

العمادي: مشاريع تجارية واستثمارية وسياحية جديدة بين رجال الأعمال
الخلف: شراكات تجارية للاستفادة من المزايا والحوافز والتوسع عالمياً
أشادت قطاعات الأعمال بالاتفاقيات الاقتصادية التي تم توقيعها بين قطر وعمان، وأكدت أنها تؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين على المستويين الرسمي والقطاع الخاص.. كما أن الاتفاقيات الجديدة تعمل على زيادة الاستثمارات المشتركة خاصة بين رجال الأعمال في البلدين وإقامة شراكات في القطاعات التجارية والصناعية والزراعية والسياحية. كما سترفع من قيمة التبادل التجاري بين البلدين الذي يصل حاليا إلى حوالي 2 مليار دولار وفقا لبيانات الغرف التجارية العمانية.
شملت اتفاقيات التعاون الجديدة اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي، واتفاقية تعاون في مجال الاستثمار، واتفاقية تعاون بشأن الاستثمار في الشركة العمانية للنقل البحري، واتفاقية تعاون حول الاستثمار في قطاع الضيافة، ومذكرة تفاهم في مجال العمل وتنمية الموارد البشرية.

استكمال مسيرة التنمية
ويؤكد السيد عبد العزيز العمادي نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة قطر الأسبق أن الفترة القادمة سوف تشهد ترجمة حقيقية للتعاون بين البلدين واستكمال مسيرة التنمية في كل من الدوحة ومسقط، حيث من المنتظر ارتفاع قيمة التبادل التجاري إلى مستويات جديدة، بفضل الاستثمارات والمشاريع المشتركة الجديدة، خاصة في قطاع الثروة السمكية والقطاع السياحي وقطاع الاستثمارات الصناعية.
العمادي يضيف أن هناك توجها كبيرا لدى رجال الأعمال في البلدين لزيادة المشاريع التجارية والاستثمارية والسياحية، حيث يتجاوز عدد الشركات المشتركة بين البلدين حاليا أكثر من 500 شركة منها حوالي 300 شركة قطرية، ومع توقيع الاتفاقيات الجديدة من المنتظر زيادة عدد هذه الشركات، والتوسع في استثماراتها سواء في قطر أو في عمان.
ويوضح العمادي أن هناك فرصا واعدة للاستثمار في البلدين.. وهناك إصرار وحرص من رجال الأعمال على انتهاز هذه الفرص من خلال الشراكات الجديدة، في القطاعات التي تم الاتفاق عليها، خاصة السياحة والثروة الزراعية والسمكية، مما يؤكد دور رجال الأعمال في البلدين خلال الفترة القادمة.
ويضيف أن كلا من قطر وعمان تسعيان لجذب الاستثمارات وتوطين الصناعات المختلفة، لذلك جاء مشروع مصنع شركة كروة في منطقة الدقم تأكيدا على توجه البلدين نحو التصنيع المحلي وتشجيعه، حيث تم إنتاج أول حافلة من المصنع الجديد، لتكون باكورة الإنتاج والتوسع فيه وتلبية احتياجات السوقين من وسائل النقل، حيث سيتم استخدام هذه الحافلات في بطولة كأس العالم قطر 2022.
ويقول العمادي: يرتبط البلدان على مستوى القطاع الخاص والحكومة بمجموعة من المشاريع الطموحة التي تمثل أساسا للتعاون.. كما يعكس التعاون التجاري والصناعي والاستثماري بين البلدين، رغبة صادقة من جانب مجتمع رجال الأعمال القطري والعماني، بالانتقال بالعلاقات الاقتصادية بين الجانبين من مستوى العلاقات الأخوية المتميزة إلى مستوى العلاقات الإستراتيجية والشراكات الاقتصادية، التي تترجم الطموحات والتطلعات المشتركة إلى مشروعات وكيانات اقتصادية عملاقة تعود بالنفع والفائدة على الاقتصاد الوطني في كلا البلدين.

