يعكس إقبال النساء على انتخابات مجلس الشورى وعي المرأة القطرية بأهمية مشاركتها ومساهمتها في جهود الدولة لخدمة الوطن والمواطن جنبًا إلى جنب مع أعضاء المجلس من الرجال.
آمال وطموحات تبنيها القطريات على أخواتهن المرشحات وينتظرن منهن الكثير ليحققنه، ويتطلعن إلى مشاركة أكثر فعالية للمرأة في أول انتخابات تشريعية منتظرة في الدولة على مستوى التصويت، بما يعزز إسهامات المرأة القطرية في الحياة التشريعية، خاصةً وأن الدستور لم يميز المرأة عن الرجل ووضع لها كافة السبل لتقلد المناصب القيادية في مختلف قطاعات البلاد، وهو ما نشهده حاليًا من بروز للمرأة في مختلف القطاعات لما تتمتع به من خبرات، فضلًا عن حالة الوعي الكبير لدى المجتمع والتشجيع على دخول المرأة لمجلس الشورى وتكرار تجربة المجلس البلدي.
لكن هل سيكون اختيار «المرأة الناخبة» منحازا لـ«المرأة المرشحة» أم أن الناخبات سيبحثن عن الأفضل من ناحية البرامج والتمثيل، خاصةً أن كل صوت سيؤثر في النتيجة النهائية وسيضع المرشحين أمام مسؤولية كبيرة تجاه المجتمع؟
«العرب» استطلعت بعض الآراء النسائية، اللواتي أجمعن في مجملها على دعم المرأة في ممارسة حقها في الترشح، على أن يبقى الاختيار رهن الإقناع ومشروطاً بتوفر برنامج يخدم التطلعات:
نوف بهزاد: أتطلع إلى فوز أخواتي المرشحات
نوهت السيدة نوف بهزاد بأن المرأة القطرية تحظى بفرص كبيرة في المجال الحكومي، وقالت إن مشاركة المرأة في مجلس الشورى تعد تعزيزًا لمكانتها في المجتمع وتطويرًا لمهاراتها، بالإضافة إلى تعزيز وتوظيف جزء من طاقات المجتمع في سبيل تحقيق التنمية الشاملة في الدولة وبفضل جهود القيادة الرشيدة هناك تفاعل لا يهدأ في ملف تمكين المرأة ومشاركتها، فالاهتمام بقضايا المرأة والطفل بات أولوية في سياسة حكومة الدولة.
وأضافت نوف: من الجميل أن نرى المرأة ناجحة في مختلف المجالات في الدولة ومن الأجمل أيضا وجودها وحصولها على مقعد في مجلس الشورى ووضع بصمتها في أول انتخابات للمجلس بالدولة.
وعن دعمها للمرأة في المجلس قالت السيدة نوف: أتطلع إلى فوز أخواتي المرشحات لكونهن طموحات وجديرات بالثقة وواثقات من برنامجهن الانتخابي الذي يبرز دور المرأة وأهميتها كونها عنصرا أساسيا في المجتمع، فالمطلوب منا أن نقف معهن وندعم المرشحات ونتطلع منهن للأفضل.
وشددت على أن مشاركة المرأة القطرية في مجلس الشورى تعزز من مكانتها في المجتمع وتطور من مهاراتها، بالإضافة إلى تعزيز وتوظيف جزء من طاقاتها بالمجتمع في سبيل تحقيق التنمية الشاملة في الدولة، وأشارت إلى أن التنوع في مجلس الشورى مطلوب ومفيد.
آمال المناعي: المجلس يحتاج إلى «الفكر» أولاً وأخيراً
آمال بنت عبداللطيف المناعي عضو اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان والرئيس التنفيذي السابق للمؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي، تحدثت عن تمكين مشاركة المرأة القطرية سياسياً، معتبرة أن ذلك يعود إلى سنوات سابقة، وأكثر من عشرين عاما، حيث تؤدي القطريات دورا مهما. وقالت: «المرأة القطرية لعبت أدوارا في مجالات كثيرة». وقرار القيادة الرشيدة بتعيين أربع سيدات في مجلس الشورى السابق منحهن فرصة كبيرة لتمكين المرأة ومساهمتها في حل قضايا المرأة والمجتمع ككل والمساهمة في دفع عجلة التنمية.
وعن رضاها عن مشاركة المرأة القطرية في الدوائر السياسية، قالت السيدة آمال إن المرأة تحظى بفرص كبيرة في الدوائر الحكومية، فبالنسبة لها فإن الأدوار التي تلعبها المرأة القطرية لا تقل أهمية عن أدوار نظيرها الرجل. وأضافت أن المرأة وجدت الكثير من الفرص الموائمة وتقلدت العديد من المناصب المهمة في الدولة. وأعربت عن أملها في أن تتمكن المزيد من النساء القطريات من تقلد مناصب سياسية خلال الفترة القادمة.
