سنة أولى زواج.. طريق نحو حياة زوجية ناجحة

alarab
أفراح ومناسبات 24 أكتوبر 2024 , 01:24ص
علي العفيفي

يهدف برنامج «سنة أولى زواج» الذي تنظمه وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة إلى بناء أسر متماسكة ومستقرة من خلال تقديم الدعم والإرشاد للأزواج الجدد والمقبلين على الزواج، حيث يعد البرنامج جزءًا من الجهود الوطنية لتعزيز العلاقات الأسرية وتقليل نسب الطلاق وحياة زوجية ناجحة ومجتمع متماسك، حيث يوفر تأهيلاً شاملًا للأزواج عبر مجموعة متنوعة من الأنشطة والمحاضرات التي تركز على مهارات الحياة الزوجية الأساسية.

يستهدف البرنامج عدة محاور رئيسية أولا: مهارات التواصل حيث يعتبر التواصل السليم بين الزوجين من أهم المهارات التي تسهم في بناء علاقة زوجية ناجحة. يُعلم البرنامج كيفية التواصل بوضوح وفعالية باستخدام الاستماع النشط والتعبير البنّاء عن المشاعر والاحتياجات، ثانيا: حل النزاعات ويُعرف الأزواج باستراتيجيات فعالة لحل النزاعات بطريقة صحية، مع التركيز على التفاوض والتنازلات المتوازنة بهدف التوصل إلى حلول وسط تُرضي الطرفين.
ثالثا: المسؤولية المالية التي يهتم بها البرنامج من خلال تعليم الأزواج كيفية إدارة ميزانيتهم المشتركة، من خلال نصائح حول التوفير، والاستثمار، والتخطيط المالي للمستقبل، ورابعا: العلاقات مع العائلة بحيث يتطرق البرنامج إلى كيفية التعامل مع الأهل والأصهار، وتقديم استراتيجيات لبناء علاقات صحية مع العائلة الموسعة والتغلب على التوترات المحتملة، لا سيما في حالات السكن المشترك، خامسا: التكيف العاطفي والحياتي ويركز البرنامج على أهمية الصحة العاطفية وبناء علاقة مرضية ومستقرة، وكيفية التكيف مع التغيرات الكبيرة في الحياة، مثل الإنجاب والعمل على تنظيم الأولويات بين الحياة العملية والأسرية.

الحوار والتواصل
كما يقوم البرنامج بالورش التفاعلية التي تتضمن تطبيقات عملية حول الحوار والتواصل، بما يساعد الأزواج على تطبيق ما تعلموه في مواقف واقعية تحاكي التحديات اليومية التي قد تواجههم. وفي هذا السياق، نظمت وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة برنامج تدريبي لتأهيل المقبلين على الزواج وتكوين العلاقات الأسرية المتينة وذلك ضمن برنامجها «سنة أولى زواج» أقيم البرنامج في مركز الاستشارات العائلية (وفاق) قبل أيام وتم فتح باب التسجيل للجمهور على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بالوزارة قبل البدء في البرنامج حيث شهد اقبالا واسعا.
ويهدف البرنامج التدريبي إلى تعزيز العلاقات الزوجية ومساعدة الأزواج على التغلب على التحديات في سنواتهم الأولى، دعم الثقافة الزوجية كونها حجر أساس في استقامة واستدامة العلاقة الزوجية، والسعي إلى خفض نسب الطلاق والوقوف على أسبابه وعلاج العوامل المؤدية له، ودعم الأسر الناشئة للوصول إلى حياة أسريَّة مستقرة وناجحة، وتأهيل الأزواج الجدد والمقبلين على الزواج لتخطي عقبات الحياة الزوجيَّة، ورفع حالة الوعي المجتمعي بحقوق وواجبات الزوجين في إطار الشريعة الإسلامية التي تدعو إلى توطيد أواصر الشراكة بين الأزواج، والمودة والرحمة.
وقدمت البرنامج الدكتورة رُسل بورسلي، استشاري الطب النفسي من دولة الكويت. وقد تضمن محاضرتين وورشة تدريبية واحدة خلال الفترة الصباحية والمسائية في اليوم الأول للجنسين كل على حِدى. بينما كانت بقية المحاضرات والورشة التفاعلية في الفترة المسائية من اليوم الثاني.

محاضرات مفتوحة
وتناولت المحاضرات خلال البرنامج التدريبي عدة محاور منها: مهارات التواصل، مهارات حل النزاعات، المسؤولية المالية، كيفية التعامل مع الأهل والأصهار، الاندماج العاطفي، التكيف مع التغييرات والتحديات الحياتية وغيرها.
وحول مهارات التواصل، أوضحت الدكتورة رُسل بورسلي، للجمهور كيفية التواصل بوضوح وفعالية من خلال الاستماع النشط والتعبير عن المشاعر والاحتياجات بطريقة بناءة. وفيما يتعلق بمهارات حل النزاعات تعرف الحضور كيفية تطوير استراتيجيات لحل النزاعات بطريقة صحية بالإضافة إلى التفاوض وتعلم مهارة التنازلات المتوازنة والتوصل إلى حلول وسط. أما محور المسؤولية المالية فقد تحدثت به الدكتورة رُسل بورسلي حول كيفية إدارة الميزانية الزوجية، بما في ذلك التوفير، الاستثمار، والتخطيط للمستقبل المالي.
كما تطرقت الدكتورة خلال المحاضرات إلى كيفية التعامل مع أهل الزوج من خلال العمل على بناء علاقات صحية وكيفية التعامل مع التوترات المحتملة خاصة في ظل السكن المشترك.

