الاقتباس أمر معهود في عالم السياسة، فمصطلح "التفويض" الذي استحضره الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في يوليو 2013 إلى الحياة بعد غياب طويل، عندما طالب المصريين بالنزول في مظاهرات حاشدة لتفويض الجيش لمحاربة العنف والإرهاب، أصبح وسيلة لكسب الدعم الشعبي لدى بعص القادة الجدد.
أخر من اتبع هذا النهج، كان الباجي قايد السبسي المرشح الفائر بالانتخابات التونسية التي أجريت الأحد الماضي داخل بلاده، حيث طالب الشعب التونسي بالتفويض من أجل العمل على محاربة "الإرهاب" والقضاء عليه، حسبما نشر موقع "تونس نيوز" الإخباري.
اعتبر السبسي (88 عامًا)، خلال لقاء مع الصحفيين بعد إعلان فوزه بالانتخابات، أعمال العنف والاحتجاجات التي وقعت في جنوب تونس اعتراضا على فوزه بـأنها "غير البريئة"، معتقدا أن "هناك من يحركها تحت الطاولة".
وفاز السبسي على منافسه المنصف المرزوقي الرئيس المنتهية ولايته، بنسبة 55.68 % أي نحو 1.7 مليون من إجمالي الأصوات، مقابل 44.32% للمرزوقي أي نحو 1.3 مليون صوت.
ونقل الموقع التونسي عن رئيس حزب حركة نداء تونس قوله، "هذه الاحتجاجات ستكون أرضًا خصبة لانتشار الإرهاب"، مؤكدا أنه قال: "عند تسلمي الرئاسة سأقضي على الإرهاب وكل من يحركه، لكن أنا بحاجة لتفويض من الشعب".
السيناريو ذاته لم يكن بعيداً عن ليبيا، فقد خرج اللواء المتقاعد خليفة حفتر قائد ما يُسمى بـ"عملية الكرامة" في بيان تليفزيوني أواخر شهر مايو الماضي، ليعلن أن الشعب الليبي أعطاه تفويضاً لمكافحة الإرهاب، وقال إنه سيكون "على مستوى التحدي تلبية لأوامر الشعب الليبي"، على حد قوله.
وقال حفتر "أيها الشعب الليبي، أنت أصدرت أوامرك. ولا رجعة عن قبول التفويض ومواجهة التحدي"، مشددًا على أن قواته لن تعود إلى ثكناتها حتى تهزم ما أسموه بـ"الإرهاب"، داعيا الشعب الليبي إلى مواصلة دعمه لحملته.
لم يقتصر الأمر على المستوى العربي، فالرئيس الأميركي باراك أوباما قال مطلع الشهر الماضي إنه سيطلب من الكونجرس الأميركي تفويضاً جديداً باستخدام القوة ضد تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ"داعش" في العراق وسوريا.
وأوضح أوباما أن الغرض من الحصول على التفويض لاستخدام القوة العسكرية ضد تنظيم الدولة سيكون لجعل هذا التفويض كافيا للتعامل مع التهديدات الحالية في المنطقة.
وتأكيداً لمساعي أوباما، حث وزير خارجيته جون كيري، في 10 ديسمبر الجاري، الكونجرس على اعتماد تفويض قانوني جديد لعمل عسكري ضد تنظيم "داعش" لثلاث سنوات على الأقل.