د.محمد العوضي: حرب شعواء لتغيير معتقدات الشباب بالعالم الإسلامي

alarab
محليات 24 أغسطس 2022 , 12:35ص
الدوحة - العرب

ألقى فضيلة الشيخ الدكتور محمد العوضي الداعية الإسلامي المعروف محاضرة بعنوان «تحديات الشباب في زمن العولمة» بجامع جاسم الدرويش فخرو بمنطقة أبو هامور، التي نظمتها إدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ضمن برامجها الدعوية والتربوية الهادفة التي تستهدف الجمهور، حيث شهدت المحاضرة إقبالا لافتا من فئات المجتمع وبخاصة الشباب.
وأكد الدكتور محمد العوضي أن هناك تحديات جسيمة تواجه شباب الأمة في هذه الأزمنة في زمن العولمة والتي أثرت سلبا على الكثير من الشباب واستسلمت لها بعض القلوب ضعيفة الإيمان من أبناء الأمة، لافتا إلى أنه لابد من التمسك والعمل بما يثبت الإنسان والشباب خاصة في هذه الأوقات والعودة إلى الإيمان بالله وإلى حياة الروحانيات، وأهمها الارتباط بالله سبحانه وتعالى والأخذ بأسباب ذلك وأهمها الصلاة في جماعة والأذكار والدعاء والصحبة الطيبة والمشاركة في البرامج والأنشطة النافعة.
وقال د. العوضي إن الحرب على الإسلام شعواء وهي من الكثير من دول العالم التي تسعى جاهدة بخطى ثابتة وخطط مدروسة إلى استهداف الشباب والأطفال لتغيير معتقداتهم وهويتهم الإسلامية، عبر طرق مختلفة وأساليب متنوعة وبخاصة تطبيقات الهواتف الذكية ومواقع التواصل المنتشرة بين أوساط الشباب وما تمثله من خطر محدق في زمن العولمة وانتشار المعلومات وبث الأفكار من كل حدب وصوب، مشيرا إلى أن الشباب يتأثرون بشكل سريع ويرغبون في التجربة ولديهم العديد من الطاقات التي يسعون إلى إطلاقها.
وذكر الداعية الإسلامي د. محمد العوضي أن ثروة المجتمعات في شبابها، وأن لهم خصوصية وأهمية كبرى فهم عماد المجتمعات وقوامها، ولذا تسعى الكثير من المؤسسات الغربية إلى العمل على عقول الشباب وبث آرائهم وأفكارهم الهدامة في نفوسهم بشكل مرتب وعمل منظم مخطط.
وأردف: هناك صراعات بين الدول الكبرى والتنافس فيما بينها وسعي كل منها للهيمنة على العالم، وفي زمن العولمة الآن أصبحت جميع الدول تتأثر بالأحداث التي تمر بها الدول الأخرى وبالأفكار والآراء التي تنتشر بشكل مباشر وفي نفس الوقت، واستخدام التكنولوجيا والتقنية الحديثة في التأثير على المجتمعات والدول وفق رؤاهم وسياساتهم ومعتقداتهم الهدامة، حيث أصبحت العولمة المادية اللا أخلاقية والتخطيط والسعي لتصدير البرامج الفاسدة والأفكار السامة والمعتقدات الخبيثة.
وأشار د. العوضي إلى الآثار السلبية التي تنتج من مشاركة الشباب في المحادثات الإلكترونية على الإنترنت وعبر الأجهزة الذكية من أناس لا يعرفونهم من بلدان شتى وأفكار ومعتقدات مختلفة، وكذلك الصحبة السيئة التي يمكن أن تنخر في هوية أبنائنا السليمة وتساهم بشكل سلبي في أخلاقهم وسلوكياتهم ومنها التدخين والمخدرات بأنواعها المختلفة، وانتشرت الكثير من الأمراض المجتمعية من التوحد والوحدة وعدم الرغبة في الحديث الاجتماعي بسبب الارتباط الشديد وغير السليم بالأجهزة الذكية التي تطلع علينا كل يوم بالمشاهد الإباحية والمقالات الهابطة والأفكار المنحرفة والألعاب التي تبث المعتقدات الفاسدة والآراء السيئة.
وأكد د. العوضي أنه لابد لنا كمسلمين ودعاة من فهم الواقع الجديد الذي يحكم ويهيمن على العالم ويؤثر عليهم بشكل كبير، وما يبذلونه من فرض لأفكار سلبية ومواجهة التحديات المختلفة سواء سلوكية أو نفسية أو فكرية أو ثقافية، مبينا أن الله سبحانه وتعالى قص علينا العديد من القصص القرآني ليبين لنا ما حل بالأقوام السابقة التي طغت وتجبرت أو التي ابتعدت عن النهج الرباني والأخلاق والسلوك القويم فأذاقها الله الخزي والسوء.
وحث الشباب على المشاركة في البرامج التربوية والأنشطة التثقيفية وغيرها من البرامج النافعة التي يستفيد منها الشباب، وأكد أهمية تقارب الآباء من أبنائهم وتكوين روابط وعلاقات حب وتعاون وأن تبنى العلاقات على المحبة والثقة وإعطائهم الأمان والثناء عليهم وتعزيز الجوانب الإيجابية مع مراقبتهم ومتابعة أمورهم، وكذلك تعزيز الجوانب الإيمانية لديهم.
وقال «نحن نحتاج إلى المحاضن التربوية والاستفادة من أوقات أبنائنا وتوجيههم وإرشادهم ودعم البيئة الإيمانية والصحبة الطيبة وتعزيز القدوات الحسنة في المجتمع. 
وأوضح أن شبابنا بحاجة إلى أن تكون لديهم صحبة صالحة وقضية هادفة يسعون للعمل من أجلها وتحقيقها مع الارتباط بشرع الله القويم وقرآنه الكريم.