

كرمت سعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي، وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، 15 معلما ومعلمة بالفوج الأول لبرنامج «خبرات» الذي سافر إلى دولة فنلندا للإطلاع على التجربة التعليمية وإكتساب ممارسات تعليمية جديدة وتطبيقها داخل مدارس الدولة.
وقالت وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، خلال كلمتها بحفل التكريم، إن الوزارة تفخر بنتائج تجربة برنامج «خبرات» التي خاضها 15 معلما ومعلمة في دولة فنلندا إلا أن أثرها الإيجابي يصل إلى مئات من الطلبة وعشرات من المعلمين، مؤكدة أن فكرة البرنامج هي أخذ الخبرة ومشاركتها وتعزيز لدى المعلمين فكرة التعلم مدى الحياة.
وأضافت إن المشاريع التي عرضها المعلمون بناء تجربتهم في فنلندا لم تظهر التميز في محتوى المادة العلمية بل أيضا تظهر المهارات والتفكير الناقد من المعلمين وتحليل تجربة بأفكار تتناسب مع متطلبات المدارس ونقلها إلى الطلبة.
وعبرت عن تمنياتها لبرنامج «خبرات» بالتوسع من ناحية المحتوى والأعداد والتنوع في التخصصات، متمنية لجميع المعلمين المنتسبين للفوج الأول التوفيق في نقل تجاربهم داخل مدارسهم.
بينما أكد معلمون بالفوج الأول في تصريحات لـ»العرب» أن الاطلاع على التجربة التعليمية الفنلندية خلق لها آفاقا وممارسات تعليمية جديدة بدأوا في تطبيقها داخل مدارسهم تساعد زيادة ثقة الطلاب بأنفسهم واستقلاليتهم وتنمية المهارات الحياتية لديهم.
وقبل تكريم المعلمين، عقدت جلسة نقاشية شارك بها معلم ومعلمة للحديث عن الخبرات المكتسبة خلال التجربة التي استمرت شهرين والمشاريع التعليمية التي بدأوا في تطبيقيها داخل الميدان التربوي بمدارسهم.
وشاركت في الجلسة الأستاذة إيمان المهندي مدير مركز التدريب والتطوير في وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي التي كشفت خلال حديثها، عن الاستعداد لفتح باب التسجيل في الفوج الثاني من برنامج «خبرات» قريبا، خاصة مع وصول استفسارات بشكل مستمر بخصوص الموعد، موضحة أن الوزارة اختارت أيضا دولة فنلندا لسفر معلمي الفوج الثاني استكمالا لنجاح التجربة الأولى.
وأضافت أن فتح باب التسجيل سيصاحبه تدشين مشروع تدريبي من معلمي الفوج الأول لنقل الخبرات على مستوى جميع مدارس قطر وتطبيق بعض المشاريع التي طبقها المعلمون بمدارسهم في غيرها بالدولة.
وأكدت أن التخصصات الحالية للبرنامج هي العلوم والرياضيات واللغة الإنجليزية، مؤكدة وجود خطة لتوسعتها بحيث تشمل اللغة العربية والتربية الإسلامية وسيعلن عنها في الفترة المقبلة.
وأشارت إلى برنامج «خبرات» قائم على توجه القيادة بالدولة بتوفير فرص تدريبية للاستثمار في البشر بناء على رؤية قطر 2030، موضحة أن فكرة البرنامج تكون بمعايشة المعلمين القطريين ونقلهم إلى بيئة تعليمية جديدة مثل فنلندا من أجل تجويد وتطوير الممارسات التعليمية لديهم لتكون الأفضل في العالم.
وأكدت أن أهم شرط من شروط التقديم في البرنامج هو الرغبة الشخصية للمعلم في التسجيل وخوض هذه التجربة، موضحة أن أعداد كبيرة من نخبة المعلمين والمعلمات تقدموا للانضمام في البرنامج وخاضعوا إلى مقابلات شخصية وبناء عليها تم اختيار 15 معلما ومعلمة.
