساحة الإقليمية - أثَّر كل هذا على إنتاج الطاقة وتصديرها، في بعض الدول بمنطقة الشرق الأوسط، وفي أماكن أخرى من العالم.

وقال سعادته: "منذ شراكتنا مع معهد بروكينجز للأبحاث - بإطلاق مركز بروكينجز الدوحة في 2008 - تمتعت وزارة الخارجية في قطر بعلاقات وثيقة ومثمرة مع كل المنظمات، كما أن مركز بروكينجز الدوحة قدَّم - من خلال البحوث والمنشورات والفعاليات - إسهامات قيمة لتطوير الثقافة السياسية والأكاديمية في دولة قطر".

ومن جهته أثار السيد مارتن إنديك - نائب الرئيس التنفيذي ومدير قسم السياسة الخارجية بمعهد بروكنجز - جملة من المسائل تتعلق بأمن ومستقبل إمدادات الطاقة، في ظل القلق المتنامي في عدد من مناطق العالم، خاصة بعد اعتداء روسيا على أوكرانيا وفق وصفه، وفي ظل الاتفاق النووي المتوقع بين مجموعة الولايات المتحدة وإيران، بالإضافة إلى التوترات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.

وقال إنديك - في منتدى بروكينجز الدوحة السنوي الرابع للطاقة -: "إن عجلة النظام الدولي خرجت عن طريقها، مما سيكون لها تأثير على أسواق الطاقة"، مشيرا إلى العلاقة الجدلية بين النظام العالمي واستقرار الأسواق، أي أن اضطراب أسواق الطاقة يؤثر على النظام العالمي.

وبيّن نائب الرئيس التنفيذي ومدير قسم السياسة الخارجية - بمعهد بروكينجز - المفارقة التي يعيشها العالم اليوم؛ المتمثلة في انهيار النظام العالمي، وتراجع أسواق الطاقة في الوقت نفسه، التي كان من المفروض أن تُبنى العلاقة بينهما على تضاد، حيث تراجعت أسعار النفط في الاسواق العالمية إلى مستويات دنيا منذ صيف العام الماضي، لتبلغ في الكثير من الأحيان 55 دولارا للبرميل الواحد، في حين أن عددا من مناطق الإنتاج تشهد اضطرابات.

وأشار إلى أن الاستثمار في تكنولوجيا الغاز الصخري مكّن من تنويع مصادر الطاقة، من خلال إضافة منتج جديد في الأسواق، مما يوفر خيارات أوسع أمام المستهلكين، وتساءل عن انعكاسات الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة، وما إذا كان بالإمكان اعتباره مرحلة جديدة لأسعار النفط، أو ما إذا كانت الأسواق ستراه مجرد ظاهرة عابرة.

وقال إنديك: "إن هذا الاتفاق سيكون له تأثير على أسعار النفط والغاز، خاصة مع عودة إيران إلى مستويات إنتاج أعلى، تلبية لحاجيات اقتصادها، مما سينعكس على الدول المنتجة"، وأشار إلى التغيرات والتداخلات التي تشهدها أسواق الغاز واحتمال التنافس الكبير بين المنتجين للغاز الطبيعي المسال والغاز الصخري في أسواق اليابان والصين. 

يذكر أن المنتدى يضم جلسات حوار مغلقة، تتناول العلاقات بين الشرق الأوسط وأسواق الطاقة في أوروبا والولايات المتحدة، كذلك في البلدان الناشئة في آسيا، وتسلط دورته لهذا العام الضوء على ثلاثة موضوعات رئيسة؛ هي جيوسياسة الطاقة المتغيرة، وتأثير التغيرات السياسية والاقتصادية في الشرق الأوسط وآسيا على إنتاج الطاقة واستهلاكها، والتحولات التي طرأت على أسواق الطاقة العالمية ونتائج التسعير.

ويجمع المنتدى مجموعة من الخبراء البارزين وصناع القرار في قطاع الطاقة في آسيا، والشرق الأوسط، وأوروبا، والولايات المتحدة ، مستهدفا إجراء حوار عميق حول مشهد الطاقة العالمي المتغيّر، ومن المقرر أن يصدر معهد بروكينجز - بعد انتهاء أعماله - "موجز سياسات منتدى بروكنيجز الدوحة للطاقة 2015"، حول سياق المنتدى ونتائجه الرئيسة.