حماية البيئة واجب شرعي

alarab
محليات 25 فبراير 2017 , 02:07ص
الدوحة - العرب
أكد فضيلة الداعية الدكتور عيسى يحيى شريف أن حماية البيئة واجب شرعي، فيه إرضاء للرحمن وعافية للأبدان وسلامة من الأسقام، وهي من مظاهر الإيمان، موضحاً أهمية المحافظة على البيئة، مشيراً إلى أن الحديث عن البيئة هو حديث عن سلامة كل الطبيعة حولنا، وعن بيوتنا ومساجدنا ومدارسنا، وعن الأفنية والأبنية.
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها بمسجد علي بن أبي طالب بالوكرة، إن الحديث عن البيئة يعني الحديث عن طرقنا وشوارعنا وممراتنا، وعن الطبيعة من حولنا، في البر والبحر والجو.
وأوضح أنها جميعا نعم أمن الله بها على عباده، والتي هي خلق الله عز وجل وبديعُ صنعه، خلقها لنا لننتفع بها ونتأمل في حسنها وجمالها، ونعمل على بقاء حسنها وجمالها، ونحذر من تلويث بيئتنا بأي ملوث حسياً كان أو معنوياً، ونستدل بكل نعم الله على عظيم قدرته وجليل منته، لافتاً إلى قول الحق تبارك وتعالى: (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً)، وقوله سبحانه: (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون).
وشدد الخطيب أن البيئة هي بيتنا ومستقرنا وكل ما حولنا في مجتمعاتنا، وأن صلاحها ونظافتها وحسنها وجمالها صحة لنا ولأجيالنا، وإن إفسادها يؤول إلى فساد صحتنا، وفساد أجيالنا، البيئة هي القلب النابض في المجتمع، إن صلحت تجملت حياتنا الأخلاقية والصحية، وإن فسدت فسدت حياتنا الأخلاقية والصحية.
وتابع: «لنعلم جميعاً أن البيئة بمختلف أنواعها هي نعم الله علينا، قال تعالى: (ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير)».
وأضاف: «إذا تقرر أن البيئة هي نعم الله علينا فالحفاظ على صحة وصلاح وحسن وجمال البيئة يعني في المقام الأول شكر نعمة الله، وإن شكر نعمة الله كفيل ببقائها واستمرارها، كما قال تعالى: (وإذ تأذن ربكم لإن شكرتم لأزيدنكم)، وقال تعالى: (وسنجزي الشاكرين)».

انتشار التلوث.. ونقص الغذاء والماء
قال خطيب الجمعة «إن تلويث البيئة يعني التسبب في انتشار الأمراض، وانقراض النباتات والحيوانات النافعة، وإفسادها بأي نوع من أنواع التخريب يعني المشاركة في تغيير المناخ، ونقص الغذاء، ونقص المياه وتكدر الحياة، لافتا إلى أن كل نوع من أنواع إفساد الظواهر الطبيعية هي بسبب الممارسات البشرية الخاطئة والبعد عن تعاليم الإسلام، مشيرا إلى قوله تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ)، وقد حذر سبحانه من الإفساد في الأرض فقال تعالى: وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ.
ونوه بأن المولى عز وجل توعّد بالعقاب الشديد من يسعى في الإفساد في البيئة والعبث بنعم الله، حيث قال سبحانه: «وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ»، وقال عز وجل: وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ).
وأوضح خطيب مسجد علي بن أبي طالب أن الطهور يعني النظافة للأمكنة والأجساد والثياب، وإن من المحافظة على البيئة نظافة المحيط، كالمنازل والشوارع والأسواق والساحات العمومية، وذلك من مقتضيات الإيمان بالله تعالى، مشيرا إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم جعل إماطة الأذى عن الطريق شعبة من شعب الإيمان.