وتابعت: «البرلمانات تحتاج إلى قيادات وفكر سياسي من الأعضاء سواء كان العضو رجلا أو امرأة، فقوة البرلمان وعطاؤه يعتمد على قوة الأعضاء فيه أكثر من جنس العضو نفسه. وكلي ثقة أن مجلس الشورى القطري سوف يخدم المجتمع ككل».
ووجهت السيدة آمال رسالة لكل القطريات مؤكدة أنهن قادرات على لعب أدوار بارزة تسهم في تشكيل المستقبل. وقالت: «لابد أن تكون كل سيدة ملهمة وبارزة في الدور الذي تقدمه ابتداء من منزلها مرورا بأي دور سياسي آخر. وأن يكون هذا الدور ذا أثر».
إلى ذلك أضافت أنها لا تنظر بعين مختلفة إلى ترشيح المرأة عن ترشيح الرجل، فهما بالنسبة لها سواء الرجل أو المرأة من المفروض أنهما يمثلان المواطن ويسعيان إلى تحقيق رفاهيته والنهوض بتنميته من الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها.
وأكدت أنها تدعم التجربة الأولى في انتخاب أول مجلس شورى، وعن اختيارها ذكرت أنها سوف تقدم صوتها لمن يقنعها برنامجه الانتخابي، ولمن تجده قادرا على أن يمثلها أحسن تمثيل بغض النظر عن جنسه.
خلود الحميدي: اختيار الأعضاء بناء على جنسهم يضعف قيمة المجلس
تقول السيدة خلود الحميدي: إن نجاح المرأة أو الرجل مقترن بعملهما، وبالنسبة لي لا أجد ما يمنع من نجاح المرأة إن كانت تملك مقومات عضو مجلس الشورى الناجح إلا أن النسبة قد تكون قليلة مقارنة بالمتنافسين الآخرين في نفس الدوائر. واعتبرت خلود أن اختيار أعضاء المجلس بناء على جنسهم يضعف من قيمة المجلس نفسه، وأضافت: من وجهة نظري الخاصة بالمجلس ليس من المفترض انتظار شيء من عضو مجلس الشورى قائم ومبني على النوع، فالرجل والمرأة من المفترض منهما تقديم كل ما هو في مصلحة الوطن والمواطن، سواء ذكرا أو أنثى، ففعالية العنصر من عدمه لا تعتمد على الجنس مثلما تعتمد على أمور أخرى من ضمنها الكفاءة والخبرة والمستوى الثقافي ومدى قرابة المرشح من الناخبين وسكان الدائرة التي ينتمي إليها، بمعنى أنني أرى أنه لا يوجد رابط بين فعالية العضو وجنسه من ذكر أو أنثى. إلى ذلك أضافت السيدة خلود أنها ستختار من يصلح ومن يستحق صوتها: سيكون انتخابي للمرشح الذي أجد فيه الصفات التي يجب أن تكون لممثل دائرتي في مجلس الشورى القريب من الناس الواعي المثقف المطلع والذي سبق وسخر نفسه لخدمة أبناء منطقته.
د. خلود الكواري: لبيت نداء الوطن.. والمرأة عنصر محوري
الدكتورة خلود الكواري إحدى المرشحات لمجلس الشورى تحدثت عن السبب الذي دفعها إلى الترشح قائلة: انطلاقا من مبدأ الأمانة والواجب الوطني واستجابة لنداء الوطن لاستنفار مواطنيه للمشاركة في تشكيل أول مجلس شورى منتخب، ولكوني من أبناء الوطن الذين استثمر الوطن فيهم ليكونوا لبنات في بناء مستقبله المشرق والممتد عاليا مع الزمن برؤية وطنية ثاقبة، كان لزاما عليَّ أن ألبي النداء وأبادر بكل ما أجده في نفسي من قوة وعزم مستعينة بالله ومستنيرة بشرعه الحنيف لأخوض غمار المنافسة باستحقاق لنيل شرف التكليف كعضو منتخب من أعضاء مجلس الشورى، من خلال برنامج انتخابي يستلهم رؤيته وأهدافه من ثلاثة مصادر:
الأول: الدستور الدائم للدولة والذي أسهب في الباب الثاني في تقرير المقومات الأساسية للمجتمع والتأكيد على صيانتها من قبل الدولة.
الثاني: رؤية قطر الوطنية 2030 التي تقوم على أربع ركائز للتنمية وهي: (التنمية البشرية، التنمية الاجتماعية، التنمية الاقتصادية، التنمية البيئية).
