الباكر: نطالب بتحقيقات شاملة وتصحيح المشكلة جذرياً
26 أبريل المقبل أولى جلسات نظر النزاع في محكمة لندن
«القطرية تدافع عن سمائها أمام رياح إيرباص العاتية» هذا هو الوصف الذي ينطبق على الأزمة الحالية بين الناقلة الوطنية وعملاق صناعة الطائرات في العالم إيرباص. القطرية ترفع شعار الجودة والسلامة والأمان الذي تسير عليه منذ تأسيسها، في صراعها ضد عيوب الصناعة، التي قد تهدد هذا الشعار بقوة، هذه العيوب بصرف النظر عن قوتها أو ضعفها لا تقبلها القطرية على الاطلاق التي اعتادت على أعلى مستويات الجودة والكفاءة في الطائرات التي تملكها، ونظم الإدارة التي تطبقها لتسيير هذه الطائرات.
القطرية في سبيلها للدفاع عن هذه المعايير، التي مكنتها من أن تتبوأ التصنيف العالمي لشركات الطيران في العالم بجدارة، قامت باللجوء إلى القضاء للحفاظ على حقوقها المادية والمعنوية، حيث تحدد يوم 26 ابريل المقبل جلسة إجرائية امام محكمة بريطانية، يتم فيها تقديم كل ما يدعم موقف القطرية ضد عيوب طائرات A - 350.
620 مليونا تعويضات
الناقلة الوطنية تطالب خلال نظر النزاع بتعويض قدره حوالي 620 مليون دولار، وتوضح أنها بدأت في اتخاذ هذه الإجراءات القانونية في محكمة بريطانية ضد شركة إيرباص الأوروبية لصناعة الطائرات في محاولة لحل نزاع بشأن أضرار بسطح طائرات إيه 350.
السيد أكبر الباكر الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية طالب شركة إيرباص بشدّة بإعطاء الأولوية للتحقيقات في السبب الرئيسي لمسألة طائرات إيرباص A350، وإيجاد حل دائم في أقرب فرصة ممكنة لإصلاح الأضرار وتصحيح المشكلة جذرياً».
وتسرد القطرية جهودها لحل الخلاف وديا إلا أن جميع محاولاتها للتوصل إلى حل بناء مع إيرباص فيما يتعلق بحالة التدهور السريع لسطح طائرات إيرباص إيه 350 والتي تؤثر عليها سلبا باءت بالفشل. وتشدد على أنه بناء على ذلك لم يكن أمام الخطوط الجوية القطرية أي بديل سوى السعي لإيجاد حل سريع لهذا النزاع من خلال القضاء.
إيقاف تحليق 21
من أصل 53 طائرة
وتضيف القطرية إن الهيئة التنظيمية المحلية – هيئة الطيران المدني - أمرتها بوقف تحليق 21 من أصل 53 طائرة -A 350 وتطالب بتعويض 618 مليون دولار عن الطائرات الإحدى والعشرين المتوقفة، بالإضافة إلى أربعة ملايين دولار عن كل يوم.
كما طلبت من القضاة البريطانيين أن يأمروا إيرباص، ومقرها فرنسا، بألا تحاول تسليم المزيد من الطائرات حتى إصلاح ما تصفه بأنه عيب في التصميم وذلك بعد أن كشفت 5 شركات طيران أخرى على الأقل عن عيوب في سطح الطائرات أو طلائها منذ 2016. وإنه لا يمكنها تقييم جدوى أي إصلاحات مقترحة دون إدراك ملائم للسبب الأساسي للحالة.
وفي إطار جهودها للتخفيف من حدة هذه الأزمة على اسطولها وزيادة الطلب من المسافرين على شبكتها استعانت القطرية بطراز إيرباص A -380 لأول مرة منذ 18 شهراً بعد قرار الناقلة بإعادة هذه الطائرة إلى الخدمة لتلبية الإقبال الكبير على السفر بفترة الذروة في موسم الشتاء.
وعادت 5 طائرات على الأقل من أسطول الناقلة الذي يضم 10 طائرات من طراز إيرباص A380 إلى الخدمة بشكل مؤقت، اعتباراً من 15 ديسمبر 2021 بهدف دعم عمليات الناقلة إلى عدد من الوجهات الرئيسية خلال الشتاء، مثل لندن وباريس.
وتواجه الناقلة الوطنية لدولة قطر قصوراً كبيراً في أسطولها من الطائرات، نتيجةً لإيقاف 19 من طائراتها من طراز إيرباص A350 وذلك بسبب مشاكل في السطح تحت الطلاء الذي يتضرر بوتيرة أسرع من المعتاد، ووفقاً للتكليف الصادر من قبل الهيئة العامة للطيران المدني.
كما أعادت الناقلة مؤخراً عدداً من طائراتها من طراز إيرباص A330، في أعقاب الزيادة المتواصلة في أعداد المسافرين.
السيد أكبر الباكر الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية يعلق على هذا الخلاف مع إيرباص بقوله «لم يترك إيقاف عدد كبير من طائرات الخطوط الجوية القطرية من طراز إيرباص A350 أي خيار أمامنا سوى اتخاذ قرار بعودة عدد من طائرات إيرباص A380 لخدمة الرحلات إلى مجموعة من الوجهات الرئيسية خلال الشتاء وبشكل مؤقت. مشددا على أن إيقاف بعض طائرات A350 كان بسبب مشاكل في السطح تحت الطلاء الذي يتضرر بوتيرة أسرع من المعتاد، وهذه القضية ما تزال مسألة لم يتم البت فيها بين الخطوط الجوية القطرية وشركة إيرباص التي لم تتوصل بعد للسبب الرئيسي لهذه المشكلة.
