

في ظروف صعبة واستثنائية، اسدل الستار أمس الأول على فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب في نسحته الـ31. نسخة أعادت الحياة للمشهد الثقافي في المنطقة، وحركت المياه الراكدة بسبب انقطاع الفعاليات الثقافية في مختلف أرجاء العالم بسبب تبعات جائحة كورونا.
معرض الدوحة هذا العام ترك الكثير من الآثار الإيجابية، خصوصا بعدما تحوّلت قاعات وردهات المعرض إلى مسرح كبير اجتمعت فيه ثقافات وحضارات الشعوب من مختلف أنحاء العالم، حيث سجل المعرض نجاحا كبيرا في دورة استثنائية بكافة المقاييس حملت شعار «العلم نور»، وجمعت خلالها -على امتداد 10 أيام - مشاركة 38 دولة و430 ناشراً مباشراً و90 توكيلاً غير مباشر.
المعرض الذي عرف تطبيق إجراءات احترازية مشددة شهد العشرات من الفعاليات والندوات، وصاحبته الكثير من الأنشطة الثقافية.
الشعار
البداية كانت من اختيار شعار الطبعة التي تواكب الذكرى الخمسين لمعرض الكتاب، والتي أقيمت تحت شعار «العلم نور»، والذي تعكس قصته أنه منذ الوهلة الأولى لخلق آدم، كان تعليم الأسماء كلّها نقطة الانطلاقة للإنسانيّة، وكانت كلمة «اقرأ» في بداية الرسالة المحمّديّة لحظة تجديد في تاريخ كلّ أمم العالم.
وكان الهدف من انعقاد معرض الدوحة الدولي للكتاب 2022 لتستمرّ مغامرة الإنسان في الاكتشاف والإبداع، حيثُ عرّف المعرض بآخر ما بلغته الإنسانيّة منْ تفكيرٍ وإبداع في جميع المجالات، فيكون الكتابُ نافذةً لشغف الباحثين والمبتكرين والعلماءِ والكتَّاب والأدباء بالمعرفة، ولقدرتهم على تحصيل العلم من أجل تطوير حياة مجتمعاتهم.
كُتَّاب «العرب» يتألقون
وشهد المعرض تدشين العديد من الكتاب القطريين لكتبهم في جميع المجالات، من الرواية والاقتصاد والعلوم والأبحاث، والقصص الترفيهية، وكان من بينهم كتاب «العرب»: د. درع الدوسري ومبارك الخيارين وآمنة البوعينين ونجاة علي وخالد حمد المري وأحمد الحمادي الذين دشنوا إصدارات جديدة.
وكانت لدور النشر القطرية مشاركات متميزة في المعرض، إذ شاركت كل من: دار الثقافة، ودار جامعة حمد بن خليفة للنشر، ودار كتارا للنشر، ودار جامعة قطر للنشر، بالإضافة إلى كل من دار روزا للنشر، ودار زكريت للنشر، ودار الوتد، ودار الشرق، دار نبجة، ودار نوى للنشر، وقامت الوزارة بدعم دور النشر المحلية من خلال إعفائها من التكلفة المالية المقدرة لاستئجار الأجنحة بالإضافة إلى تكلفة الخدمات التي تقدمها قاعات المعارض.
وشاركت دار روزا بـ 189 إصدارا، 80% منها لمؤلفين قطريين، ومن بينها 80 إصدارا جديدا كما نظمت الدار 40 حفل توقيع، في حين شاركت دار زكريت بـ 60 إصدارا.
مشاركات خليجية وعربية
على مستوى المشاركات الخليجية والعربية، شاركت الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ووزارة التراث والثقافة في سلطنة عمان، وكذلك هيئة الشارقة للكتاب، بالإضافة إلى مشاركة وزارات الثقافة في كل من المملكة المغربية والجزائر والسودان ومصر ممثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب ودار الكتب المصرية.
مشاركات دولية بالمعرض
وتمت للمرة الأولى مشاركة دور نشر أمريكية بالمعرض، كما شاركت سفارة إيطاليا بالدوحة بجناح خاص يهتم بعرض كتب الأطفال وإقامة أنشطة مميزه لهم، بجانب مشاركة معرض بولونيا الدولي لكتب الأطفال، الذي يعتبر أهم معرض لكتب الأطفال في العالم.
