علي المحشادي: بطولات «القناص» تحافظ على هواية الأجداد والحياة الفطرية

alarab
محليات 24 نوفمبر 2021 , 12:35ص
علي عفيفي

بطولة اليوم الوطني للصقور تهدف لتعزيز الولاء والاعتزاز بالهوية الوطنية
مشروع قطر لجينوم الصقور لقي صدى كبيراً محلياً ودولياً وإنجاز يحسب لقطر
تزايد بطولات الجمعية هدفه غرس حب هواية الآباء والأجداد في الجيل الصاعد
أبوابنا مفتوحة منذ سنوات أمام الصقارين للاستماع إلى مقترحاتهم 
 

أكد السيد علي بن خاتم المحشادي رئيس مجلس إدارة جمعية القناص القطرية، أن بداية الموسم هذا العام شهدت بطولات قوية، مثل إصفري قطر للصقور الثامنة ورأس لفان للصقور الثالثة، مضيفا إن النجاحات التي تحققها بطولات الجمعية يعود الفضل فيها للمجهود الجماعي من مجلس الإدارة والأعضاء والصقارين.
وقال المحشادي في تصريحات صحفية: إن الدولة والقيادة الرشيدة دائما تلبي رغبة وطلبات القطريين من أجل دعم التراث والحفاظ عليه من أجل استمراريته ونقله للأجيال، مؤكدا أن الجمعية بعد مرور أكثر من 13 عاما على تأسيسها أصبحت رقما مهما سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي أو العالمي بفضل تراكم تجارب كبيرة في تنظيم البطولات والمهرجانات التي تعنى بمسابقات الصقور والصيد التقليدي، وفق قواعد وقوانين دقيقة نعمل باستمرار على تحسينها وتجويدها.
وأوضح أن هذا التراكم من التجارب في التنظيم وسن قوانين أصبح محط أنظار عدد من الجهات المماثلة على الصعيد العالمي، التي تطلب خبرات الجمعية والاستفادة من هذا الرصيد الذي لا نبخل به في المحافل الدولية للصقارة والصيد التقليدي.
وعن بطولات الجمعية، قال المحشادي: إنه مع مرور السنوات، وبفضل تعاون ودعم ورعاية عدد من الجهات أصبحت أجندة الجمعية تتسع لبطولات كبيرة ينتظرها الصقارون باستمرار، ومن بينها بطولة اليوم الوطني التي تقام بدعم من اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني للدولة وبإشراف من مركز قطر للفعاليات الثقافية والتراثية خلال شهر ديسمبر من كل عام، حيث تهدف لتعزيز الولاء والتكاتف والوحدة والاعتزاز بالهوية الوطنية القطرية.
وأضاف إن بطولة اليوم الوطني تعتبر فرصة للاحتفال بهذه المناسبة الغالية على قلب كل قطري ومقيم والتي تصادف يوم 18 ديسمبر من كل عام. 
كما وصف رئيس جمعية القناص، بطولة «رأس لفان» بأنها من البطولات التي ولدت كبيرة منذ اللحظة الأولى للإعلان عنها في مهرجان قطر الدولي للصقور والصيد «سهيل» في عام 2019 بدعم ورعاية من برنامج رأس لفان للتواصل الاجتماعي، موضحا أنه في المعرض الأخير لـ»سهيل» تم الإعلان عن إضافة مسابقتي «الطلع» و»السلوقي» إلى البطولة، مما أضفى إثارة وتشويقا كبيرين عليها، الأمر الذي يستحق توجيه الشكر للمؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا»، ومديرها العام الأستاذ الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، والقائمين على برنامج رأس لفان للتواصل الاجتماعي والشركات الداعمة للبرنامج برعايتهم للبطولة. 
وأضاف إن بطولة «رأس لفان» تهدف إلى تشجيع الصقارين للحفاظ على إرث الآباء والأجداد، معتبرا أن إضافة مسابقتين كبيرتين هما مسابقة الطلع ومسابقة السلوقي، نظرا لقيمتهما عند الصقارين والمهتمين بالصيد التقليدي، وبجوائزها المادية المجزية، مما جعلها تضاهي بطولة جمعية القناص في قوتها.
