ما السر وراء اتهامات عباس لـ«حماس»؟
حول العالم
24 نوفمبر 2015 , 01:49ص
Almonitor
قال موقع «المونيتور» الأميركي: إنه خلال لقائه بإعلاميين مصريين مساء الثامن من نوفمبر الحالي في القاهرة، وجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتهاماً ضد حركة «حماس»، بإجراء مفاوضات مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي من أجل ضم جزء من شبه جزيرة سيناء إلى قطاع غزة، وهو الأمر الذي استقبلته «حماس» بنفي قاطع واتهام محمود عباس بالسعي إلى تحقيق أهداف شخصية من خلال هذه التصريحات.
من ناحيته، انتقد عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبومرزوق تصريحات عباس في القاهرة، وقال عبر صفحته على موقع «فيس بوك» في 9 نوفمبر الحالي: «لا تفكير لدينا باستبدال شبر من أرض فلسطين بأمتار من غيرها، مهما ادعى المدعون أو افترى المفترون».
وأضاف: «نحن لا نفاوض الكيان (إسرائيل)، ولن نعترف به، وسنقاومه حتى زواله، رضي من رضي، ورفض من رفض».
وتابع: «حملات التضليل والافتراء والكذب وتزييف الوقائع والقراءات الخاطئة لن تغير الحقيقة».
وفي هذا السياق، اعتبر القيادي في حركة «حماس يوسف رزقة، الذي شغل منصب مستشار إسماعيل هنية رئيس حكومة غزة السابقة، هذه الاتهامات بأنها «لا أساس لها من الصحة، وافتراءات لا شهود عليها»، مشدداً على أن حماس «لم تجر أي مفاوضات مباشرة مع إسرائيل منذ نشأتها».
وقال يوسف رزقة لـ «المونيتور»: «عباس شخصياً يدرك أن هذه التصريحات خاطئة ومختلقة، والهدف منها هو زيادة عزلة حماس وتشديد الحصار المفروض عليها، واستمرار إغراق حدود غزة بالمياه لهدم الأنفاق، واستمرار إغلاق معبر رفح مع غزة».
وأوضح أن عباس «يتحدث بما يرضي النظام والإعلام المصري، من أجل كسب موقف متحالف ضد حماس. كما يسعى من خلال هذه اللقاءات مع الإعلاميين المصريين لإزاحة اهتمامهم بانتفاضة القدس الراهنة، التي لم يتحدث عنها مطلقاً ولو بكلمة واحدة».
ومن جهته، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة مخيمر أبو سعدة لـ «المونيتور»: «إن جزءاً مما تحدث به الرئيس عباس، خاصة في ما يتعلق بمقترح ضم جزء من سيناء إلى غزة، ينتمي إلى حقائق تاريخية، ولكن في الوقت ذاته، لا أعلم مدى مصداقية المعلومات حول ما إذا كانت حماس قد أجرت مفاوضات مع إسرائيل بهذا الشأن أم لا».
أضاف: «بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005، طرح مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق غيورا أيلاند عام 2007، فكرة توسيع قطاع غزة إلى منطقة العريش المصرية، فيما ستحصل مصر في المقابل على ممر بري من الأراضي الإسرائيلية إلى الأردن، ومقابل كل ذلك ستضم إسرائيل التجمعات الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية إلى حدودها».
وأوضح مخيمر أبوسعدة أن هذا المقترح كان يرمي إلى حل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وهو يدور عن ضم نحو 600-1000 كيلومتر من سيناء إلى غزة، مشيراً إلى أن هذا المقترح قديم، ولم تجر إثارته أخيراً على المستوى السياسي.
ورأى أن توقيت تصريح عباس في هذا الشأن «لم يكن في محله» بسبب تزامنه مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الراهنة، وقال: «هذه ليست أول مرة يتحدث فيها عباس عن هذا المقترح واتهام حركة حماس بقبوله في إطار تعزيز الانقسام الفلسطيني، ونحن كفلسطينيين في أمس الحاجة لتوحيد الصفوف والتغاضي عن الخلافات الداخلية، من أجل مواجهة الاحتلال والاستيطان، والتوحد من أجل دعم الانتفاضة الفلسطينية الراهنة».