استضاف المركز القطري للصحافة في جلسته التاسعة من “مقهى الصحافة” المغامر والمصرفي والكاتب القطري فهد بادار، للحديث عن مغامراته في تسلق الجبال، وتجربته الملهمة التي جمع فيها بين التحدي الجسدي والكتابة الملهمة.
وخلال الجلسة التي حملت عنوان «المغامرة بين كتابة المقال وتسلق الجبال» روى السيد فهد بادار تفاصيل إصابته خلال تسلقه قمة جبل “برود بيك” في باكستان عام 2021، حيث تعرض لقضمة صقيع أدت إلى بتر أصابع يده اليسرى، بعد أن فقد الوعي على ارتفاع 8000 متر، وظن أنه سيموت وحيدًا بين الثلوج. رغم المأساة، عاد بقوة ونجح لاحقًا في تسلق قمة جبل K2، ثاني أعلى قمة في العالم، رافعًا علم قطر في لحظة رمزية لقوة الإرادة والإصرار.
شهدت الجلسة التي أدارتها الإعلامية أمل عبدالملك، مشاركة واسعة من المثقفين والإعلاميين، وأشاد خلالها سعادة السيد سعد بن محمد الرميحي رئيس مجلس ادارة المركز القطري للصحافة بشجاعة بادار وإصراره على مواصلة المغامرة رغم الإعاقة، منوها بأن المركز يسعى دائماً لتسليط الضوء على تجارب وإبداعات الشباب القطري، ليكونوا بمثابة بصيص نور وأمل لأقرانهم الذين ضلوا الطريق في منتصف رحلة العطاء، لأسباب ظنوا أنها عقبة في مسيرتهم.
ومن جانبه تحدث المغامر والكاتب فهد عن بداياته في رياضة تسلق الجبال، رغم غياب التضاريس الجبلية في قطر، مؤكدًا أن شغفه بالاستكشاف بدأ مبكرًا، وتطور عبر رحلات ومغامرات في نيبال وتنزانيا، وصولًا إلى تسلق جبل كليمنجارو عام 2018.
وأكد أن هدفه لم يكن الاستعراض عبر وسائل التواصل، بل إلهام الآخرين، خاصة ممن تعرضوا لإصابات أو يمرون بتجارب صعبة، مشيرًا إلى إعداده لكتاب يوثق تجربته سيصدر بالإنجليزية، وسيتحول لاحقًا إلى فيلم بالتعاون مع مؤسسة الدوحة للأفلام.
كما كشف عن سلسلة قصصية موجهة للأطفال بعنوان “عفنطس”، تحكي مغامرات الجربوع الصغير مع فهد حول العالم، وتُرسخ قيم الإصرار والعمل الجماعي، حيث صدر منها كتاب “عفنطس فوق قمة كليمنجارو».
وبيّن المغامر بادار أنه يقوم بجولات استكشافية في دولة قطر مع عدد من أصدقائه، كمنطقة بروق وغيرها من المناطق، متطلّعاً إلى دعم السياحة البيئية في دولة قطر على غرار الدول الخليجية، لا سيما سلطنة عُمان، والمملكة العربية السعودية.
وفي ختام الجلسة، دعا الرميحي الشباب لاستلهام العزيمة من قصة بادار، مؤكدًا أن التحديات تصنع الأبطال، وأن المركز سيواصل دعم المواهب القطرية، لتمضي قدمًا في كتابة قصص النجاح الملهمة.