وأشار إلى أن جمعية القناص القطرية تعتبر من الصقارين وإليهم، وتعمل على تنظيم البطولات المختلفة من أجل غرس حب هواية الآباء والأجداد في نفوسهم، وحث الشباب على المحافظة على الحياة الفطرية للصقور وحماية الأنواع النادرة منها، وتوجيههم للمحافظة على الهوية التراثية لهواية الصيد بالصقور والتعامل معها، ثم توعية الشباب بأنواع وطرق القنص البري المختلفة وحماية البيئة، وخدمة لشعار « ثقافة متأصلة.. قنص مستدام»، مضيفا إنه «ولا شك أن بطولة جمعية القناص، وغيرها من البطولات، مناسبة للمشاركين لإبراز مهاراتهم والتنافس الشريف فيما بينهم لاعتلاء منصة التتويج».
وعن اللقاءات المتواصلة بين الجمعية والصقارين لسماع آرائهم ومقترحاتهم، أكد المحشادي أن «جمعية القناص أبوابها مفتوحة لإخواننا الصقارين في كل وقت وحين، ونحن في خدمتهم قدر المستطاع. والاستماع إليهم ومناقشة مقترحاتهم وآرائهم هو تقليد دأبنا عليه منذ سنوات».
وبشأن مشاركة الجمعية في اتحاد «تمكين الأجيال»، قال المحشادي إن هذا الاتحاد هو الأول والأضخم من نوعه في دولة قطر على صعيد تمكين الأجيال القطرية الشابة للتخصص في العلوم الدقيقة، وجمعية القناص القطرية من أهم أركانه، حيث تعمل على استضافة طلبة من المراحل الثانوية وتدريبهم على كيفية استخلاص الحمض النووي للصقور وتحليله، وقراءة نتائجه، وتشجيعهم على التخصص في هذه المجالات بما يخدم الحفاظ على التنوع الحيوي في دولة قطر ضمن رؤية دولة قطر 2030.
وأضاف إن مشروع قطر لجينوم الصقور الذي تسعى الجمعية من خلاله للكشف عن الخريطة الجينية للصقور، لقي صدى كبيرا محليا ودوليا، حيث إن تسجيل هذا الإنجاز في جامعات عالمية، ليس بالأمر الهيّن وهو ما جعل دولة قطر هي الوحيدة في الشرق الأوسط الرائدة في هذا المشروع، ويعد إنجازا لا يُحسب لجمعية القناص فقط، وإنما لجميع الذين شاركوا وتعاونوا فيه، مشيرا إلى أن رسالة المشروع تهدف إلى تفعيل دور الصقار القطري في الحفاظ على البيئة، والمزاوجة بين العلم والتراث، ثم تشجيع البحث العلمي في مجال الصقور واستقطاب الطاقات العلمية الشابة، بالإضافة إلى أن الاهتمام بالصقور وإنتاجها وتفريخها، انعكس على المسابقات التي تنظمها الجمعية، حيث إن نسبة كبيرة من هذه المسابقة تتجاوز 70 بالمائة، تخص صقور «التفريخ».
فيما يخص مهرجان قطر الدولي للصقور والصيد «مرمي»، قال إن جمعية القناص واللجنة العليا المنظمة للمهرجان عودت الصقارين على الجديد في بطولاته، موضحا أن هذا العام، أعلن عن تثبيت الشوط المصاحب في بطولة المزاين ابتداء من مهرجان مرمي الثالث عشر 2022 (الحر تفريخ/فرخ وقرناس) بصفة رسمية، إلى جانب الشوط الرئيسي (الحر وحش/فرخ وقرناس)، والشوط المصاحب لبطولة المزاين هو (الفرخ الشاهين).
منذ إنشائها عام 2008، لفتت جمعية القناص القطرية الأنظار محليا ودوليا سواء بفعالياتها الدؤوبة التي تنظمها على مدار العام، أو بمبناها المتميز على شكل «البرقع» في المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا»، الذي أصبح أيقونة معمارية عالمية.
ولا تقتصر جمعية القناص على تنظيم المسابقات في الصيد التقليدي، بل تتعداها إلى الجانب الثقافي المعرفي بالإسهام في التعريف بتراث الصقارة والمحافظة عليه للأجيال المقبلة، سواء عن طريق المحاضرات أو الفعاليات التي تشارك فيها في الدولة من معارض وزيارة للمدارس، أو في الجانب العلمي بشراكات داخلية وخارجية مع جامعات مرموقة.