وأضافت أن معلمي الفوج الأول كان يمرون بمعايشية يومية كاملة للمعلمين الفنلنديين وتعاملهم داخل الحصص وممارساتهم ليعودوا إلينا بمشاريع يمكن تعميمها بشكل أوسع في مدارس الدولة.

عمر جابر الحرمي: «معلم الغد» يشجع الطلاب على مهنة التدريس
قال عمر جابر الحرمي معلم مادة الرياضيات في مدرسة جابر بن حيان الابتدائية للبنين، إن الرحلة إلى فنلندا كانت تجربة تعليمية مميزة ألهمته بمشروعه «معلم الغد» الذي يسعى من خلاله إلى تشجيع الطلاب في مدرسته على أن يكونوا معلمين في المستقبل.
وأضاف الحرمي، أن رحلته إلى فنلندا فتحت له آفاقاً جديدة في مجال التعليم، حيث تمكن من ملاحظة العديد من الممارسات التعليمية المبتكرة التي يتم تطبيقها في مدارس فنلندا.
وأشار إلى أن هذه الممارسات ساعدته على إدراك أن طلابه في قطر يتمتعون بنفس الإمكانيات التي يتمتع بها طلاب فنلندا، وأنهم قادرون على تحقيق التميز.
وأشار إلى أن من النتائج غير المتوقعة لمشروع «معلم الغد» زيادة رغبة الطلاب في ممارسة مهنة التعليم. ويرى الحرمي أن ذلك يعود إلى شعور الطلاب بالثقة بالنفس، وإدراكهم لقدراتهم على التأثير على الآخرين.
أعرب الحرمي عن سعادته بنجاح مشروع «معلم الغد» في مدرسته، وأكد على أنه سيتم توسيع المشروع مستقبلًا لتشمل مدارس أخرى في قطر. ويرى الحرمي أن هذا المشروع سيساهم في حل مشكلة عزوف الشباب القطريين عن مهنة التعليم، وأنّه سيُساهم في بناء جيل جديد من المعلمين المتميزين.

شيخة سلطان النعيمي: ممارسات جديدة لابتكار طرق مرنة للتعليم
قالت شيخة سلطان النعيمي معلمة اللغة الإنجليزية بمدرسة زكريت الابتدائية للبنات، إن تجربة الاطلاع على التعليم الفنلندي أكسبتها ممارسات جديدة يمكن تطبيقها على الطلاب في مدارس قطر وأبرزها تقسيم الطلاب على حساب مستواهم في تعلم اللغات، الأمر الذي عملت على تطبيقه في مدرستها خلال حصص اللغة الإنجليزية.
وأضافت شيخة أن الهدف من تطبيق هذا المشروع في مدرستها هو كسر التحديات لدى الطالبات في فهم المادة الدراسية ورفع الرتابة والروتين المعتاد أثناء الشرح، مؤكدة أن النتائج أظهرت تحسن الاختبارات واستخدام الطالبات لكلمات جديدة تعلمهن خلال المشروع. وأكدت أن التجربة ساعدت في الخروج من القوالب التعليمية الثابتة وابتكار طرق مبدعة ومرنة تساعد الطلاب في فهم المنهج والتفكير بشكل إبداعي واكتساب مهارات تزيد من ثقتهم بأنفسهم.
شيخة ناصر النعيمي: «أخوات الفضاء» يعكس تجربة تعلم اللغات
أكدت المعلمة شيخة ناصر النعيمي لمادة اللغة الإنجليزية من مدرسة زكريت الابتدائية للبنات، أن تجربة «خبرات» فريدة من نوعها بمعايشة اليوم المدرسي للطالب والمعلم في فنلندا القائم على الاعتماد على الذات واستخدام الكتب والقلم بالتوازي مع التكنولوجيا، موضحا أن التعليم الفنلندي يهدف إلى تقديم طالب مستقل ذاتيا ومواطن صالح بالمجتمع.