إعادة A380 إلى الخدمة
الباكر يؤكد أن اتخاذ القرار بإعادة طائرات A380 إلى الخدمة يبرز جسامة مسألة طائرات A350، بالرغم من أنه قرار مؤقت قصير الأمد يهدف إلى دعم توازن عملياتنا بما يلبي المتطلبات التجارية. كما أن هذا القرار لا يعني إعادة أسطول طائراتنا من طراز A380 إلى الخدمة، حيث إن الهدف الرئيسي لإيقافها في بداية جائحة كوفيد-19 كان للمساهمة في الاعتماد أكثر على الطائرات التي تعمل بمحركين وتتسم بالكفاءة في استهلاك الوقود».
ويضيف الباكر: «أحد أهم المزايا التي يتسم بها أسطول طائراتنا مرونته العالية وتنوعه. ويعني هذا الأمر أننا لا نعتمد على نوع محدد من الطائرات، مما يمكننا من إيجاد توازن بين المتطلبات التجارية والمسؤولية للمحافظة على البيئة وتشغيل أسطول مستدام في جميع الأوقات.
مضيفا نتطلع قدماً إلى الالتزام بإيجاد حلول بديلة لدعم الإقبال على السفر والمحافظة على أعلى مستويات الاستدامة وتجربة المسافرين.
ودعا الباكر شركة إيرباص بشدّة إلى إعطاء الأولوية للتحقيقات في السبب الرئيسي لمسألة طائرات إيرباص A350، وإيجاد حل دائم في أقرب فرصة ممكنة لإصلاح الأضرار وتصحيح المشكلة جذرياً».
رد فعل غير متوقع
من جانبها وفي رد فعل غير متوقع لا يعكس العلاقة بين الجانبين قامت إيرباص بالغاء عقد مع الخطوط الجوية القطرية لشراء 50 طائرة من طراز A321 نيو في وثيقة أولية للمرافعات قُدمت خلال جلسة تحديد موعد نظر نزاع طائرات إيه 350 في دائرة تابعة للمحكمة العليا في بريطانيا الخميس الماضي، وتؤكد الخطوط القطرية أن سعي إيرباص لتوسيع وتصعيد النزاع حول الطائرات إيه 350 بإلغاء عقد طائرات إيه 321، أمر يدعو للأسف والإحباط.
ويقول متحدث باسم إيرباص «نؤكد أننا أنهينا بالفعل عقد 50 طائرة من طراز إيه321 مع الخطوط الجوية القطرية بما يتفق مع حقوقنا».
وطلبية طائرات إيه 321 تنبثق عن صفقة جرى توقيعها أولا قبل عشر سنوات تقريبا وكانت قيمتها حينها 4.6 مليار دولار وقفا لقائمة الأسعار الخاصة بالمصنّع. وعُدّلت في وقت لاحق لتبديل عشر طائرات إيه321 بنسخة أحدث.
وتقول الخطوط الجوية القطرية إن طائرات إيه321 ستساعدها في تسيير رحلات إلى أسواق جديدة ليس بها طلب كاف حاليا على الطائرات الأكبر حجما، ولكنها أبعد من المسافات التي يغطيها طراز إيه 320 الأصغر.
الناقلة الوطنية: إعادة بناء شبكة الوجهات في 140 وجهة
تواصل الناقلة الوطنية لدولة قطر إعادة بناء شبكة وجهاتها حيث تسيّر رحلاتها حالياً إلى أكثر من 140 وجهة عالمياً. ومع الحرص على زيادة عدد رحلاتها إلى الوجهات العالمية الرئيسية، تتيح الناقلة للمسافرين خيارات سفر متنوعة مع إمكانية تغيير خطط ووجهة السفر بكل سهولة ويُسر عندما يرغبون بذلك.
وحصدت الخطوط الجوية القطرية جائزة «أفضل شركة طيران في العالم» ضمن جوائز سكاي تراكس العالمية 2021، إلى جانب الفوز بخمس جوائز أخرى، وهي: «أفضل درجة رجال أعمال في العالم»، و»أفضل صالة لدرجة رجال الأعمال في العالم»، و»أفضل مقعد على درجة رجال الأعمال في العالم»، و»أفضل خدمات طعام على درجة رجال الأعمال في العالم»، و»أفضل شركة طيران في الشرق الأوسط». وواصلت الناقلة الوطنية لدولة قطر مكانتها في صدارة شركات الطيران العالمية بعد الفوز بجائزة الأفضل في العالم للمرة السادسة في تاريخها (2011 و2012 و2015 و2017 و2019 و2021). كما حصل مطار حمد الدولي على جائزة «أفضل مطار في العالم لعام 2021»، حيث حصد المرتبة الأولى بين المطارات خلال حفل توزيع جوائز سكاي تراكس للمطارات لعام 2021.
وقد أصبحت الخطوط الجوية القطرية أول شركة طيران دولية تحصل على تصنيف 5 نجوم في «تدقيق تدابير السلامة الخاصة بكوفيد - 19 على مستوى شركات الطيران» من سكاي تراكس. ويأتي ذلك في أعقاب النجاح الذي حققه مطار حمد الدولي كأول مطار في الشرق الأوسط وآسيا يحصل على تصنيف 5 نجوم في «تدقيق تدابير السلامة الخاصة بكوفيد-19 على مستوى المطارات». ويؤكّد ذلك للمسافرين في جميع أنحاء العالم؛ أن إجراءات وتدابير الصحة والسلامة في الناقلة القطرية تخضع لأعلى المعايير الممكنة من حيث التدقيق والتقييم المهني والمستقل.