د. عبداللطيف الخال: إعلان جهود «الجرعة المعززة».. قريباً

alarab
محليات 24 ديسمبر 2021 , 12:10ص
حامد سليمان

«أوميكرون» أكثر قابلية للانتشار من «دلتا»
الآثار المصاحبة للجرعة «الثالثة» لا تتعدى «الثانية»
لابد من الالتزام بـارتداء «الكمامة» في الأماكن المغلقة

أكد الدكتور عبداللطيف الخال – رئيس المجموعة الاستراتيجية الوطنية للتصدي لفيروس كوفيد – 19، رئيس قسم الأمراض المعدية بمؤسسة حمد الطبية أنه تزامنا مع مرور عام كامل على برنامج التطعيم ضد الفيروس، نجح البرنامج في إعطاء أكثر من 5 ملايين جرعة حتى الآن، وتطعيم أكثر من 85 % من السكان بجرعتي اللقاح.
وقال الخال خلال لقائه ببرنامج حياتنا على تلفزيون قطر «إن هذا يعتبر انجازا كبيرا، ونحن، في وضع أفضل بكثير مما كنا عليه قبل عام، حيث لم يكن لدينا تطعيم قبل ذلك الوقت.
وأرجع الفضل في نجاح هذه الحملة إلى التعاون الكبير من جميع أفراد المجتمع، في حرصهم على أخذ اللقاح، وقال «إن هذا يدل على الوعي بين المواطنين والمقيمين بأهمية التطعيم في مكافحة الوباء، وعلى ثقة الجمهور بسلامة وأمان التطعيم، بالرغم من انتشار العديد من المعلومات المغلوطة عن سلامة التطعيم.
وقال د. الخال: لولا التعاون الكبير من أفراد المجتمع لما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم، فالتغطية تعتبر عالية جداً، وهذا يجعل قطر من أعلى دول العالم ودول المنطقة فيما يتعلق بنسبة التغطية بالتطعيمات ضد كوفيد - 19، لافتا إلى أن هذه التغطية العالية ساعدتنا في الحماية من موجات جديدة من الفيروس خلال الشهور الماضية، على خلاف ما شهدته بعض دول العالم من موجات في نفس الوقت.
أثر فعّال 
وأضاف د. الخال: كان للحملة الوطنية أثر فعّال في التصدي لموجات الفيروس، وتم تطعيم الأشخاص الأكثر عرضة للمضاعفات في بداية الحملة، وهم كبار السن والأشخاص المصابون بأمراض مزمنة ومن يتناولون أدوية مثبطة للمناعة، فقد تم استهدافهم بشكل مكثف في البداية، وكان هناك تعاون كبير منهم، وهذا ساعد على تجنب حدوث العديد من الإصابات، وساعدنا على تجنب وتقليل عدد حالات دخول المستشفيات، وبالتالي الحد بشكل كبير من عدد الوفيات التي يمكن أن تنجم بين الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات.
وتابع: البرنامج الوطني لم يكن لينجح لولا تضافر الجهود الكبيرة من جميع مؤسسات الدولة، وبدعم كبير من جميع الجهات وتوفير الموارد الضرورية اللازمة لإنجاح الحملة، والدور القيادي الذي قامت به وزارة الصحة العامة في نجاح الحملة يُشهد به على مستوى العالم، فكانت الخطة التي وضعتها وزارة الصحة وطبقتها ناجحة جداً بجميع المقاييس.
ونوه إلى أن التطعيمات أُعطيت من خلال جميع المراكز الصحية في الدولة، بالإضافة إلى افتتاح مراكز خاصة للتطعيم، والكثير من الأماكن التي تم توفير التطعيم من خلالها، وهي الأماكن التي ساهمت في وصول التطعيم إلى جميع أفراد المجتمع في زمن قياسي نسبياً.
جهود مكثفة 
وأكد د. الخال أن الجهود لم تنته، فما زالت الحاجة لإعطاء الجرعات المعززة لجميع من أخذوا جرعتي اللقاح، ومر عليهم أكثر من 6 أشهر على الجرعة الثانية، إضافة إلى من تعافوا من إصابة سابقة ومرت عليهم فترة أكثر من 3- 6 أشهر، فيتوجب عليهم أخذ جرعتي اللقاح ومن ثم الحصول على الجرعة المعززة بعد 6 أشهر.
وأشار إلى أن هناك جهودا مكثفة سوف يتم الإعلان عنها قريباً فيما يتعلق بتكثيف الحملة الوطنية لإعطاء الجرعة المنشطة.
وحول التقدم الذي وصل له التطعيم بالجرعات المعززة، قال د. الخال: بدأنا من منتصف سبتمبر الماضي في إعطاء الجرعات المنشطة لكل من مرت عليهم فترة 6 أشهر من الجرعة الثانية، وحتى الآن تم إعطاء الجرعة المعززة لأكثر من 215 ألف شخص، وهناك إقبال جيد جداً على الجرعة المنشطة.
حماية كبيرة 
قال الدكتور الخال من المعروف أن الجرعة المنشطة تعطي حماية كبيرة ضد السلالة الجديدة من الفيروس، والمخاوف من الأعراض الجانبية للجرعة المنشطة غير مبررة، فحتى الآن ومن بين 215 ألف شخص تم تطعيمهم، فالأعراض الجانبية لا تتعدى الأعراض الجانبية بعد الجرعة الثانية وهي ألم مكان الإبرة أو حرارة أو صداع، وبعض الناس تستمر لديهم الأعراض يومين إلى ثلاثة أيام وتستجيب للبنادول، ولم يتم الإبلاغ عن أي أعراض جانبية خطيرة لوزارة الصحة.
