طالبات من جامعة قطر يطلقن حملة «دارنا نداريها»
تحقيقات
24 أبريل 2017 , 01:27ص
محمد الفكي
دشنت الطالبتان نعيمة المطاوعة، ومشاعل آل ثاني من قسم الاتصال الاستراتيجي بجامعة قطر يوم أمس بقطر مول حملة «دارنا نداريها» بحضور الإعلامية حصة السويدي، والشاعر حمد البريدي وبرعاية إعلامية من صحيفة «العرب».
وتأتي الحملة ضمن بحث التخرج للطالبتين، وهي حملة توعوية إرشادية تستهدف الحفاظ على المرافق العامة، والاهتمام بنظافة الطرق من النفايات، والجدران من الكتابة.
ويصب البحث بحسب الطالبتين في مصلحة الدولة ونظرة العالم لها، خاصة أنها تستعد لاستقبال مونديال كأس العالم 2022، إضافة إلى تحقيق رؤية 2030، وتعد قطر مقصداً سياحياً في الآونة الأخيرة، حيث بلغ عدد السياح في عام 2016، 2 مليون زائر من 45 جنسية.
وتحتل قطر مكانة بين الدول المتقدمة فهي تعيش مرحلة انتعاش وتطور هائل في كافة المجالات ومن بينها البيئة التي تحتل مكانة في رؤيتها 2030، وهذا يستدعي تكثيف الجهود للحد من ظاهرة التشويه والتخريب، وتحقيق منظر حضاري يمثل صورة إيجايبة تليق بدولة قطر.
وتركز الحملة بحسب الطالبتين على التشوهات التي تصيب الجدران جراء الكتابة العشوائية والإتلاف لمقاعد الدرس والأدوات في المدارس، والبحث في تقويم هذه السلوكيات بمساعدة عدة جهات، وفي سبيل ذلك تم التواصل مع باحثين نفسيين للإلمام بالأسباب التي تجعل التلاميذ يقدمون على إتلاف المقاعد والأدوات المدرسية ولاسيَّما أنها تكلف الدولة أموالاً طائلة، كما أنها تصنف كسلوك غير متحضر، ووصل البحث إلى عدة أسباب تقود الطلاب إلى إتلاف الأدوات المدرسية، ووضع ترتيبات محدده بمساعدة الباحثين النفسيين.
وتتواصل الحملة في عدة أماكن عبر نشر المطويات التي تحث على الحفاظ على النظافة العامة والمرافق التي صرفت عليها الدولة أموالاً طائلة، بالإضافة إلى التواصل مع الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتصميم فيديوهات توضح للأطفال ضرورة المحافظة على الممتلكات العامة، كما وفرت الحملة تلوين للأطفال يحتوي على عبارات تشجعهم على اتباع النظافة.
البريدي: المرافق العامة تكلف الدولة مليارات
قال الشاعر حمد البريدي إن مشاركته في الحملة تصنف ضمن الائتلاف المجتمعي، موضحاً أن من واجب الشعراء والكتاب، والفاعلين على وسائل التواصل الاجتماعي، ونجوم المجتمع دعم الطلاب المجتهدين الذين لديهم رسالة مهمة للمجتمع، واعتبر أن حملة «دارنا نداريها» تقع ضمن الأولويات، لأن الوطن هو الأول عند المواطن.
وقال البريدي إن الحملة تسلط الضوء على عدد من القضايا التي تحتاج إلى عمل، وضرب مثلاً بضرورة الحفاظ على المرافق العامة، التي تكلف الدولة مليارات الدولارات، مطالباً أن يبدأ كل فرد من أفراد المجتمع بنفسه، ولاينتظر الآخرين، مؤكداً أن تغيير السلوك يغني عن كثير من المجهودات التي تبذل لاحقاً، من أجل التنظيف وإصلاح المرافق العامة، وأوضح البريدي أن قطر مقبلة على حدث كبير في عام 2022، ويتطلب أن تكون البلاد أجمل ما يكون، وهذا يتطلب العمل مع كافة الأجيال، وخصوصاً الأجيال الجديدة.
السويدي: الفكرة مبدعة
قالت الإعلامية حصة السويدي إن دعم طالبات جامعة قطر في إنجاح مشروعاتهن يقع ضمن المسؤولية المجتمعية التي تضطلع بها، معتبرة أن مشاركتها في الحملة أمر طبيعي يمليه الواجب، واعتبرت فكرة الحملة مبدعة، مشيرة إلى أنها لمست من خلال متابعتها في السنوات الأخيرة عدداً من الأفكار المبدعة التي ينتجها طلاب وطالبات الجامعة، وتلامس صميم مشكلات المجتمع، وتسعى لإيجاد حلول لها.
وقالت السويدي إن الإبداع يبدأ حتى من اختيار مسمى الحملة «دارنا نداريها» واعتبرت العنوان صالحاً لكل من يريد خدمة البلاد في أي جبهة من الجبهات، وأوضحت أن المحافظة على المرافق العامة، والمباني، والشكل الجمالي يقع ضمن صميم العبارة، وأضافت أن الاعتماد على البحث العلمي لمواجهة التحديات التي تواجه المجتمعات يأتي بحلول أكثر نجاعة.
وأوضحت أن اختيار الأماكن للالتقاء بالجمهور يوضح أيضاً أنه جاء نتيجة لدراسة دقيقة، ففي هذا المكان تتفاعل كل الأجيال، ويمكن الالتقاء بالأسرة مكتملة، وبالأجيال الجديدة المستهدفة.
قيراط: الحملة لنشر الوعي للحفاظ على ممتلكات الدولة
قال الدكتور محمد قيراط -أستاذ الإعلام بجامعة قطر والمشرف على البحث- إن الفكرة نبعت من الطالبتين حسب المتابعة للحياة اليومية في قطر، ورؤية بعض الأشياء التي تحتاج إلى تقويم عبر حملات توعية وإرشاد، وأشار إلى أن المسار الأكاديمي يستوجب عادة دراسة التجارب الشبيهة السابقة سواء كانت في الدولة أو دول المنطقة بما يخدم البحث، واعتبر قيراط أن التركيز على ثلاث قضايا هي النظافة العامة، ونظافة الجدران، والحفاظ على المرافق العامة يعد كافياً حتى تركز الحملة على أشياء محددة، وأوضح أن الحملة تستهدف الجميع من أولياء أمور وأطفال وعمالة وافدة وغيرهم من فئات المجتمع.
وقال قيراط إن نجاح الحملة يعتمد على إنتاج المواد الإعلامية التي ستوزع على الجمهور لحثهم على الالتزام بأهداف الحملة، والمتمثلة في نشر الوعي للحفاظ على ممتلكات الدولة، والمرافق العامة، ونظافة الطرقات والجدران.