هولندا تفضل محاكمة مرتكبي حادث الطائرة الماليزية أمام محكمة دولية

alarab
حول العالم 24 يونيو 2015 , 09:11م
رويترز
قالت مصادر مطلعة لرويترز إن هولندا تدرس مع حلفائها تشكيل محكمة دولية لمحاكمة المشتبه في قيامهم بإسقاط طائرة ركاب ماليزية، فوق المناطق الخاضعة لسيطرة الانفصاليين بشرق أوكرانيا، العام الماضي.

وتبدو فرصة إجراء محاكمة ناجحة محدودة في أحسن الأحوال، لكن المسؤولين الهولنديين يأملون أن يؤدي تشكيل محكمة دولية، بمساندة حلفاء غربيين، للضغط على روسيا، لدفعها للتعاون في القضية، خاصة أن دورها أمر حاسم.

ومن بين 298 شخصا كانوا على الطائرة الماليزية، لقوا حتفهم في الحادث، كان ثلثا الضحايا من الهولنديين. ومع اقتراب الذكرى السنوية للحادث يوم 17 من يوليو تتعرض الحكومة لضغط شديد من مواطنيها الذين يطالبون باتخاذ إجراء، لاعتقادهم أن روسيا إما أسقطت الطائرة أو قدمت الصاروخ لمن فعل ذلك.

وقال مصدران في هولندا - طلبا عدم نشر اسميهما، لحساسية القضية - إن التعقيدات القانونية والسياسية في القضية جعلتها تركز على إنشاء محكمة دولية مدعومة من مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، فور انتهاء تحقيق دولي يحدد أسماء المشتبه بهم.

وردا على سؤال بشأن الخطة قال مسؤول حكومي هولندي - طلب عدم نشر اسمه - لرويترز: "إنشاء محكمة تابعة للأمم المتحدة أفضل خيار، نتوقع أن توفر فرصة كبيرة للتعاون من جانب جميع الدول المعنية".

ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، قوله اليوم الأربعاء، إنه لا يمكنه التعليق على تقارير وسائل الإعلام.

ومن المستبعد - فيما يبدو - إجراء محاكمة في أوكرانيا نفسها، لأن من غير المرجح حضور الانفصاليين الموالين لموسكو، كذلك الحكومة الروسية التي تتعاطف معهم وتؤثر عليهم، لكنها تنفي بشدة الضلوع في الحادث أو في التمرد.

وبرغم من أن القانون الهولندى يوفر شكلا من أشكال الاختصاص القضائي العالمي لجرائم الحرب، إلا أن إسقاط طائرة ركاب مدنية في أثناء حرب أهلية - ربما بطريق الخطأ ل- ا يوفر أساسا قويا لقضية. كما أن ماليزيا التي كانت الوجهة النهائية للطائرة بعيدة جدا عن مكان الجريمة.

وقالت المصادر إن هناك خيارات قانونية أخرى مازالت قيد البحث، لكن ينظر إلى إنشاء محكمة دولية لنظر هذه القضية بدلا من محكمة محلية، على أنه يوفر أفضل فرصة لنجاح التحقيق.

وفي الوقت الراهن مازال التحقيق في الحادث مستمرا، وقال مدعون هولنديون إنهم لا يتوقعون إصدار لائحة اتهام قبل أن تنشر هيئة السلامة الهولندية تقريرا، في أكتوبر، يذكر بالتفصيل كيفية إسقاط الطائرة.

لكن المدعين حصروا تركيزهم على نظرية تقول إن الطائرة أسقطت بصاروخ روسي الصنع، من نوع بوك، أطلق من منطقة خاضعة لسيطرة قوات موالية لروسيا.

وبعد انتشال أشلاء بشرية وحطام عاد خبراء من فريق التحقيق المشترك - الذي يضم أعضاء من هولندا وأوكرانيا وماليزيا وأستراليا وبريطانيا - إلى موقع الحادث، يوم 15 من يونيو "لجمع أدلة تعزز أو تدحض السيناريوهات المختلفة للحادث".