مواطنون ونشطاء لـ العرب: تغليظ العقوبات يردع المخالفات البيئية

alarab
محليات 25 يناير 2023 , 12:45ص
يوسف بوزية

راشد المري: التحطيب الجائر العدو التاريخي للتشجير 
المهندس عبدالله محمد: ننتظر توصيات عملية قابلة للتنفيذ 
علي الحنزاب: عدم التهاون مع المخالفين 
 

أشاد مواطنون نشطاء بيئيون بتصدي مجلس الشورى لقضية المخالفات البيئية التي يرتكبها بعض الأفراد والشركات، وتأثيرها على البيئة ومواردها الطبيعية، وأكدوا أن البيئة القطرية صحراوية جافة قليلة الأمطار، والغطاء النباتي. 
وأعربوا في استطلاع لـ «العرب» عن أملهم بأن يخرج المجلس الشوري بتوصيات عملية تضع حداً للعبث الذي تتعرض له المناطق البرية من تعديّات على الروض والبر وحفظها للأجيال القادمة، بما فيها اشراك المواطنين في برامج حماية البيئة والمبادرات المجتمعية لرفع الوعي البيئي، وتغليظ العقوبة على المخالفين من الأفراد والشركات، وتشديد الرقابة على الروض في كافة المناطق لمنع «الممارسات الخاطئة» التي «تزدهر» في موسم التخييم، ومعاقبة مرتكبيها وفقاً لأحكام القانون.
وأكدوا أن أعضاء مجلس الشورى قاموا بدورهم في متابعة وإدراج المخالفات البيئية على جدول أعمالهم بانتظار مخرجات المجلس واستصدار قوانين تساهم في حماية البيئة والبر القطري، حيث يبقى دور المؤسسات التنفيذية لضمان تطبيق هذه القوانين على الوجه الصحيح، لافتين إلي أن حماية البيئة مسؤولية جماعية، تستدعي التوعية بأهميتها خاصة لمرتادي البر تعزيزاً للحفاظ على الحياة الفطرية في الدولة.. فيما طالب آخرون بتغليظ العقوبة لردع المتجاوزين خاصة من يقطعون الأشجار بغرض التدفئة، مشيرين إلى أن الجدية في رصد المخالفات من شأنها ردع المستهترين والتزام مرتادي البر بالشروط والقوانين.

توصيات عملية
في هذا السياق، أكد المهندس عبدالله محمد أن المواطنين ينتظرون تشريعات قوية بما فيها الخروج قابلة للتنفيذ كفيلة بحماية البيئة القطرية من تعديات الأفراد والشركات، منوها بضرورة توظيف التقنيات الحديثة والكاميرات في مراقبة الروض والمحميات الطبيعية في مختلف مناطق الدولة، إلى جانب تسوير المزيد من الروض في المناطق البرية لحمايتها من الدهس بالسيارات، وغيرها من الممارسات السيئة التي تلحق الأضرار بطبيعة الروض من خلال تجريف التربة او ابطاء دورة نمو الاعشاب والاشجار البرية، منوها بأن يكون التسوير مقرونا بزيادة التوعية - بأهمية الحفاظ على البيئية - والتي تتضمن شرحا لتأثير الممارسات الخاطئة على الحياة الفطرية، ودعا مرتادي البر لاحترام الروض وعدم الدخول بالسيارات والدراجات النارية إليها إلا من خلال الطرق الممهدة حتى لا يتسبب ذلك في إعاقة دورة نمو النباتات والشجيرات والأشجار جراء الدهس. 
وأكد أهمية التوعية البيئية لأنه لا شيء يمنع التجاوز سوى الوعي والإدراك والإحساس بالمسؤولية، مشيرا الى ان التوعية يجب أن تتم بالشكل الصحيح من خلال شرح تأثير هذا الفعل.

