لم يستفد فرسان الخور من الدروس التي تلقوها في المواسم الأخيرة، ولم يهتموا بكل النصائح التي انطلقت لتحذرهم من الهبوط إلى الدرجة الثانية، واعتقدوا أن (الفاصلة) ستنقذهم كما أنقذتهم الموسمين الماضيين، لكنهم لم يتوقعوا الوصول إلى القاع وإلى المركز الأخير في دوري 2022، وهو الذي لا يجدي معه أي محاولات للإنقاذ والهروب من الهبوط.
ودفع الخور في النهاية الثمن فادحا لأخطاء الماضي، وهبط مباشرة للدرجة الثانية بنهاية دوري 2022.
ومن المؤسف حقا أن هبوط الخور جاء مع تطبيق الإستراتيجية الجديدة لاتحاد الكرة، والتي ستجعل الصعود من الدرجة الثانية إلى دوري نجوم قطر بمثابة ضرب من المستحيل، حيث لم يعد صعود بطل الدرجة الثانية مباشرة، وأصبح على البطل أن يخوض المباراة الفاصلة مع عاشر دوري النجوم، ولو قدر للخور أن يفوز ببطولة الدرجة الثانية، فسوف يجد صعوبة أكبر وأقوى عند مواجهة عاشر دوري الكبار في الفاصلة.
لابد من الاعتراف أن الإخفاق والفشل الفني، كان أمرا طبيعيا لعدم النجاح الإداري للنادي في المقام الأول، حيث عاش الخور وربما لا يزال يعيش، عدم الاستقرار وعدم وجود انتخاب مجلس إدارة قادر على مواجهة الصعوبات الكبيرة في الدوري كي يبقى الفرسان مع الكبار. توالت الأخطاء موسما بعد موسم، وتراجع الأداء، وتواضعت النتائج، وأصبح الفريق الذي كان في يوم من الأيام منافسا قويا، غير قادر على مواجهة من هو أقل منه قوة ومستوى.
الغريب في أمر الخور أنه كان يملك وصفة النجاح ووصفة الإنجازات عندما وصل إلى الفوز ببطولة كأس سمو ولي العهد 2005، من إدارة قوية لديها الإمكانيات المادية، وإدارة جيدة أيضا للفريق، وجهاز فني ومدربين على أعلى مستوى، ونجوم قطريين كان بعضهم من أعمدة المنتخب، ثم الأهم من كل ذلك وجود محترفين كبار أصحاب أسماء معروفة وإمكانيات عالية انعكست على الفريق وجعلت منه بطلا ومنافسا قويا يفوز على الكبار بسهولة ويحقق البطولات.
اختفت هذه المعادلة الناجحة في الخور، وحل مكانها معادلة الفشل والإخفاق، فلم يعد هناك المدرب الجيد القادر على قيادة الفريق، أو المحترفون المميزون، أو النجوم القطريون المعروفون، فكانت النتيحة تراجعا مستمرا في المستوى في المواسم الأخيرة حتى سقط الفرسان وتعثروا وعادوا إلى الدرجة الثانية بعد 40 عاما قضوها في دوري الكبار.
كل التوقعات قبل انطلاق دوري 2022 كانت تؤكد أن الخور هو المرشح الأول للهبوط، ولم يخلف الخور كل التوقعات وحدث ما كان يخشاه أهل الخور.
تغيير المدربين
مع نهاية موسم 2021 استقر الخور على تجديد عقد مدربه الألماني وينفريد شايفر الذي ساعده على البقاء وعلى الهروب من الهبوط من خلال المباراة الفاصلة، وكان الجميع يأمل في نجاح شايفر بعلاج المشاكل الفنية التي عانى منها الفريق ومن ثم مساعدته على البقاء، لكن جاءت النتائج عكسية ومخيبة للآمال واضطر النادي إلى إقالة المدرب الألماني بعد الجولة التاسعة وبعد أن فشل الفريق في تحقيق انتصار وحيد على مدار 9 مباريات.