الثالث: كل ما أملكه من خبرة من واقع تخصصي العلمي وممارستي الفعلية العملية بكافة جوانبها كعامل بها ومقدم لخدماتها ومستفيد منها.
دور نسائي فاعل
وعن رؤيتها لدور المرأة في المجلس قالت الدكتورة خلود: دور فاعل إن شاء الله، المرأة عنصر محوري في التنمية والتغيير منذ زمن وتبوأت في قطر مراكز قيادية وعندنا أمثلة كثيرة وكان في العضوات المعينات في السابق خير سلف لنا كي نحذو حذوهن ونسير على خطاهن لتحقيق تنمية الوطن وخدمة المواطن.
وأضافت: فيما يخص المرأة فهي نصف المجتمع وهي تربي النصف الآخر وهي ركيزة في الأسرة، هي الأم والأخت والأبناء الموظفة العاملة، والقضايا التي تهم المرأة كثيرة سواء من الناحية التعليمية أو الصحية أو الوظيفية.
وتسعى الدكتورة خلود إلى التركيز على مقترحات إيجاد دور حضانة في مكان عمل المرأة لسهولة وصولها للأطفال خلال ساعات، إضافة إلى نظام العمل الجزئي الذي أقرت الحكومة تطبيقه مؤخرا، وقالت: يهمني تدوير الخبرات لمن تريد من المتقاعدات فبعضن في سن صغيرة ودمجهن كخبراء ومستشارين من أبناء الوطن سيكون إضافة جيدة كل في مجالها، فالمعلمة أو الطبيبة القطرية من حقها إذا أرادت أن تعمل في مجالاتها، وكذلك قضية ذوي الاحتياجات الخاصة أو أمهاتهم ومراجعة استيعاب المراكز الخدمية لتلك الفئات، إضافة إلى صحة المرأة والمراجعات والاستشارات الأسرية النفسية كما أحاول أن أعمل على إيجاد جهات تتبنى المبدعين والنشء بمكافآت تحفيزية.
جواهر النعيمي: صوتي سيكون للأفضل امرأة كانت أو رجلاً
ترى السيدة جواهر النعيمي أن إقبال النساء على المشاركة في انتخابات مجلس الشورى القادمة كمرشحات أو ناخبات، يعكس أهمية دور المرأة كشريك فاعل في كافة المجالات باعتبارها ركيزة أساسية في المجتمع، لاسيما وأن قطر رائدة في تمكين المرأة برلمانيًا سواء في المجلس البلدي أو مجلس الشورى، كما يعكس وعي المرأة القطرية بأهمية مشاركتها في العملية الانتخابية ومساهمتها في جهود الدولة لخدمة الوطن والمواطن جنبًا إلى جنب مع أعضاء المجلس من الرجال.
وقالت السيدة جواهر: الدعم الذي تحظى به المرأة في عهد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، واضح جلي في كل مجال، فالمرأة في قطر تتبوأ أعلى المناصب، وتقوم بأداء الأدوار المنوطة بها بكل حيوية وفاعلية ومسؤولية في مختلف المجالات وفي شتى الميادين، ومن بينها ميدان العمل البرلماني الذي دخلت إليه بقرار أميري تاريخي، وها هي اليوم تكمل مشوارها إلى جانب أخيها المواطن وتنافسه في خدمة الوطن والمواطن، وتواصل المرأة القطرية أداء دورها بكل أمانة ومسؤولية للنهوض بالدوحة وتحقيق رؤية قطر 2030، بتوجيهات من القيادة الرشيدة.
واعتبرت السيدة جواهر أن دعمها للمرأة وتشجيعها لها لا يعني أنها ستميز عند خياراتها، بين رجل أو امرأة بل أكدت أنها ما زالت تطلع على البرامج الانتخابية للمرشحين والتي ستحكم من خلالها وتحدد خياراتها، وتقرر إلى من سوف تمنح صوتها.
نجاحات سابقة في «البلدي»
إلى ما سبق أضافت جواهر النعيمي أن إقبال النساء على الانتخابات والمشاركة فيها سواء ناخبات أو مرشحات يعد انعكاسًا لنجاح تجربة مشاركة المرأة القطرية في انتخابات المجلس البلدي، التي عرفت إقبالا كبيرا على المشاركة كمرشحات وكناخبات واكتساب الخبرات والضوابط الخاصة بالعملية الانتخابية. وقالت: عدد المرشحات في الدوائر الثلاثين 72 مرشحة ضمن الكشوف النهائية وهو ما يؤكد على حقيقة ارتفاع الوعي لدى المرأة القطرية بأهمية التمثيل في مجلس الشورى القادم، وحجز مقاعد الأعضاء إيمانًا بما نصه الدستور من المساواة بين الرجل والمرأة وتفعيلًا لتقلدها مختلف المناصب التي أثبتت جدارتها على صعيد مختلف قطاعات البلاد.
