القرنقعوه.. ترسم البهجة على وجوه الأطفال

alarab
نفحات رمضان 24 مارس 2024 , 01:21ص
يوسف بوزية

شهدت محلات المكسرات والحلويات في سوق واقف إقبالاً متزايداً من المواطنين والمقيمين لشراء مُستلزمات الاحتفال بليلة «القرنقعوه»، التي تصادف ليلة النصف من شهر رمضان المبارك، حيث ازدحمت أغلب تلك المحال بالزبائن مع زيادة الطلب على البضائع المخصصة للمناسبة من أكياس وصناديق وعلب وسلال وحلويات ومكسرات. 
ورصدت «العرب» إقبال المواطنين والمقيمين على شراء مستلزمات ليلة «القرنقعوه» إذ شهدت متاجر الحلوى والمكسرات طلبات كثيرة خاصة بالمناسبة التي عمل التجار على توفير عدد كبير من مستلزماتها، سواء من حيث العلب والأكياس والصناديق المزركشة التي غلب عليها الطابع التراثي، وحملت عبارات مثل «القرنقعوه» «عطونا الله يعطيكم» و»عساكم من عواده»، و»قرقيعان».
وأكد أصحاب محلات تجارية التقتهم «العرب»، زيادة الطلب مع بداية الثلث الثاني من شهر رمضان المبارك على مختلف أنواع الحلويات والشوكولاتة والسكاكر والمكسرات، بنحو 70 %، حيث تعد تلك المواد من أهم مستلزمات الاحتفال بـ «قرنقعوه» في ليلة الخامس عشر من الشهر الفضيل.

ارتفاع الطلب
وفي هذا السياق، قال عمر فاضل من «حلويات الصادق» ان الإقبال بلغ ذروته من المواطنين وحتى المقيمين على كافة البضائع المخصصة للاحتفال بليلة «القرنقعوه» من أكياس وصناديق وعلب وسلال وحلويات ومكسرات، بما في ذلك العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة التي تشارك المواطنين الاحتفال بهذه المناسبة، وأكد توافر مختلف أنواع الحلويات والمكسرات والنوجة والتي تلقى رواجاً كبيراً خلال هذه الفترة من شهر رمضان المبارك وتحديداً بعد مضي العشرة أيام الأولى منه.

أسعار معتدلة
من جهته، قال حيدر نور الدين ان مبيعات المنتجات الخاصة بمناسبة القرنقعوه تشهد زيادة كبيرة في ظل اقبال العديد من الاهالي على محلات سوق واقف بمن فيهم المقيمون الذين يرتادون السوق خصيصاً للحصول على كل مستلزمات هذه المناسبة، والتي تمتاز بأسعار معتدلة، حيث تتراوح ما بين 40 ريالاً وحتى 250 ريالاً كحد أقصى، وبيّن أن الاقبال على محلات سوق واقف يستمر طوال الشهر الفضيل وحتى اليوم الأخير استعداداً لاستقبال عيد الفطر المبارك، حيث تزدحم بالمواطنين والمقيمين العرب والأجانب.
احتفال في المنزل
وأكد نور الدين ان بعض الزبائن يُفضّلون الأكياس الجاهزة، بينما تحرص بعض الامهات على اختيار المكونات بأنفسهن، حيث يعملن على تنسيق مجموعات من العلب والصناديق المخصصة لهذه المناسبة بأنفسهن.
وفي هذا السياق قالت أم نور إنها تحرص على اختيار مستلزمات القرنقعوه من المحلات الكثيرة في سوق واقف وتهيئة أجواء تسعد الأطفال مع إضفاء جو تراثي موروث من العادات والتقاليد، ومن ذلك إضافة إضاءات وكماليات للزينة داخل المنازل أو توزيع الحلويات والنقود على الأطفال.

بهجة الأطفال
ومن جانبها، ذكرت أم ناصر ان الاحتفال بهذه المناسبة يدخل البهجة والسرور على الأطفال مؤكدة انها تحرص كجميع الامهات على إعداد توزيعات خاصة، تتضمن الحلوى والمكسرات والألعاب لتوزيعها على الأطفال الذين ينتظرون الحصول عليها بلهفة كبيرة.
 وأضافت أنها تجتمع مع الأهل مساءً في منزل العائلة حيث يقدمون التوزيعات والهدايا لأطفال الأسرة، مشيرة إلى أن هناك نوعا من المنافسة في مظاهر الاحتفال بدأ يظهر بين الأسر للتسابق في نشر الصور على مواقع التواصل الاجتماعي لتشجيع الآخرين على الاحتفال.
وأكدت أن هذه الليلة تحمل أجواء رائعة يترقبها الأطفال والكبار كل عام، خاصة مع تزامنها مع الأجواء الرمضانية من خلال التفاعل والمشاركة والحفاظ على عاداتها وتقاليدها، حيث تتناقلها الأجيال كتراث شعبي يعمل على توثيق العلاقات الاجتماعية والأخلاقية بين الأهل والجيران، وبث روح المودة والألفة والمحبة بينهم.
وأوضحت أن «ليلة القرنقعوه» من المناسبات الاجتماعية التراثية المتعارف عليها في أغلب الدول الخليجية وإن اختلفت التسمية من منطقة إلى أخرى، حيث تختلف أجواء الاحتفال بها في كل دولة، ولكن ما يميز دولة قطر أن العديد من الهيئات والمؤسسات تحرص على الاحتفال بهذه الفعاليات والمشاركة في ادخال البهجة والسرور على الأطفال.

تراث قطري
ويُعد الاحتفال بـ «القرنقعوه» جزءاً من التراث القطري والخليجي الأصيل، الذي يرتبط بشهر رمضان المبارك وتوارثته الأجيال، حيث يحرص الأطفال كل سنة على استحضاره بالطواف على البيوت «الفريج» حاملين أكياساً صغيرة مصنوعة من القماش، ينشدون أغاني الأجداد «عطونا.. الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم».
وبالرغم من تطور المجتمعات لا يزال هذا التقليد موجوداً في كل دول الخليج باختلاف المسميات وتوقيت الاحتفال، ما يساهم في تربية النشء على قيم حب الخير والتكافل، ويساهم في تعزيز الهوية الوطنية والثقافية والحفاظ على عادات وتقاليد الآباء والأجداد.

ظاهرة اجتماعية
يردد عادةً الأطفال مقاطع خاصة بهذا الاحتفال منها «عطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم»، «عطونا حق الليلة.. جدام بيتكم وادي والخير كله ينادي»، و«أعطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم لأهاليكم - يا مكة يا معمورة يا أم السلاسل والذهب يا نورة».
ويعد الاحتفال بليلة الـ «قرنقعوه» أحد أبرز الطقوس الرمضانية التي ما زال أهل قطر يحرصون على ممارستها، وفيه يرتدي الأطفال الملابس التقليدية ويجوبون بعد صلاة العشاء «الفرجان» قاصدين البيوت التي يكافأهم أصحابها بتقديم الحلوى والمكسرات مرددين أثناء تجوالهم «قرنقعوه قرنقعوه.. عطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم.. يا مكة يالمعمورة.. يا أم السلاسل والذهب يا نورة.. عطونا تحبة ميزان.. سلم لكم عزيزان.. يا بنية يالحبابة.. أبوك مشرع بابه.. باب الكرم ما صكه ولا حطله بوابة».