أكد الدكتور غانم السليطي، العالم في معهد قطر لبحوث الحوسبة للذكاء الاصطناعي، ومقره في معهد قطر لبحوث الحوسبة، عضو جامعة حمد بن خليفة التابعة لمؤسسة قطر، أن التكنولوجيا ليست متطورة بما يكفي لتحل محل البشر، ولا يمكن الوصول بالذكاء الاصطناعي إلى مستوى العقل البشري.
وقال: هناك أمور بسيطة للغاية يمكن للبشر القيام بها في جزء من الثانية ولا تزال الآلات غير قادرة على فعلها، لافتا على سبيل المثال، إلى أن الآلات لا تستطيع التقاط الأشكال المختلفة، بينما يمكن لطفل يبلغ من العمر 3 سنوات القيام به في غمضة عين.
وكان الدكتور السليطي قد التحق بمعهد قطر لبحوث الحوسبة في أغسطس 2021، بعد تخرجه بدرجة الدكتوراه في الهندسة من جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة، وتشمل اهتماماته البحثية الذكاء الاصطناعي والابتكار الرقمي والمنصات الرقمية والتحول الرقمي.
وفقًا للدكتور السليطي، ما لدينا الآن هو «نطاق ضيق للذكاء الاصطناعي»، وهو قادر فقط على أداء مهام محددة للغاية. تفصلنا عدة عقود عن «الذكاء الاصطناعي العام»، الذي يتساوى مع الذكاء البشري، وهذا إذا تمكنا من تحقيقه في وقت ما، منوهاً بأن فكرة أن الذكاء الاصطناعي سوف يحل محل البشر أمر خاطئ لأنه يفترض أن الذكاء الاصطناعي والبشر لديهم نفس المهارات والقدرات.
وقال: يمكن للآلات القائمة على الذكاء الاصطناعي أن تعمل على مدار الساعة وتكون دقيقة باستمرار، لكنها ليست بديهية وتفتقر إلى الذكاء العاطفي، وكلاهما يجعل البشر أكثر فعالية في مكان العمل.
وأعرب عن اعتقاده بأن التركيز يجب أن يكون على تطوير الذكاء الاصطناعي، إذ كيف سيعمل الذكاء الاصطناعي مع البشر لتحسين كفاءة وإنتاجية وظائفهم الحالية.
وأضاف: «نحن بحاجة إلى تغيير الفكرة السائدة حول الذكاء الاصطناعي كونه يسرق الوظائف إلى اعتبار الذكاء الاصطناعي زميلًا في العمل، ويمكن أن يأخذ جزءًا من وظائفنا المتكررة والعادية ويعطينا الفرصة للتركيز على المهام الأكثر إثارة وتحديًا».
وضرب د. السليطي مثالاً على مساعدة الذكاء الاصطناعي للبشر، يتمثل في تحويل الصوت إلى نص، بالقول في السابق كان الأفراد يكتبون النصوص يدويًا، وهي مهمة شاقة تستغرق وقتًا طويلاً. لكن اليوم، تتم عملية طباعة النصوص في الغالب باستخدام الآلات، وليس هناك من ينكر أن الآلات قادرة على القيام بذلك أسرع من البشر، وبدقة عالية في معظم الحالات.
أكد الدكتور السليطي أنه لكي نكون قادرين على التعامل مع الذكاء الصناعي مع أماكن العمل، هناك حاجة لتحسين مهارات جزء كبير من القوى العاملة، لا سيما للموظفين ذوي المهارات الفردية، كموظفي المكاتب، لا سيما الموظفين الذي يعملون في الأعمال الكتابية أو الإدارية». وتعليقًا على المهارات اللازمة للعمل في المستقبل، قال الدكتور السليطي: «سيكون البشر دائمًا الأفضل في كونهم بشرًا. نحن، البشر، تميزنا دائمًا في التفكير النقدي وحل المشكلات، والتواصل الجيد والعمل الجماعي، والقيادة، والمبادرة، والإبداع، وهذا ما سنحتاجه دائمًا، وبالطبع الرغبة في تبني التكنولوجيا الجديدة».
وأضاف: سوف يلعب الذكاء الاصطناعي حتماً دورًا رئيسيًا في مستقبل أماكن العمل. وسوف تنجح الشركات التي ستقوم بتدريب الأتمتة مبكرًا وتدريب القوى العاملة لديها لتلبية الاحتياجات الجديدة لمكان العمل المتغير.