وتابعت: المرأة شريك في المجتمع القطري ودورها أساسي وليس استثنائيًا وتقلدت العديد من المناصب القيادية خلال السنوات الماضية لاسيما مع دعم البلاد للكوادر القطرية وتعيينها بناءً على الخبرات دون أي تمييز بين رجل أو امرأة. وأكدت أن على المرأة مسؤولية كبيرة لتشجيع أفراد أسرتها على المشاركة في الانتخابات، لأنها ركن أساسي في المجتمع القطري وأنشأت جيلًا رياديًا قادرًا على التطور والابتكار، لافتة إلى أهمية تولي السيدات أعضاء مجلس الشورى القادم القضايا والقوانين التي تخص الأسرة والمرأة والطفل، وساعات الدوام بالنسبة للمرأة وغيرها من القضايا.
هند المهندي: أسعى إلى خدمة وطني «ناخبة» أو «منتخبة»
هند المهندي واحدة من المرشحين الذين انسحبوا من الانتخابات. ترشحها في البداية جاء استجابة لدعوة أمير البلاد المفدى والوطن بالمشاركة في هذا الحدث التاريخي، وكانت تسعى من خلال ترشحها إلى خدمة الوطن والمواطن، لكنها بعد أن قبل ملفها وملف ترشيح زوجها فضلت أن ترجح كفة الأسرة، وأن تختار أن تكون في الصف الثاني داعمة لزوجها كمرشح ومتفرغة لأسرتها.
واعتبرت السيدة هند أن وجود المرأة في مجلس الشورى عن طريق صناديق الاقتراع لأول مرة هو تكملة لمسيرة الدولة في دعم المرأة القطرية وتواجد المرشحات وهو يعكس ارتفاع وعي المرأة بمسؤوليتها تجاه انتخابات مجلس الشورى القادم كناخبات أو منتخبات.
إلى ذلك أضافت هند المهندي: سقف الطموح ارتفع لدى المرأة القطرية بعد نجاحها في تجربة انتخابات المجلس البلدي، ودورها في صياغة المقترحات والتوصيات لخدمة المواطنين وتطوير الدوائر، مما يعزّز فرصها في لعب دور مهم في انتخابات الشورى في ظلّ تنامي الوعي بأهمية دورها في بناء المُجتمع، واعتبرت أن المرأة ستكون إضافة إيجابية للمجلس الذي ستعطيه دفعا للالتفات إلى بعض القضايا التي تهمها، فخير من يعبر عن المرأة وقضاياها هي المرأة.
صوتي للأجدر
واعتبرت هند أن الأجدر سيحظى بصوتها، وأنها تبحث عن برنامج يقنعها بغض النظر عما إذا كان صاحبه رجلا أو امرأة.
وفي سؤال عما تنتظره من المرأة في المجلس قالت السيدة هند المهندي إنها تعقد آمالا كبيرة على مشاركة أكثر فعالية للمرأة في أول انتخابات تشريعية منتظرة في الدولة، بما يعزز إسهامات المرأة في الحياة التشريعية، التي سيكون اختيارها تعبيرا عن إرادة الناخبين، حيث سيتم عن طريق الاقتراع والاختيار الحر والنزيه.
وتابعت: مشاركة الناخبات والمرشحات في هذه التجربة سوف تصبح نواة للعمل النسائي البرلماني، لتعزز الأدوار التشريعية والرقابية لمجلس الشورى وتخدم قضايا المرأة والمجتمع في كل المجالات والقطاعات. فالمرأة القطرية شريكة في التنمية والبناء، وقادرة على العطاء في ظل ما تحصل عليه من دعم من القيادة والحكومة.
وأشارت إلى أن قطر رائدة في مجال تمكين المرأة بزيادة مشاركتها في سوق العمل وتولي المناصب القيادية، حيث حظيت بالدعم لتؤدي الدور المنوط بها، ومنحت الصلاحيات اللازمة للنهوض بمسؤولياتها تجاه الوطن، نظرًا لما تمتلكه من قدرات كبيرة عملية وعلمية إدراكًا من قادة البلاد بأهمية دور المرأة في المجتمع، وبفضل وجود الرغبة الأكيدة لدى القادة للارتقاء بدورها في القضايا الوطنية إلى جانب شقيقها الرجل، والإيمان الراسخ بأهمية العمل الجماعي لتحقيق الأهداف التي تخدم القضايا الوطنية بصورة عامة وقضايا المرأة بصورة خاصة.