شراكة مع «الصحة العالمية» لجعل إقليم شرق المتوسط خالياً من الوباء بحلول 2030
أصدر باحثون من «وايل كورنيل للطب - قطر»، في شراكة مع منظمة الصحة العالمية، تقريراً متكاملاً حول انتشار فيروس التهاب الكبد الوبائي «سي» في إقليم شرق المتوسط، وسبل القضاء عليه بحلول عام 2030.
وجاء التقرير الصادر باللغة الإنجليزية بعنوان «انتشار فيروس التهاب الكبد الوبائي «سي» في إقليم شرق المتوسط: نتائج واستراتيجيات لمكافحة الوباء»، ثمرة تعاون وثيق بين مكتب منظمة الصحة العالمية الإقليمي لشرق المتوسط ومجموعة وبائيات الأمراض المعدية في وايل كورنيل للطب - قطر، التي تم اعتمادها مؤخراً كمركز متعاون مع المنظمة لدراسة وتحليل انتشار الأمراض المعدية في إقليم شرق المتوسط، والأمراض المنقولة جنسياً، والتهاب الكبد الفيروسي.
ويلخص التقرير سلسلة من الدراسات العلمية عن فيروس التهاب الكبد الوبائي «سي»، أجرتها المجموعة على مدار عشر سنوات، وجرى تمويلها من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، عضو مؤسسة قطر، في إطار برنامج الأولويات الوطنية للبحث العلمي من خلال عدة منح.
ويقدم التقرير شرحاً مفصلاً لانتشار العدوى على امتداد بلدان إقليم شرق المتوسط الذي يضم 22 دولة، كما يعرض خريطة طريق واستراتيجيات لتحقيق هدف القضاء على هذا الوباء بحلول عام 2030، ويتضمن المعرفة الأساسية اللازمة لإعداد خطة وطنية مدروسة، وتطوير برامج تدخّل قائمة على الأدلة البحثية، مع ضمان الاستخدام الأمثل للموارد المتوفرة، خصوصاً مع توافر علاجات بالغة الفاعلية وميسورة التكلفة، ويوضح التقرير أن المصابين بأمراض الكبد، والمرضى الذين يترددون على مرافق الرعاية الصحية، والأشخاص الذين يستعملون الحقن بشكل مستمر، هم الأكثر عرضة للعدوى، ويجب أن يكونوا جميعاً محور كل استراتيجية ترمي إلى الفحص والعلاج.
وقالت هيام الشميطلي، الاختصاصية الأولى في علم الوبائيات في وايل كورنيل للطب – قطر، والمؤلفة الرئيسية للتقرير: «بعد أن قمنا بدراسة شاملة لانتشار العدوى في منطقتنا، استطعنا تحديد المجموعات السكانية التي يجب أن تعطى الأولوية في الاستفادة من خدمات فحص وعلاج التهاب فيروس الكبد الوبائي «سي»، وتحديد تدخلات ذات فاعلية للسيطرة على هذا الوباء».
وقال الدكتور ليث أبورداد، الباحث الرئيسي للدراسة، وأستاذ علوم الصحة السكانية في وايل كورنيل للطب - قطر: «لدينا فرصة ذهبية الآن للقضاء على هذا الوباء، مع توفّر علاجات بالغة الفاعلية وميسورة التكلفة»، لافتاً إلى أنه بدون خطط صحية مناسبة، سوف تبقى دول المنطقة تتحمل أعباء المضاعفات الصحية الخطيرة والمكلفة المترتبة على الإصابة بعدوى التهاب فيروس الكبد الوبائي «سي» من أمراض وسرطان الكبد.
وذكرت السيدة جمانة هرمز، المستشارة الإقليمية للإيدز والتهابات الكبد والأمراض المنقولة جنسياً في مكتب منظمة الصحة العالمية الإقليمي لشرق المتوسط: «يتضمن التقرير أدلة وبائية واستراتيجية لتحقيق هذه الغاية، عبر برنامج فعال من حيث التكلفة، لإجراء الفحوص وتقديم العلاج، والمنظمة ملتزمة تماماً بالعمل مع بلدان المنطقة لتحقيق هدف القضاء على المرض قبل نهاية العقد المقبل».
وقال الدكتور عبدالستار الطائي المدير التنفيذي للصندوق القطري لرعاية البحث العلمي: «هذا الإنجاز شاهد على التأثير الكبير والفاعل لاستثمار قطر في البحوث العلمية المتعلقة بالصحة العامة في منطقتنا، وهو إحدى ثمار الجهود الجماعية الحثيثة والعمل الدؤوب للصندوق القطري لرعاية البحث العلمي ومؤسسة قطر، لإرساء مكانة الدولة كأحد مراكز التميّز المرموقة في مجال البحوث والابتكارات العلمية، ونحن سعداء بمشاهدة قطر بعد عقد من بناء القدرات، وقد تبوأت مكانة ريادية في بحوث وبائيات الأمراض المعدية في منطقتنا».