سادت حالة من الغضب الشديد في أوساط الطبقات الفقيرة والمتوسطة بمصر، بسبب الارتفاع الجنوني والغير مسبوق بأسعار السلع التي تعتمد عليها تلك الطبقات في غذائها اليومي والتي تعرف بـ"طعام الغلابة" حيث وصل سعر كيلو "العدس" إلى 30 جنيها بالأسواق المصرية لأول مرة في التاريخ وذلك بسبب تراجع الجنيه الشديد أمام الدولار.
وارتفعت أسعار العدس داخل سوق التجزئة المصري بنحو 5 جنيهات ليسجل الكيلو 30 جنيها بدلا من 25 جنيها الأسبوع الماضي، وسط عزوف كامل من جانب المواطنين عن شراء المنتج لنتيجة للقفزة الموجودة في أسعار بيعه .
وقال نصر متولي نائب رئيس شعبة الحبوب بغرفة القاهرة، إن ارتفاع الدولار داخل البنوك هو السبب الرئيسي في الارتفاع ، مشيرا إلي أن سعر طن العدس التركي وصل إلي 19 ألف جنيه في الجملة بزيادة عن الشهرالماضي حوالي ألف جنيه.
وأضاف في تصريحات لوسائل إعلام مصرية، أن الارتفاع الحالي يقف وراءه ارتفاع سعر الدولار داخل البنوك ووصله لمستويات تعدى الـ 17.50 جنيها، متوقعا تراجع الأسعار حال انخفاض سعر الدولار في السوق المحلي، مشيرا إلي أن هناك ارتفاع في تكاليف نقل المنتج بعد تحريك سعر الوقود.
وكان جودة عبد الخالق عضو اللجنة الاقتصادية لحزب التجمع ووزير التموين المصري الأسبق، قال في تصريخات سابقة له إن القرارات الاقتصادية للحكومة مؤخرًا "تأخذ من جيوب الفقراء إلى جيوب الأغنياء والأجانب، فيما يكتوي البسطاء بنار الأسعار".
وأضاف "عبد الخالق"، خلال كلمته بمؤتمر عقد بمقر حزب التجمع، "نعلن رفضنا للقرارات الأخيرة، ونحمل الحكومة النتائج، فالتعويم قرار فج، وسيكون مبدأ المرجيحة هو السائد في تعاملات الدولار، وهذا سيهدم الاستثمارات... من سيستثمر وهو لا يعلم سعرا ثابتا للجنيه؟".
وتابع "الحكومة قامت بتوسيع ضريبة المبيعات بقانون القيمة المضافة، والضريبة غير المباشرة يقع عبئها على الفقير"، مشيرًا إلى وجود بديل مطروح يتمثل في "الضريبة التصاعدية".
وأشار عبد الخالق إلى أن رفع أسعار الكهرباء والماء والسكر لم يمر على البرلمان، مضيفًا: "بدل ما ارفع أسعار الوقود كنا استخدمنا كروت البنزين، ومثل هذه القرارات لا تحتاج لعبقرية ولا ذكاء" كما نقلت عنه صحف مصرية.
وعن تعويم الجنيه، وصف عبد الخالق هذا القرار بـ"الخطأ"، مضيفا "الشعب أصبح جلد على عضم مافيش شد حزام تاني خلاص".
م.ن
