الاتحاد الأوروبي يريد تفويضاً دولياً للتدخل عسكرياً ضد مهربي المهاجرين

alarab
حول العالم 24 أبريل 2015 , 08:56ص
أ.ف.ب
اتفق القادة الأوروبيون أمس الخميس على أن يضاعفوا ثلاث مرات الموارد المخصصة لإنقاذ المهاجرين غير الشرعيين في البحر المتوسط وعلى استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يجيز التحرك عسكريا ضد المهربين في ليبيا.

ولكن قادة الاتحاد الأوروبي لم يتمكنوا خلال قمتهم الاستثنائية في بروكسل من الاتفاق على موضوع استضافة المهاجرين لدى وصولهم إلى أوروبا وكيفية التعامل معهم، مرجئين قراراتهم في هذا الشأن إلى وقت لاحق.

كان رئيس مجلس أوروبا دونالد توسك قد حرص قبيل بدء القمة على خفض سقف التوقعات، وقال "يجب ألا يكون لدى أحد أية أوهام. المشاكل لن تحل اليوم".

وفي قمتهم التي تداعوا إلى عقدها إثر مصرع حوالي 800 مهاجر غير شرعي بعد غرق سفينتهم التي انطلقت من ليبيا، اتفق القادة الأوروبيون على أن يضاعفوا ثلاث مرات الموازنة المخصصة لعملية "تريتون"، مهمة البحث والإنقاذ الأوروبية في المتوسط.

وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في ختام القمة "نريد أن نتصرف بسرعة وهذا يعني أننا سنضاعف ثلاث مرات الموارد المالية لعملية تريتون".

بدوره قال رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر "لقد ضاعفنا ثلاث مرات عملية تريتون في حين أن المقترح كان زيادتها مرتين" فقط.
ولكن القادة لم يتفقوا على توسيع نطاق عملية تريتون للسماح لها بالخروج من المياه الإقليمية الأوروبية باتجاه السواحل الليبية، حسبما اضافت ميركل.

وكشفت شهادات الناجين الـ28 من الكارثة الأخيرة عن وقائع مروعة. وصرح أحدهم ويدعى عبد الرزاق بأنه نجا لأنه كان في الطبقة العليا من المركب، مؤكدا أن "الذين دفعوا مالا أقل كانوا محتجزين في داخل المركب"، وبقي مئات المهاجرين من بينهم نساء وأطفال داخل الزورق الغارق حيث لم يتمكن عناصر خفر السواحل من انتشال أكثر من 24 جثة.

وخلال القمة تعهدت فرنسا بوضع سفينتين وثلاث طائرات في تصرف تريتون، في حين تعهدت ألمانيا بالمساهمة بسفينتين بينما تعهدت السويد والنروج والدنمارك وبلجيكا بأن يسهم كل منها بسفينة واحدة.

وتريتون هي عملية تديرها فرونتكس، الوكالة الأوروبية المكلفة بمراقبة الحدود الخارجية لفضاء شنغن الذي يضم 22 من دول الاتحاد الأوروبي الـ28 إضافة إلى سويسرا وأيسلندا والنروج وليشتنشتاين.
أما بريطانيا التي ليست عضوا في هذا الفضاء فقد أعلنت من جهتها المساهمة في عمليات البحث والإنقاذ بسفينة "إتش إم إس بولوورك" التي تعتبر أحد أكبر سفنها الحربية، إضافة إلى سفينتي دوريات وثلاث مروحيات.
ولكن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حذر من أن مشاركة بريطانيا في هذه العمليات لا تعني بأي شكل من الأشكال أنها ستمنح اللاجئين الذين ستنقذهم قطعها البحرية حق اللجوء في بريطانيا، وقال "ليس واردا أن يتمكنوا من طلب حق اللجوء إلى بريطانيا".

وحاليا تشارك 21 دولة في عملية تريتون بسبع سفن وأربع طائرات ومروحية وحوالي 65 عنصرا.

بالمقابل فإن العمليات العسكرية الرامية إلى تحديد وضبط وتدمير السفن المستخدمة في تهريب المهاجرين، قبل أن يتم تحميلها بهؤلاء، طرحت مشكلة.

وفي هذا الإطار اتفق القادة الأوروبيون على وجوب استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يجيز هذا التدخل العسكري. وتعهدت فرنسا وبريطانيا، العضوان الدائمان في المجلس، بتقديم مشروع قرار بهذا الخصوص، كما أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في ختام القمة.
وأوضح هولاند أنه سيبحث اعتبارا من اليوم الجمعة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في يريفان على هامش إحياء الذكرى المئوية الأولى للمجازر الأرمنية "فيما تعتزم أوروبا طرحه في إطار قرار محتمل لمجلس الأمن الدولي".
وحرص هولاند على التأكيد أن الأمر "لا يعني القيام مجددا بتدخل عسكري" مماثل لذلك الذي أقره مجلس الأمن في 2011 في ليبيا بل "الحؤول دون أن يقود المهربون عددا من الأشخاص إلى الموت".

وحذر دبلوماسيون وخبراء من أن عملية عسكرية ضد المهربين هي "معقدة وتستغرق وقتا وتستوجب تفويضا من الأمم المتحدة وموافقة من الحكومة الليبية واستخدام وسائل عسكرية وتقبل وقوع خسائر بشرية".

ومقابل هذه المواضيع التي تم الاتفاق عليها فشلت القمة بالمقابل في الاتفاق على الشق الثالث من خطة العمل وهو استضافة المهاجرين غير الشرعيين وكيفية التعامل معهم بعد وصولهم إلى أوروبا.