ضحايا معركة الموصل من الأطفال يملؤون مستشفى للطوارئ

alarab
حول العالم 24 مارس 2017 , 07:48ص
رويترز
كان الصبي العراقي ابن التسعة أعوام يلعب كرة القدم في أرض خراب خلال فترة هدوء في معركة الموصل عندما سقطت قذيفة مورتر أطلقها مقاتلو تنظيم الدولة بالقرب منه؛ فأسفر انفجار القذيفة عن انتشار الشظايا بالجزء الأسفل من ساقيه وكاد يبترهما.
أسرعت سيارة الإسعاف بالطفل إلى هذا المستشفى الميداني للطوارئ القائم على مسافة 20 كيلومترا شرقي المدينة فأدخله الأطباء إلى غرفة العمليات خلال الليل وبتروا قدميه.
يرقد الصبي مخدراً الآن في سريره بوحدة العناية المركزة المقامة في خيمة ممسكاً بكرة مطاطية، بينما راحت الممرضة كريس المتطوعة من كاليفورنيا تربت على خده وتغني له أغنية خفيفة حتى ينام.
وقالت كريس: إنه لا يدرك على الأرجح حتى الآن أنه فقد قدميه.
وقد سقط آلاف المصابين في صفوف المدنيين في الموصل خلال الهجوم الذي بدأته قبل خمسة أشهر القوات الحكومية لإخراج مقاتلي تنظيم الدولة من معقلهم الرئيسي في العراق.
وقال مدير المستشفى بول أوستين الجراح القادم من هيوستون في الولايات المتحدة: «الجروح التي نراها هنا هي وجه الحرب، وجوه الأطفال والأمهات. وهي تتجاوز الرعب. هي حالة من فقدان الإحساس».
وازداد سيل المشوهين والمصابين مع اقتراب المعركة من الأحياء التي يسيطر عليها تنظيم الدولة في الشطر الغربي من الموصل؛ حيث يعتقد أن أكثر من نصف مليون مدني محاصرون.
وقد عالج هذا المستشفى المتنقل أكثر من ألف مريض كثيرون منهم من النساء والأطفال منذ افتتاحه في أوائل يناير الماضي.
وقال عاملون في المستشفى: إن الجروح تمثلت في إصابات بالشظايا وإصابات في تفجيرات وسقوط قنابل من طائرات بلا طيار، وكذلك إصابات بالرصاص بما في ذلك نيران القناصة الذين يتعمدون استهداف المدنيين.
وخلال النهار يمكن سماع ضجيج المعركة من الموصل عن بُعد، فيما يشير إلى وصول مزيد من الإصابات قريبا.
وقال أوستين: إن عدد المصابين الواصلين إلى المستشفى الليلة الماضية كان كبيرا.
كان أحد الرجال موجودا في المستشفى بعد أن ظل محاصرا وسط الركام ثلاثة أيام. وأصيب طفل عمره 12 عاما بشلل في النصف الأسفل من جسمه بعد أن مزقت شظية بطنه.
وكانت طفلة عمرها ست سنوات بكتلة كثيفة من الشعر فوق رأسها ترقد بعينين لامعتين وجرح عميق في ساقها.
وكان سرير آخر خاليا؛ إذ أحضر المسعفون إليه شابا بين الحياة والموت ظل ينزف حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
غير أن القرب من الصراع جعل المستشفى في وضع يسمح بإنقاذ الأرواح التي كان من الممكن في السابق أن‭‭ ‬‬يكون الموت مصيرها.
وقبل افتتاح المستشفى كان الجرحى يُنقلون في كثير من الأحيان إلى أربيل على مسافة ساعة أو ساعتين بالسيارة حسب أحوال الطريق. وكان البعض يموت قبل أن يصل إلى المستشفى.
وتدير هذا المستشفى المتنقل جماعة ساماريتان بيرس الخيرية المسيحية الأميركية مع وزارة الصحة العراقية ومنظمة الصحة العالمية، وقد تم نقله من نورث كارولينا وأقيم في سهول نينوى بالقرب من برطلة.