محطة للتواصل الاجتماعي
كان المعرض قدّ نظّم سلسلة من ورش العمل الافتراضية المتخصصة ضمن فعالياته التي عرضت برامجها كاملة على منصة «360 الدوحة» للجمهور من كلّ الفئات العمرية.
أصحاب الكلمة الجميلة
نظّم المعرض خلال أيام فعالياته سلسلة من حفلات تواقيع الكتب لإصدارات جديدة أبدع فيها العديد من الكتّاب والمفكرين الذين أهدوا جمهورهم نسخاً موقعاً في مشهد يعكس حرص أصحاب الكلمة الجميلة على أن يطلقوا إصداراتهم من المعرض.
إجراءات
وتميّز المعرض هذا العام بتنظيم استثنائيّ، حيث حرص على توفير بيئة مثالية لزوّاره اشتملت على أعلى معايير الإجراءات الاحترازية والوقائية التي تنسجم وجهود الدولة للحدّ من انتشار فيروس كورونا، حيث شكّل الحدث هذا العام مثالاً في دقّة التنظيم واستقبال الضيوف الذين تعاملوا مع إجراءات المعرض وما وفّره من ماسحات حرارية وإجراءات التسجيل ومنصاته التي تواجدت على كافة مداخله.
كما شددت على سلامة الناشرين واضعة سلسلة من الإجراءات الخاصة التي تحقق المستويات اللازمة من التباعد الجسدي، ووفرت أدوات التعقيم وغيرها من مستلزمات الوقاية والسلامة.
وكان المعرض قد سمح بدخول الأطفال في اليوم الخامس للمعرض، مع وضع عدة اشتراطات للحفاظ على سلامة الأطفال، منها السماح بدخولهم خلال الفترة المسائية من الساعة 4 إلى 9 مساءً، شريطة أن يكونوا بصحبة ذويهم المطعمين، أو على شكل مجموعات ضمن رحلات مدرسية مع مشرفين، كما تقرر ألا تتعدى نسبة الأطفال 15% من إجمالي الحضور في المعرض.
اقتناء الكتب
أثبت معرض الدوحة الدولي للكتاب من خلال الإقبال الكبير الذي شهده بأن هناك عودة للقراءة وإقبالا على الكتاب من طرف الشباب، حيث أثنت أغلب دور النشر المحلية والزائرة على الاقبال الكبير على اقتناء الكتب، وكثرة الطلب مقارنة بالطبعات السابقة. وأثار المعرض الدهشة إيجابيا بالأرقام التي سجلها فيما يخص بيع الكتب وكذلك فيما يخص الإقبال الكبير من الزوار الصغار في السن الذين يظهر عليهم حب القراءة والمطالعة.
مشاركات السفارات
عرف المعرض مشاركات أوسع لكل من سفارات فلسطين، وسوريا، واليابان، وكوريا الجنوبية، وجمهورية قيرغيزيا، وأندونيسيا، وروسيا، كما شاركت في الفعاليات جمهورية أذربيجان ممثلة في وزارة الثقافة.
حضور رسمي
شهدت دورة المعرض هذا العام، اهتماماً محلياً ودولياً كبيراً، حيث شهدت تشريف حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بزيارة إلى المعرض.
كما حظيت الطبعة بزيارات من وزراء ومسؤولين ساميين في الدولة، إضافة إلى زيارات رسمية لسفراء وقناصل وممثلي عدد من بلدان العالم، حيث زار السفير التركي بدولة قطر الدكتور مصطفى كوكصو المعرض وزار السيد عمر أحمد البرزنجي سفير جمهورية العراق لدى دولة قطر معرض الدوحة الدولي للكتاب.
وقام سعادة محمد ستري، سفير المملكة المغربية لدى دولة قطر بجولة في معرض الدوحة الدولي للكتاب. وزار المعرض سعادة السفير السيد فرانسوا جييوم سفير جمهورية هاييتي لدى دولة قطر وحرمه. وتجول في المعرض السيد فؤاد مورينا سفير جمهورية كوسوفو لدى دولة قطر، كما زار ناصر الغانم نائب سفير دولة الكويت لدى دولة قطر معرض الدوحة الدولي للكتاب.
وشهد المعرض زيارات من سفارة الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت ضيف الشرف في المعرض، إضافة إلى سفارات أخرى وحضر المعرض رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، وشخصيات ثقافية وأساتذة وباحثون عرب وأجانب