23 ورقة بحثية في اليوم الثاني من مؤتمر العلوم الاجتماعية والإنسانية
ثقافة وفنون
24 مارس 2019 , 08:50م
الدوحة - قنا
شهد اليوم الثاني من مؤتمر العلوم الاجتماعية والإنسانية في دورته السابعة الذي يعقده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة خلال الفترة 23-25 مارس الجاري، تقديم 23 ورقة بحثية في أربعة مسارات متوازية.
وقد تناول تلك الأوراق البحثية قضايا منهجية متعددة، تتعلق بمجالات فلسفية وإبستيمولوجية (علم المعرفة) وسوسيولوجية (عِلْمٌ يَدْرُسُ الْمُجْتَمعاتِ الإِنْسانِيَّةَ والْمَجْموعاتِ البَشَرِيَّةَ ، وَظَواهِرَها الاجْتِماعِيَّة)، ولسانية وتاريخية وغيرها.
كما شهد محاضرة عامّة قدّمها الدكتور عزمي بشارة المدير العام للمركز بعنوان "في أولوية الفهم على المنهج".
وأكد بشارة خلال المحاضرة أنّ منهجَ البحثِ ليس شيئًا جاهزًا إلّا في ما ننسِّقُه وننمِّطُه من أساليبَ في البحثِ لغاياتٍ مدرسية، فالمهمُّ، هو ما نصنَعُه نحن في عمليةِ البحثِ نفسِها، وهذه العمليةُ هي التي تفرضُ منهجَها بما يتجاوزُ ما يمكن وصفُه بـ "عبادة المنهج" السائدةِ التي تبدأُ في معظمِ الدراساتِ العربيةِ تقليديًا ببَيانِ المنهجِ وتحديدِه. وبيّن بشارة أنّ ما يسمَّى عربيًّا مناهجَ البحث ويدرّس تحت هذا العنوان، هو أدواتٌ وتقنيات. ولا مانع أن تسمى مناهج طالما فهم أن المقصود هو أدوات وتقنيات غالبًا ما تكون عابرةً للتخصّصات، أما المناهج بالمعنى المستخدم حسب رأيه فهي مقاربات تحليلية مختلفة وتفسيرات مختلفة للظواهرِ الاجتماعيةِ تقدِّمُها نظرياتٌ مختلفة.
وقال إنّ المناهج في العلومِ الاجتماعية، هي في الحقيقةِ مقارباتٌ في شرحِ ظواهرَ اجتماعيةٍ ناجمةٍ عن نظرياتٍ مختلفة ولذلك لا نجدُ في العلومِ الطبيعيةِ مثيلًا للنقاشاتِ حولَ المنهجِ في العلومِ الاجتماعية. فليست هذه مناهجَ في البحثِ بقدرِ ما هي مقارباتٌ مختلفةٌ في التفسير، كما أنها ليستْ نظريةً علميةً، قد تكونُ فكرةً أو رأيًا فلسفيًّا أو غيرَه، لأنّ النظريةَ العلميةَ هي نسقٌ من مقولاتٍ عامةٍ متماسكةٍ منطقيًّا عن ظواهرَ اجتماعيةٍ تكشفُ عن بنيةٍ متكرّرةٍ أو نمطِ علاقةٍ بين متغيِّراتٍ أي انتظام ما في العلاقة بين متغيرات وينجمُ عنها مقارَبةٌ أو منهجٌ في شرحِه مميزاتِ الظاهرة وشروط وجودِها وتوقّع مسارِ تطوّرِها.