ترك المخلفات
من جهته ثمن المواطن راشد المري طلب المناقشة الذي تقدم به أعضاء مجلس الشورى حول المخالفات البيئية في ظل استمرار مختلف مظاهر التعدي على البيئة، وأشار الى ان بعض المخالفين يتعمد الوقوف بالسيارات داخل الروض وترك المخلفات بالقرب من المحميات ويتجاهل وجود الحاويات المخصصة بالقرب من الطرق الرئيسية والفرعية، وهي مخالفات منتشرة للأسف رغم القوانين البيئية المفروضة لحماية بيئتنا القطرية، وهو ما يتطلب تشديد الرقابة لا سيما على بعض الروض الأكثر عرضة للمخالفات، نظرا لتزايد الإقبال على البر في مثل هذه الأوقات من السنة، وما يصاحب هذه الموسم من مخالفات متكررة جلها يتمثل في تجريف التربة وهو ما يعد تعديا على املاك الدولة وتدمير النباتات والأشجار النادرة دون مراعاة أن هذه الأشجار قد تكون معرضة للانقراض، مناشداً بضرورة تكثيف الوعي البيئي من جانب الجهات المختصة من جهة، وتشديد العقوبات على المخالفين من المخيمين الذين يضربون بالقوانين البيئية المُلزمة عرض الحائط دون أدنى مسؤولية- من جهة أخرى.

الغطاء النباتي
ودعا الناشط البيئي علي الحنزاب، صاحب «مبادرة علي الحنزاب للتشجير ومكافحة التصحر» المواطنين إلى المشاركة في حماية البيئة والموارد الطبيعية لضمان استدامتها حفاظًا على حقوق الأجيال القادمة.
وأشاد بدور مجلس الشورى في التصدي لظاهرة التعديات البيئة مؤكدا على عدم التهاون مع المخالفين الذين يرتادون البحر أو البر خصوصاً في عطلة نهاية الأسبوع، مع تغليظ العقوبة على من يقطعون الأشجار بغرض التدفئة، مشيراً إلى أن الجدية في رصد المخالفات من شأنها ردع المستهترين والتزام مرتادي البر بالشروط والقوانين، أما أصحاب التراخيص فهم ملتزمون – اجمالا – بالقوانين البيئية.
واقترح وجود نقاط ثابتة لدوريات الحماية البيئة للحد من التجاوزات التي يشهدها البر بشكل مستمر، سواء من قبل أصحاب العزب او اصحاب المخيمات، والمرور على مواقع العزب والمخيمات بشكل يومي للتأكد من التزام اصحابها بالاشتراطات والقوانين البيئية لحماية خيرات المناطق البرية مع دخول فصل الشتاء ممن يستغلونها للتحطيب أو بيعها في هذه الأوقات. داعيا المخيمين إلى تقدير القيمة التراثية والبيئية للأشجار والحفاظ عليها لأنها تمثل موروثاً هاماً. منوها بضرورة اختيار (القِطع الجافة) دون التعرض لأغصانها الخضراء بالكسر والإتلاف. 