الاندماج العاطفي
وفيما يتعلق بالاندماج العاطفي فقد اكتسب الحضور معلومات هامة حول الصحة العاطفية، وكيفية بناء علاقة مُرضية. وفي محور التكيف مع التغييرات والتحديات الحياتية ركزت الدكتورة رُسل بورسلي على كيفية إدارة الوقت وتنظيم الأولويات بين العمل والحياة الأسرية وكيفية التكيف مع التغييرات الكبرى مثل: الإنجاب، كما قدمت ارشادات للحفاظ على علاقة زوجية متوازنة. هذا وقد تضمنت الورشة التفاعلية تطبيقات حول التواصل المتراحم وممارسة مهارات الحوار الزواجي في إطار مواقف مختلقة مختارة.
ويأتي هذا البرنامج كجزء من رؤية وزارة التنمية الاجتماعية لتعزيز التماسك الأسري والمجتمعي من خلال تقديم الدعم العملي والمعرفي للأسر الناشئة. تساعد هذه المبادرات في دعم الأزواج في بناء علاقة صحية ومستقرة منذ البداية، مما يساهم في استدامة هذه العلاقات وتقليل حالات الانفصال والطلاق.
ويتبلور دور البرنامج في بناء أسر متماسكة من خلال هذه التدريبات، يكتسب الأزواج مهارات حياتية قيمة تمكنهم من التغلب على العقبات والتحديات التي قد تواجههم في بداية حياتهم الزوجية. فالتواصل الفعال، وإدارة النزاعات المالية والاجتماعية، والتكيف مع المتغيرات الحياتية، جميعها تسهم في تقوية العلاقة بين الزوجين وتجنب الخلافات الكبيرة التي قد تؤدي إلى انهيار الأسرة.
علاوة على ذلك، يعزز البرنامج الوعي بأهمية التفاهم المشترك بين الزوجين ويعلمهم كيفية التعامل مع الأمور اليومية بمرونة وتعاون. كما أن الورش التفاعلية التي تقدم في البرنامج تعطي المشاركين الفرصة لتطبيق هذه المهارات في سياقات واقعية، مما يساعدهم على مواجهة مواقف الحياة اليومية بثقة.
باختصار، برنامج «سنة أولى زواج» يسهم بشكل مباشر في بناء أسر مستقرة ومتماسكة من خلال تأهيل الأزواج الجدد والمقبلين على الزواج بالمعرفة والمهارات الضرورية لتحقيق نجاح واستمرارية الحياة الزوجية. ولا تدخر وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة جهدا في بناء أسر متماسكة داخل المجتمع القطري من خلال عدة برامج ومبادرات تهدف إلى تعزيز الاستقرار الأسري ودعم العلاقات الزوجية والأسرية.
وتمارس الوزارة العديد من الجهود في هذا السياق، مثل التوعية والتثقيف الأسري عبر قيام الوزارة بتنظيم حملات توعوية ودورات تدريبية لتعزيز الثقافة الأسرية في المجتمع. تشمل هذه الدورات برامج موجهة للأزواج الجدد مثل برنامج «سنة أولى زواج»، الذي يهدف إلى تأهيل المقبلين على الزواج وتعليمهم مهارات التواصل وحل النزاعات وإدارة الحياة المالية.

استشارات أسرية
كما تعمل الوزارة على دعم العلاقات الزوجية من خلال تقديم استشارات أسرية للأزواج لمساعدتهم في تجاوز التحديات التي قد تواجههم في السنوات الأولى من الزواج. كما تقدم إرشادات حول كيفية التعامل مع الضغوط اليومية والتكيف مع المتغيرات الكبيرة مثل الإنجاب أو التحديات المالية.
وتساعد الوزارة في تقديم برامج الاستقرار الأسري عبر مبادرات لدعم الأسر الناشئة والمساهمة في استدامة العلاقات الزوجية، من خلال تقديم الدعم المالي والنفسي والاجتماعي للأسر المحتاجة. كما تسعى إلى تقديم حلول عملية للحد من نسب الطلاق عبر تحديد أسبابه والعمل على معالجتها.
وتحرص الوزارة على الشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني مثل «مركز الاستشارات العائلية وفاق» لتقديم خدمات استشارية ودورات تدريبية تسهم في تحقيق التماسك الأسري. هذه الشراكات تساعد في توفير بيئة داعمة للأسر لتجاوز التحديات، إلى جانب السياسات الأسرية التي تسعى الوزارة من خلال إلى تطوير سياسات اجتماعية تستهدف تحسين جودة الحياة الأسرية في قطر، من خلال تقديم برامج دعم مالي واجتماعي للأسر، وضمان حصولها على حقوقها في ظل الشريعة الإسلامية والتقاليد الاجتماعية.
وتساهم هذه الجهود المتكاملة في خلق بيئة أسرية صحية ومستقرة، مما يعزز التماسك الاجتماعي ويساعد في بناء مجتمع قوي ومستدام.