ولجأ الخور إلى المدرسة البرازيلية وتعاقد مع المدرب اندريه ليما الذي تولى المهمة مع انطلاق كأس أوريدو وحقق بعض النتائج الجيدة، لكنه لم يستطع في نهاية المطاف إنقاذ الفريق من الهبوط إلى الدرجة الثانية بعد أن حقق انتصارين فقط على مدار 13 مباراة.
أرقام متواضعة
من خلال مشوار الفريق في الدوري سنجد أن الخور حقق أرقاما متواضعة للغاية لا تتناسب مع طموح البقاء وأيضا الابتعاد عن صراع الهبوط والتقدم نحو منطقة الأمان كما اعتاد قبل أن تتدهور نتائجه.
في دوري 2022 لم يحقق الخور سوى انتصارين فقط مقابل 10 تعادلات و10 خسائر وجمع 16 نقطة جعلته في المركز الأخير بفارق الأهداف فقط عن السيلية الحادي عشر.
وهو ثاني أضعف دفاع برصيد 46 هدفا بعد الشمال 47 هدفا، وثاني أضعف هجوم حيث لم يسجل سوى 21 هدفا بعد السيلية 17 هدفا.
مؤشرات الإخفاق
كانت أول مؤشرات الإخفاق والهبوط إلى الدرجة الثانية، عدم نجاح الخور في ضم أي محترفين مميزين قادرين على تحقيق الفارق ومساعدته في مهمته الصعبة من أجل الهروب من معركة الهبوط.
الخور قبل بداية الموسم جدد عقد البرازيلي رافاييل فاز، واليوناني فيتفاتزي، والمغربي إسماعيل الحداد.
وتعاقد في نفس الوقت مع محترفين اثنين من المحترفين السابقين بالدوري القطري وهما الكوري كو جا تشول القادم من الغرافة، والبرازيلي كايكي القادم من فريق أم صلال
ثم أعاد الخور تسجيل مهاجمه الألماني لاسوغا في نهاية الموسم بدلا من البرازيلي كايكي، كما تعاقد مع العماني حارب السعدي في الخور بدلا من البرازيلي رافاييل فاز.
انتقالات داخلية غير جيدة
من بين الأسباب التي جعلت الخور يهبط إلى الدرجة الثانية إخفاقه في إيجاد مواهب قطرية جديدة رغم أنه من الفرق التي كانت متفوقة تماما في هذا الأمر، وتخرج من بين صفوفه نجوم أصبحوا عناصر أساسية في الفرق الأخرى بل وفي صفوف العنابي أيضا ولم يستطع الخور المحافظة على نجومه الذين حققوا معه إنجازات تاريخية، وتخلى عنهم تدريجيا حتى أصبح الفريق أضعف من مواجهة منافسيه.
ورغم المحاولات التي قام بها الخور لتعويض رحيل نجومه الكبار إلا أنه لم يستطع لأسباب عديدة منها الإمكانيات المادية. تجدر الإشارة إلى أن الخور تعاقد بداية الموسم مع عدد من المحترفين القطريين وهم: جاسر يحيي (العربي) وسالم السفياني (الريان) ومحمد زيدان (قطر) ومحمد عرفة (الدحيل) وتميم المهيزع (الغرافة).
صحوة متأخرة
رغم المعاناة التي عاشها فرسان الخور في القسم الاول الذي يعتبر الأسوأ لهم منذ عدة مواسم، إلا أن الختام حمل معه بشائر الأمل وبشائر البقاء، بعد ان نجح في تحقيق اول انتصار له على حساب قطر في الجولة الحادية عشرة والاخيرة. وتسبب هذا الانتصار في مغادرة الفريق للمركز الاخير للمرة الاولى، لكن مع الاسف لم يستطع الفرسان الاستفادة من هذا الانتصار وعادوا للخسائر والنتائج المتواضعة.