وأوضحت أن مشروعها «أخوات الفضاء» النابع من تجربتها في فنلندا يركز على تنمية القراءة لدى الطالبات لما رأيته خلال زيارة فنلندا تحدث الطلاب بـ4 لغات بفضل القراءة التي كان يمنعها المعلمين هناك طلابهم كعقاب. وأضافت أن مشروعها يعتمد على دمج طالبات من الصف الثالث والصف الخامس في حصة واحدة بالأسبوع للقراءة وتوسيع مداركهن وتنمية علاقاتهن الاجتماعية من الطالبات في المراحل الأخرى، موضحة أن نتائج المشروع أظهرت ارتفاع نتائج الطالبات والتحصيل الأكاديمي وكتابة قصص ستنشر مستقبلا.
خولة الغافري: نقل التجربة إلى معلمات مدارسنا
أشادت خولة الغافري منسقة العلوم في مدرسة الخور الإعدادية للبنات، بتجربة برنامج «خبرات» التي استمرت شهرين في دولة فنلندا التي وصفتها بالاستثنائية، مؤكدة أنها ستحرص على نقل الممارسات التعليمية التي شهدتها خلال الزيارة إلى المعلمات في مدرستها.
وقالت خولة إنه من خلال تلك الزيارة أعدت مشروع «الاستقصاء العلمي» الذي يهدف إلى تحويل العلوم النظرية إلى علوم تطبيقية أثناء تدريس المهنج للطالبات داخل الفصول، الأمر الذي يساعد على تحفيز التفكير الإبداعي والمستقل وزيادة الدافعية تجاه التعلم والبحث العلمي وزيادة المسؤولية والثقة بالنفس.
وأضافت بأن نتائج المشروع انعكست على الطالب باكتساب مهارات الاستقصاء العلمات وتنفيذ تجارب علمية وشعور الطالبات بالاستقلالية أثناء العمل داخل معامل المدرسة.
ناصر البوعينين: «نادي المهارات» يعزز ثقة الطالب
أوضح ناصر خلف البوعينين، مدرس مادة الرياضيات في مدرسة جابر بن حيان الابتدائية للبنين في منطقة الوكرة، أن برنامج «خبرات» وتجربة التعليم في فنلندا قدمت له فوائد جمة على الصعيدين الشخصي والمهني، مؤكدا أن البرنامج الذي يتميز بطابعه التطبيقي والعملي، أتاح له فرصة معايشة البيئة المدرسية في فنلندا بشكل مباشر وتسجيل ملاحظات مفصلة حول أساليب التعليم، وتنظيم اليوم الدراسي، والمهارات التي يتحلى بها كل من المعلم والطالب الفنلندي.
وقال البوعينين إن أحد أبرز المشاريع التي عمل عليها هو «نادي المهارات»، الذي يهدف إلى خلق بيئة جاذبة لتعلم مهارات الحياة بشكل عملي، وربط هذه المهارات بمادة الرياضيات والحياة اليومية. وأضاف أن نتائج المشروع كانت ملموسة، حيث لوحظ تحسن ملحوظ في نتائج الطلاب في الاختبارات، مما يعكس فعالية هذا النهج في تحسين التحصيل الأكاديمي، مبينا أن «هذه التجربة ألهمتني لتبني أساليب تعليمية جديدة تركز على الطالب كعنصر فعال ومشارك في العملية التعليمية، مما يعزز من استقلاليته وثقته بنفسه».
واختتم بالقول: «تعتبر هذه التجربة خطوة مهمة نحو تطوير التعليم في قطر، حيث يسعى المعلمون إلى تبني أفضل الممارسات التعليمية من مختلف أنحاء العالم، لتحقيق تعليم متكامل ومبتكر يلبي احتياجات الطلاب في العصر الحديث».