وأردف: بعض الدول أعطت ملايين من مواطنيها الجرعات المنشطة ولم يتم الإبلاغ عن أي أعراض جانبية خطيرة، وتقوم مؤسسة الرعاية الصحية الأولية بالاتصال بجميع الأشخاص الذين مر عليهم أكثر من 6 شهور من الجرعة الثانية لتسجيلهم لأخذ الجرعة المنشطة.
ونوه بأن الدول تختلف في ردة فعلها في التعامل مع انتشار الفيروس، وذلك لعدة أسباب، وأنه من الملاحظ في الآونة الأخيرة أن العديد من الدول، ومنها الدول الأوربية وبعض الولايات في الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم وجود نسبة عالية من تغطية السكان بالتطعيم، إلا أن هناك انتشارا وزيادة في أعداد الحالات والإصابات اليومية المسجلة عندهم، ما يشكل ضغطا على القطاعات الصحية في هذه الدول، ما استدعى فرض قيود مرة أخرى، منها ألمانيا والبرتغال وهولندا.
ولفت إلى أن سبب فرض قيود في الدول التي زادت فيها الإصابات هو الخوف مما قد تسببه السلالة الجديدة من انتشار كبير في هذه الدول، فقررت أن تتدارك الأمر وتحد من انتشار الفيروس قبل ازدياد شدة البرد في هذه الدول، والذي يلجأ فيه الناس إلى الأماكن المغلقة بصورة أكبر، إضافة إلى موسم الأعياد في الدول الأوربية، ما يعني التزاور بشكل أكبر.
وحول الأدلة السريرية التي تتعلق بانخفاض المناعة المكتسبة من التطعيم ضد فيروس كورونا بعد مرور ستة أشهر من الحصول عليه، قال د. الخال: يوجد أكثر من نوع من الأدلة العلمية التي تؤكد أن هناك فعلاً انخفاضا في المناعة المكتسبة من التطعيم ضد فيروس أوميكرون، وقبل ظهور هذا الفيروس كانت هناك أدلة علمية قد تم عملها في دولة قطر ونشرت في مجلات طبية معروفة على مستوى العالم، بالإضافة إلى دراسات أخرى من دول عديدة تم نشرها كذلك في المجلات الطبية المعروفة.
وأضاف: أثبتت كل هذه الدراسات، أن المناعة الناتجة عن التطعيم تنخفض وتقل مع الوقت ضد هذه الفيروسات، والدليل الآخر هو المتعلق بالدراسات المخبرية التي تؤخذ من دم الأشخاص الذين حصلوا على التطعيم قبل 6 ستة أشهر، وأثبتت أن الأجسام المضادة ضد فيروس كورونا هبطت بشكل كبير، كما أن الأدلة أثبتت كذلك أن أخذ الجرعة المنشطة ترفع مستويات الأجسام المضادة بشكل كبير جداً.
حالات أوميكرون 
وأكد رئيس المجموعة الاستراتيجية الوطنية للتصدي لفيروس كوفيد – 19، رئيس قسم الأمراض المعدية بمؤسسة حمد الطبية، اكتشاف الإصابة بمتحور أوميكرون الأسبوع الماضي في قطر، لأشخاص كانوا في مرحلة الحجر، منهم 3 أشخاص غير مطعمين وواحد فقط كان قد حصل على التطعيم، ولكن جميعهم لم يدخلوا إلى المستشفى، ومن المتوقع أن يصبح متحور أوميكرون هو الفيروس السائد في دول العالم، وعلى سبيل المثال منها الولايات المتحدة، وهناك دراسات تبين أن اللقاحات الحالية فعالة ضد سلالة أوميكرون والجرعة المعززة ترفع من فعالية اللقاح بشكل كبير، ولكن مع مرور الوقت فإن المناعة تضعف ضد مقاومة هذا الفيروس، وهو ما يتطلب ضرورة أخذ الجرعة المعززة لتقوية المناعة وتفعيلها بالشكل المطلوب ضد هذا الفيروس.
وأوضح أن سلالة أوميكرون تتصف بأكثر من خمسين طفرة وهذا يزيد قدرة الفيروس على الانتشار بين المجتمع بشكل أكبر من سلالة دلتا بستة أضعاف، ونصح الجمهور بأخذ جرعات اللقاح، مؤكداً أن الأعراض الجانبية لا تذكر.
ولفت إلى أنه كان هناك قلق أن الفيروس الجديد لا يستجيب للقاح، ولكن الأدلة أثبتت أن اللقاحات تعمل ضد جميع الفيروسات، معرباً عن أمله أن تظهر أدلة أكثر على ذلك.
وقال: الفيروس الجديد لديه قابلية للانتشار والعدوى بشكل أكبر من سلالة دلتا، وهذا يدل على أنه سريع الانتشار وهذا يجعل إصابة مجموعة كبيرة من الأشخاص أمرا متوقعا وغير مستبعد، ولابد من الالتزام بارتداء الكمامة وبالأخص في الأماكن المغلقة، لأن الكمامة أثبتت فعالية كبيرة في الحد من انتشار الفيروسات، حيث إن بعض الأشخاص يكونون مصابين وهم لا يعرفون أنهم يحملون الفيروس ولكنهم ينقلونه لغيرهم من الأشخاص مما يساعد بشكل كبير على انتشاره.