سلوكيات مدمرة 
وشاطره الرأي في هذا الإطار المواطن راشد الحرمي، مؤكدا ان سلوك دهس الروض والنباتات البرية يتزايد في موسم الشتاء ويتسبب في تدمير كبير للبيئة والتربة من خلال ما يلحقه من أذى كبير وتدمير للحياة الفطرية والنباتية فضلا عما يسببه من تشويه جمال الطبيعة في البر.. وهو سلوك متكرر ويعد جريمة يقترفها بعض الأشخاص في حق البيئة الفطرية لا تقل اثرا سلبيا عن ظاهرة الاحتطاب الجائر وقطع الأشجار بأسلوب عبثي تخريبي لمجرد اللهو وكذلك الرعي الجائر وكلها مخالفات تتكرر كثيرا في مثل هذه الأوقات من العام وتؤدي إلى تدهور شديد للبيئة القطرية بما فيها المحميات والروض والمراعي.
وأكد الحرمي ضرورة نشر الوعي البيئي في أوساط الشباب ولا سيما طلبة المدارس بشكل ممنهج وبالتنسيق مع الادارات المدرسية والمؤسسات المعنية وذلك لغرس مفهوم الثقافة البيئية في نفوس النشء وحمايتها.
وقال انه رغم إيجابية ظاهرة ارتياد البر إلا أن بعض السلوكيات التي تمارس من قبل البعض جعل منها معول هدم للبيئة، من خلال الاعتداء على الأشجار وتكسيرها بحجة الاستفادة من حطبها، وترك المخلفات التي لا تتحلل في التربة، وغيرها من السلوكيات السلبية التي تضر بالبيئة بدل أن تكون عاملاً مساعداً لنموها وسلامتها في خدمة الإنسان، مشيرا الى ضرورة زرع المفاهيم التي تشجع على احترام الشجرة وتربيتها في ثقافة مجتمعاتنا، وتشجيع الحركات والمبادرات التي تنادي بالحفاظ على البيئة والأشجار. ورأى محمد الغانم ان التحطيب الجائر وقطع أشجار السمر وغيرها للاستفادة منها هي احدى المخالفات التي يتورط بعض هواة البر في ارتكابها خلال الشتاء، سواء عن وعي او عن غير وعي بالقوانين والتشريعات التي سنتها الدولة وهدفت إلى حماية البيئة ومعاقبة كل من يتطاول عليها.
وأكد أهمية شيوع ثقافة مسؤولية الفرد والمجتمع تجاه احترام الحياة البرية ونظافة البيئة، ورفع مستوى الوعي البيئي بين مرتادي المناطق البرية للمحافظة على البيئة الطبيعية، والحياة الفطرية في بر قطر، وتوعية مرتادي تلك المناطق بعدم التعرض للأشجار حيث يلجأ بعض هواة لإشعال النار تحت الجذوع الكبيرة لتلافي حركة الرياح حيث يبدأ يتكون نوع من الفراغ بتأثير اللهب ويتآكل جذع الشجرة في النهاية لتهرم وتسقط.

رفع الوعي 

ونوه عبدالهادي الشناوي بمبادرات حماية البيئة لأنها تتعرض أصلا لقسوة المناخ وتحتاج إلى الاهتمام، ويمثل عدم الاهتمام بها غياب البيئة الصحية وفقدان متعة زيارة البر، مشيرا الى مشاركة الطلاب في المبادرات البيئية وزيارة المسطحات الخضراء والتي تساهم في بناء شخصيتهم وتوعيتهم مبكراً بالقضايا البيئية وتعزيز انتمائهم لقطر، وأكد أن المبادرات البيئية تساهم في رفع الوعي لدى الطلاب على زيادة الرقعة الخضراء بالدولة.

ممارسات خاطئة
يذكر ان وزارة البيئة والتغيُّر المُناخي تسعى إلى إشراك الجماهير في مسؤولية الحفاظ على البيئة من خلال الرسائل التوعوية التي توجهها الإدارة للجماهير، والتنويه بالممارسات الخاطئة والتي تلحق الضرر بالحياة الفطرية وتعيق دورة نمو النباتات، كما تسن القوانين والقرارات التي تحمي البيئة والحياة الفطرية، وينص القانون رقم 19 لسنة 2004 بشأن حماية الحياة الفطرية ومواطنها الطبيعية على حظر إتلاف أو نقل أو تحطيب النباتات الكائنة في المحمية الطبيعية، ومنع تلويث تربة أو مياه أو هواء المحمية الطبيعية بأي شكل من الاشكال، كما منع القانون اقامة المباني أو المنشآت أو شق طرق أو تسيير المركبات أو ممارسة أي أنشطة زراعية أو صناعية أو تجارية أو رعوية أو غيرها في المحميات الطبيعية، ومنع اقتلاع أو قطع الكائنات الفطرية أو أجزائها أو جمع بذورها إلا إذا كان ذلك للأغراض العلمية المصرح بها، كما حظر اقتناء الكائنات الفطرية أو قتلها. وحظر صيد أو نقل أو قتل الكائنات البرية أو البحرية أو القيام بأي أعمال من شأنها القضاء عليها أو الإضرار بها، كما حظرت نقل أو الإضرار بأي كائنات أو مواد عضوية كالصدفيات والشعاب المرجانية طبيعية وصناعية لأي غرض من الاغراض.