«بنات القدس» يمزجن الفن بالنضال في «دريشة»

alarab
محليات 23 ديسمبر 2022 , 12:35ص
حامد سليمان

رغم الحدود والتحديات التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين، لم يمنع ذلك 33 فتاة فلسطينية من حمل قضيتهن خارج فلسطين بغنائهن وبعزفهنّ لحنًا يُعبرنّ من خلاله عن قضايا الحرية والمقاومة والعدالة. 
شاركت فرقة «بنات القدس»، في حفل ثقافي خلال مهرجان دريشة للفنون الأدائية بمؤسسة قطر، وعرض المهرجان أغاني وطنية وفلكلورية وعربية وشعبية، مصحوبة بمعزوفات متنوعة على آلات موسيقية شرقية، مثل القانون والعود والكمان، ومستلهمة من النضال الفلسطيني. 
وقالت بدور اليتيم، 25 عامًا، التي انضمت مؤخرًا لفرقة «بنات القدس»: «يسعدني تمثيل بلدي فلسطين في فعاليات ثقافية وتعليمية في الخارج، نحن كفلسطينيين لدينا رسالة وقضية مهمة، وعلى كل فرد منا أن يمثلها، مهما اختلفت الوسيلة التي يعبر بها»، لافتة إلى أن السفر خارج فلسطين لم يكن سهلًا بالنسبة لبدور وزميلاتها، كونهنّ يحملنّ جوازات سفر فلسطينية غير معترف بها في أغلب دول العالم. 
وعن تجربتها تحدثت اليتيم: «غالبًا ما تستغرق رحلاتنا عدة ساعات، وقد تزيد لأيام، وذلك بسبب نقاط التفتيش الأمني والقيود التي تضعها قوات الاحتلال الإسرائيلي، ولعدم وجود مطار داخل فلسطين للسفر عبره». 
وأشارت إلى أن المواجهات مع الاحتلال، تؤثر على الصحة النفسية والحياة اليومية لكافة المواطنين، لكن هذا لا يدعوهم للاستسلام، وقالت: «بالرغم من التحديات التي نواجهها داخل فلسطين، لا نتراجع، ونعثر دائمًا على وسائل أخرى لإيصال أصواتنا للخارج». 

الفن جزء من الهوية 
اختارت فرقة بنات القدس من فلسطين الموسيقى والعزف والغناء كسلاح لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وقالت سهيد عزه، إحدى المشاركات في العرض: «تمثل الأغاني والألحان جزءًا من هوية الشعب الفلسطيني وثقافته، ولذلك، اتخذناها وسيلة للتعبير عن ثقافة النضال». 
وتابعت عزه: «بعيدًا عن ازدواجية المعايير التي يروج لها الإعلام اليوم عن فلسطين، يمكننا من خلال الموسيقى التحدث عن الأسرى، والشهداء، والحضارة والثقافة الفلسطينية».
وأضافت: «الموسيقى هي أداة للمقاومة ولتمثيل فلسطين بطريقة تكسر الصورة النمطية عنها، ونرغب من خلال مشاركتنا في المهرجان إلى نشر رسالتنا بطريقة سلمية من خلال الغناء والموسيقى، لأننا نعتقد بأنها الوسيلة التي تلامس قلوب الناس بصدق». 

الكوفية على الكتف 
 بدورها قالت عايدة قنبر، 23 عامًا، التي التحقت بالفرقة منذ تأسيسها، وتمارس الغناء من عمر 12 عامًا: «لطالما أحببت الموسيقى، وتسعدني المشاركة في فعاليات عربية وعالمية، لتقديم فن يمكننا من خلاله مشاركة قضيتنا الفلسطينية مع العالم».
بالرغم من صعوبة رحلة الوصول إلى قطر، وعدم تمكن بعض الفتيات من الانضمام للمشاركة في المهرجان، إلا أن قنبر وزميلاتها يحرصن على تقديم فن يساهم في نشر الثقافة الفلسطينية بطريقة جميلة، مشيرةً إلى أن مشاركتهن في مهرجان دريشة للفنون الأدائية في مؤسسة قطر بمثابة فرصة لا تعوض، وتحديدًا لكونه يتزامن مع بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022™. 
وقالت قنبر: «تواجدنا بالدوحة في الوقت الذي يُنظم فيه حدث عالمي كالمونديال أتاح لنا فرصة التواصل مع جمهور أكبر من مختلف الثقافات والبلدان، ومشاركتهم ثقافتنا الفلسطينية».
وتابعت: «لم أشهد تضامنًا مع الشعب الفلسطيني كالذي رأيته في قطر، وجميعنا شعرنا بصدق ومحبة الشعب القطري وأفراد المجتمع هنا لفلسطين سواء من مواطنين أو مقيمين، وحلمهم بتحريرها رغم كل الظروف». 
واختتمت قنبر: «أكثر ما أحببته بتواجدي في قطر، أنني استطعت وضع الكوفية الفلسطينية على كتفي، ورفع علم فلسطين دون خوف وتردد، حيث لا يسمح لنا بذلك داخل فلسطين. وجود العلم الفلسطيني في كل مكان، وبأيدي الجميع هو أمرٌ يبعث الأمل في نفوسنا».