ندوة بجامعة قطر تستعرض أسس العلاج بالخلايا الجذعية والطب التجددي
محليات
24 فبراير 2016 , 02:10م
قنا
عقد مركز البحوث الحيوية بجامعة قطر، ندوة حول إمكانية استخدام الخلايا الجذعية العصبية في علاج أمراض الجهاز العصبي المركزي (المخ والحبل الشوكي)، وتم إلقاء الضوء على دور الخلايا الجذعية كإحدى الأدوات الهامة للطب التجددي، وهو فرع حديث نسبيا من العلوم الطبية يتناول كيفية تجديد أنسجة وأعضاء الجسم من خلال العلاج الخلوي باستخدام الخلايا الجذعية.
قدم الندوة الدكتور هاني السيد مرعي، البروفيسور ومدير المشروع في مركز البحوث الحيوية في جامعة قطر حيث أوضح أن جسم الإنسان يضم نوعين من الخلايا الجذعية ألا وهما الخلايا الجذعية ذات المنشأ الجنيني والخلايا الجذعية البالغة.
وقال إن الخلايا الجذعية ذات المنشأ الجنيني يتم الحصول عليها من كتلة الخلايا الداخلية في جنين الإنسان البالغ من العمر 5-6 أيام حيث تتميز هذه الخلايا بقدراتها العالية على الانقسام إلى جانب قدرتها على تجديد نفسها وإنتاج أنواع الخلايا المختلفة (ما يزيد على200 نوع) والتي تشكل جسم الإنسان.
وقدمت الندوة ملخصاً لأحدث الأبحاث الخاصة بإمكانية استخدام الخلايا الجذعية العصبية في علاج مرض الزهايمر (AD) ومرض باركنسون (PD) وإصابة الحبل الشوكي (SCI)، وتم مناقشة العقبات الرئيسية أمام إمكانية تطبيق هذا النوع الجديد من العلاج في الإنسان.
وبحسب الدكتور مرعي، فإن الخلايا الجذعية البالغة تتواجد في مختلف أعضاء جسم الإنسان وهي مسؤولة عن تجديد الخلايا "الأنسجة المتضررة" عند الحاجة.
ولفت إلى أن فريق البحث الذي يقوده بمركز البحوث الحيوية قد نجح في عزل الخلايا الجذعية العصبية (NSC) من البصيلة الشمية لدى الإنسان خلال جراحة الدماغ وإنماء الخلايا الجذعية العصبية في المختبر عبر زراعتها في أوساط محددة وهندسة الخلايا الجذعية العصبية جينياً لتفرز عامل النمو
العصبي (الذي يساعد على تجديد الأنسجة العصبية والدماغية) وتطوير النموذج
الحيواني (الجرذ) لمرض الزهايمر (AD) ومرض باركنسون (PD) وإصابة الحبل
الشوكي (SCI)، مبينا أنه بزراعة الخلايا الجذعية العصبية في دماغ حيوانات
المختبر نجحت تلك الخلايا في النمو والزيادة في العدد والتخصص لتجديد مختلف
أنواع الخلايا التي تشكل الدماغ.
وأبلغ المشاركين أن نتيجة أبحاث الخلايا الجذعية المنظمة بالتعاون مع مركز البحوث الحيوية في جامعة قطر قدمت دليلاً قوياً على مستوى حيوانات التجارب على إمكانية استخدام الخلايا الجذعية العصبية في العلاج الخلوي لكلٍ من مرض الزهايمر (AD) ومرض باركنسون (PD) وإصابة الحبل الشوكي (SCI).
كما تجدر الإشارة إلى أن مجموعة أبحاث الخلايا الجذعية التي تم إنجازها بالتعاون مع مركز البحوث الطبية بجامعة قطر قد تم عرضها خلال القمة العالمية للخلايا الجذعية والتي عقدت بأطلنطا جورجيا بالولايات المتحدة الأمريكية في شهر ديسمبر عام 2015، وقد حصلت تلك الأبحاث على جائزة الشرف الخاصة بالقمة حيث تم اختيار تلك الأبحاث ضمن عدد 300 ملصق تم قبولها خلال القمة.
وقال إن المسألة الحاسمة تكمن في التقدم التكنولوجي الذي حدث في مجالات تشخيص وعلاج أمراض الإنسان والذي أدى إلى حدوث زيادة ملحوظة في كل من متوسط عمر الإنسان ونسبة وصول البالغين إلى الشيخوخة.
وأضاف قائلاً "إن النجاح في إطالة أعمارنا (من خلال التطور في مجالات الطب والعلاج) قد تخطى بمراحل قدرتنا على المحافظة على عقولنا كلما تقدمنا في السن، ومع وجود أعداد كبيرة من كبار السن قد يعني ذلك أننا قد نتعرض لموجة وشيكة من الأمراض التحليلية العصبية المرتبطة بالتقدم في العمر".
وعلى المستوى الاقتصادي، "لم تحدد تكلفة العلاج والعناية بمرضى الزهايمر في قطر ولكن يمكن تقديم أمثلة عن التكلفة الاقتصادية لمرض الزهايمر عبر مراجعة الأثر الاقتصادي لهذا المرض عالميا".
وبحسب تقرير الزهايمر العالمي لعام 2015، بلغ عدد مرضى الخرف في كل منطقة في العالم لعام 2015 الأرقام التالية: 10.5 مليون في أوروبا و9.4 مليون في الأمريكيتين و4 ملايين في إفريقيا و22.9 مليون في آسيا.
وأوضح الدكتور مرعي أنه نظراً لتحسين العناية الصحية في قطر والعالم وارتفاع عدد الكبار في السن، يتوقع ارتفاع التأثير الاقتصادي لمرض الزهايمر وغيره من أمراض الخرف بشكل حاد، وهذا سبب وجيه لإجراء البحوث عن علاجات أكثر فعالية لمرض الزهايمر.
وأضاف أن من شأن البحث الحالي المنظم في مركز البحوث الحيوية في جامعة قطر حول الخلايا الجذعية العصبية تقديم منتجات حيوية جديدة ذات قيمة تجارية مرتفعة في مجال العلاج الخلوي لأمراض الجهاز العصبي بما في ذلك إصدار الخطوط الأولية للخلايا الجذعية المـستحثة وافرة القدرة
والخاصة بقطر حيث يمكن استخدامها في اختبار الأدوية ونمذجة مرض الزهايمر.
أ.س/م.ب