تحقيق المصالح المشتركة
من جانبه يؤكد رجل الأعمال أحمد الخلف أن مسيرة التعاون الاقتصادي بين البلدين ستنطلق نحو آفاق جديدة، بعد توقيع الاتفاقيات المشتركة في الدوحة، فهناك حرص رسمي وشعبي من كافة فئات المجتمع على تحقيق المصالح المشتركة، وتنفيذ ما جاء بهذه الاتفاقيات لصالح الشعبين، في ظل رغبة القيادة المشتركة في القيام بشراكات في القطاعات الاقتصادية المختلفة، والاستفادة من المزايا والحوافز التي يقدمها كلا البلدين، ومنها تشجيع الاستثمارات المشتركة وإنشاء مشاريع صناعية وزراعية وسياحية جديدة.
الخلف يضيف أن هناك مشاريع ناجحة وأثبتت قدرتها على تلبية السوقين مثل مشروع باصات كروة ومشروع المنطقة السياحية برأس الحد، وهي مشاريع أثبتت قدرتها على المنافسة العالمية وتقديم المنتجات والخدمات على أعلى مستوى ووفقا للمعايير العالمية في الجودة. ويؤكد الخلف أن مستقبل التعاون الاقتصادي بين البلدين يبشر بالخير في ظل الرغبة المشتركة لتنفيذ المشاريع والتوسع في الاستثمارات، والدولتان لديهما القدرات التي تمكنهما من دعم التنمية الاقتصادية وتكوين شراكات مميزة تكون نموذجا للتعاون الخليجي والعربي.
الديار تبدأ تطوير «رأس الحد»
من جانبها أكدت شركة الديار القطرية مؤخرا تطوير رأس الحد ودعوتها أصحاب المباني للمشاركة في التأهيل المسبق لتأجير المباني لسكن الموظفين في مدينة صور والمناطق المجاورة حولها، لمدة 5 إلى 10 سنوات شريطة أن تتناسب المباني مع متطلبات المساحة لاستيعاب درجات مختلفة من موظفي فندق تشيدي المرموق في رأس الحد.
ويقع مشروع رأس الحد على بعد 150 كم من مدينة مسقط. وتشتهر منطقة صور بالحياة والحرف البحرية، ويوفر مشروع رأس الحد والذي يتبنى طرازاً صديقاً للبيئة عدداً من مصادر الجذب السياحي الفريدة ضمن مخطط شامل يتضمن قرية تراثية الذي يجسد تاريخ الثقافة العمانية الحافل.
ويوفر المشروع عند اكتماله أكثر من ٧٠٠ غرفة فندقية موزعة على فنادق خمس نجوم ومنتجعات وبوتيك، إضافة إلى 700 وحدة سكنية، وسوق ومحلات ومتاجر تبلغ مساحتها 23 ألف كيلومتر مربع، ومركزا مخصصا لحماية الحياة البرية، وحديقة للتأمل تبلغ مساحتها 10 آلاف متر مربع، وحديقة للحياة البحرية، وقرية ثقافية، ومنطقة سكن للموظفين تتسع لأكثر من 800 موظف.
ويلتزم المنتجع والمشاريع السكنية، والمزارات السياحية التزاماً تاماً بأهم قواعد الاستدامة والإدارة المسؤولة للسياحة. كذلك تتواكب منطقة رأس الحد مع الاتجاهات الناشئة في قطاع السياحة على مستوى العالم، ويوفر المشروع عند اكتماله للسياح والزوار فرصة رائعة لرؤية الحياة البرية الفريدة في المنطقة، فضلاً عن توفير فرص اقتصادية واسعة لقطاع السياحة في السلطنة.
التوسع في استثمارات
الثروة السمكية
وتأتي اتفاقية الثروة السمكية لتزيد من استثمارات شركة حصاد القطرية في مشروع القطاع السمكي بعُمان إلى ما يزيد على النسبة الحالية التي تصل إلى 20 % تحت اسم الشركة العالمية للإنتاج البحري، وبات لديها استثمارات قائمة في السلطنة تقدر بنحو 138 مليون دولار، تهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي في كلا البلدين.
كما يعد توسع شركة الميرة للمواد الاستهلاكية، داخل السلطنة حافزا آخر لتوجه الدولتين في توفير الأمن الغذائي والمواد الاستهلاكية، حيث تركز الشركة حاليا على مضاعفة سلسلة فروعها في سلطنة عمان.
وتدعم الاتفاقيات الجديدة قطاع الطيران في البلدين، حيث تواصل الخطوط الجوية القطرية تطوير شراكاتها الإستراتيجية العالمية القوية؛ مع الاتفاقية الموسعة للرمز المشترك مع الطيران العُماني، مما يعزز من خيارات السفر لركاب الناقلتين. كما يعتبر تطوير اتفاقية الرمز المشترك بمثابة خطوة مهمة لتعزيز مستوى التعاون التجاري بين الخطوط الجوية القطرية والطيران العُماني الذي بدأ منذ عام 2000، وسوف تنطلق عملية المبيعات للوجهات الجديدة خلال عام 2021.
ومن شأن تطوير اتفاقية الرمز المشترك بين الناقلتين أن يزيد من عدد الوجهات المتاحة لمسافري الطيران العُماني من ثلاث وجهات إلى 65 وجهة على شبكة وجهات الخطوط الجوية القطرية في مختلف أنحاء أفريقيا والأمريكتين ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ وأوروبا والهند والشرق الأوسط. كما يستفيد مسافرو الخطوط الجوية القطرية أيضاً من إمكانية السفر إلى وجهات جديدة، بما في ذلك 6 وجهات إضافية في مختلف أنحاء أفريقيا وآسيا ضمن شبكة وجهات الطيران العُماني. كما تعزز الاتفاقيات الجديدة عدداً من المبادرات التجارية والتشغيلية المشتركة للعمل على تعزيز شراكتهما في الأسواق العالمية.
ومن أهم المشاريع المشتركة بين البلدين مصنع إنتاج الحافلات تحت اسم «كروة» حيث تم تدشين أول حافلة من إنتاجها تحمل العلامة التجارية «سلام» وعبارة «صُنِع في سلطنة عُمان»؛ إيذانًا ببدء العمليات التشغيلية للمشروع الاستثماري العملاق، والذي يستهدف في مراحله الأولى تصنيع ٥٠٠ حافلة سنويًا.
ويُعدّ المشروع مبادرة استثمارية إستراتيجية بين دولة قطر ممثلةً بشركة النقل الوطنية (مواصلات قطر) وسلطنة عُمان التي يمثلها جهاز الاستثمار العُماني، وهي تعكس قوة الروابط السياسية والاقتصادية التي تجمع البلدين الشقيقين، والتي أسهمت في تزايد المشاريع وشراكات التعاون الناجحة على مر السنين.
وينصب الإنتاج في المرحلة الأولى من المشروع في إنتاج حافلات لمونديال كأس العالم ٢٠٢٢ مما يجسّد رؤية قطر لتعزيز إسهام الدول المجاورة في إنجاح هذا الحدث العالمي بصورة مميزة، كما يحقق المشروع رؤية شركة (مواصلات قطر) في الوصول إلى الأسواق العالمية، حيث يقع في موقع إستراتيجي قريب من أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ الأمر الذي يضمن تقليص أوقات الشحن والوقت والجهد ويحدّ من تكاليف التخزين.