تعد وقفية نبض لعلاج مرضى القلب من الوقفيات المهمة ضمن عدد من المشاريع الوقفية بالإدارة العامة للأوقاف في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وقد استفاد من خدماته في العام الماضي 2023م 114 شخصاً من مرضى القلب، جاء ذلك في تصريح للدكتور الشيخ خالد بن محمد آل ثاني المدير العام للإدارة العامة للأوقاف في المؤتمر الصحفي الذي عقد بمبنى الإدارة العامة للأوقاف بحضور الدكتور عبدالواحد الملا رئيس قسم جراحة القلب والصدر بمستشفى القلب.
وأكد المدير العام للإدارة العامة للأوقاف على استمرار الشراكة القائمة مع مستشفى القلب بمؤسسة حمد الطبية، لدعم ومساعدة الحالات الحرجة من مرضى القلب المحتاجين وذلك تحت رعاية المصرف الوقفي للرعاية الصحية، انطلاقاً من أهداف المصرف في رعاية المرضى والتفريج عنهم، كما ورد في الحديث النبوي الشريف «من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة».
وحث الشيخ خالد آل ثاني أهل الخير الكرام على الوقف على وقفية نبض حتى تتمكن من أداء الدور المأمول منها، انطلاقاً من الأهمية الحيوية لهذه الوقفية وتفردها في تقديم خدماتها المتميزة لهذه الفئة من المرضى، مشيراً إلى أن الأوقاف الصحية كانت لها إنجازات كبرى على مدار التاريخ الإسلامي، وما شهده من إقامة المستشفيات والتي كانت تعرف بالبيمارستانات، واليوم من خلال هذه الشراكة مع مستشفى القلب، يتم توفير خدمة مساعدة مرضى القلب من الذين تعثروا عن سداد تكاليف العلاج، وذلك تحقيقًا لشروط الواقفين الكرام، وسعيًا لتحقيق شعارنا الوقف شراكة مجتمعية. سائلين الله تعالى أن يكتب الأجر للمحسنين ويجعله لهم ذخرًا في الدنيا والآخرة.
ومن ناحيته عبر الدكتور عبد الواحد الملا رئيس قسم جراحة القلب والصدر بمستشفى القلب بمؤسسة حمد الطبية عن سروره لهذا التعاون المثمر واستمراره، والاستجابة السريعة من الإدارة العامة للأوقاف لتحقيق دورها الريادي في المجتمع، وأن هذا الدعم سيستفيد منه العديد من مرضى القلب، ملمحاً إلى أن أعداد المستفيدين يزداد عاماً بعد عام، كما ثمّن إنشاء وقفية نبض الموجهة خصيصًا لمرضي القلب باعتبار القلب من أهم أعضاء البدن فأي إصابة به لها آثارها الحرجة ونتائجها المؤثرة.
يذكر أن المصرف الوقفي للرعاية الصحية أحد المصارف الوقفية الستة، وقد أنشئ تعضيداً للدور التاريخي للأوقاف الصحية في التاريخ الإسلامي، لذا لم تغفل الإدارة العامة للأوقاف بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية البعد الصحي من نشاطها وذلك باعتبار رقي الخدمات الصحية في المجتمعات معيار تطور ونماء لها، ويأتي هذا المصرف كإحدى صور المشاركة المجتمعية والدعم لهذا القطاع المهم، وذلك بعدة سبل منها: رعاية المرضى المحتاجين من محدودي الدخل للعلاج وتوفير الخدمات الصحية المناسبة لهم، والتعاون مع الجهات المختصة لعمل برامج صحية مشتركة، وإقامة الدورات التدريبية التثقيفية بالمجال الصحي، وتوظيف مختلف الوسائل الإعلامية لنشر الثقافة الصحية بين أفراد المجتمع.
إن العمل الوقفي شراكة مجتمعية وصدقة جارية، يثقل بها العبد ميزانه في حياته وبعد مماته، كما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).