هجمات الدهس.. سهلة التنفيذ وصعبة المنع
حول العالم
24 مارس 2017 , 07:44ص
رويترز
تزايد اتجاه المتشددين لتنفيذ عمليات دهس المشاة بالعربات مثل العملية التي نفذها شخص قرب البرلمان البريطاني يوم الأربعاء الماضي لأنها رخيصة التكاليف سهلة التنفيذ ومن الصعب منعها.
ويقول خبراء إن أسلوب دهس الناس لا يستلزم الحصول على متفجرات أو أسلحة ويمكن أن ينفذه مهاجم بمفرده دون استخدام شبكة من المتشددين وكل ذلك يقلل خطر تنبيه الأجهزة الأمنية.
قال سباستيان بيتراسانتا النائب الاشتراكي الفرنسي الخبير في شؤون الإرهاب: «هذا النوع من الاعتداءات لا يحتاج لاستعدادات خاصة فهو منخفض التكلفة جدا وفي متناول أي شخص».
وأضاف قائلا لرويترز: «هي في كثير من الأحيان عمل فردي. ومن الممكن أن تكون تلقائية جدا».
لقي أربعة أشخاص أحدهم المهاجم مصرعهم وجرح حوالي 40 شخصا في لندن بعد أن دهست سيارة المشاة وطعن المهاجم شرطيا بالقرب من البرلمان البريطاني فيما وصفته الشرطة بأنه هجوم.
هجمات إسرائيل
الاعتداءات بالسيارات ليست بالأسلوب الجديد في الشرق الأوسط. ففي عام 2008 صدم فلسطيني سيارات بشاحنة يقودها في أحد شوارع القدس قبل زيارة باراك أوباما أثناء خوضه انتخابات الرئاسة الأمريكية فجرح 16 شخصا على الأقل. وفي يناير الماضي دهس فلسطيني آخر مجموعة من الجنود الإسرائيليين في القدس فقتل أربعة منهم في عملية وصفها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنها على الأرجح من وحي تنظيم الدولة. وقال بول بيلار المحلل السابق بالمخابرات المركزية الأمريكية إنه رغم تركز القلق لفترة طويلة على «الوسائل المتطورة أو المتقدمة لشن هجوم إرهابي فإن أسهل الوسائل المتاحة لقتل عدد كبير من الأبرياء كانت على الدوام بسيطة ولا تستلزم تطورا أو تدريبا». وأضاف: «من هذا دهس الناس بعربة في أي شارع مزدحم من شوارع المدينة. وربما يتم اختيار المواقع التي لها أهمية سياسية أو دينية مثل سوق عيد الميلاد أو القرب من البرلمان الوطني لكن توجد على الدوام أماكن عامة معرضة للهجوم وفيها كثير من الناس». وعن هجوم يوم الأربعاء قال جان شارل بريسار رئيس مركز تحليل الإرهاب، وهو من مراكز الأبحاث الأوروبية: «بسيارة يوقعون عددا من القتلى أكبر كثيرا من استخدام السكين أو المنجل».
وقالت آن جوديسيلي رئيسة شركة تروريسك للاستشارات الأمنية في باريس إن اليقظة الزائدة في المدن الكبرى ساهمت في تغيير نهج المتطرفين. وأضافت: «في كل مرة تطبق فيها إجراء جديدا بعد هجوم أو إحباط هجوم يتكيف المهاجمون للالتفاف عليه وإيجاد الثغرات». وقال تايسون باركر مدير البرامج لدى معهد آسبن في ألمانيا إن هجوم لندن يؤكد صعوبة حماية الأهداف «الرخوة» وتحقيق التوازن بين الأمن والحرية في المجتمعات الأوروبية المفتوحة.
وأضاف: «لا يمكن القضاء تماما على احتمال وقوع هجوم»، وأن من السابق لأوانه التنبؤ بعواقب أحداث يوم الأربعاء.