بلوعة الشوق وشغف الإثارة تابع ملايين اليمنيين مونديال كأس العالم فيفا قطر 2022 في عدد من المحافظات اليمنية رغم الحرب والأوضاع الصعبة التي يعيشها اليمن منذ أكثر من ثماني سنوات، لكن ذلك لم يمنعهم من المتابعة والتشجيع والمؤازرة في الساحات والأماكن العامة في المدن والأرياف والجبال والسهول، من خلال نصب شاشات عملاقة قامت بدعمها السلطات المحلية في المحافظات وكذلك المؤسسات التجارية، حتى تكون أجواء مونديالية مصغرة يعيش معها الصغار والكبار من اليمنيين شهرا من المتعة لتنسيهم ولو القليل من الأحزان والمعاناة المعيشية التي يتجرعونها بشكل يومي جراء هذه الحرب الغاشمة، والتي ألقت بتأثيراتها أيضا على مختلف الجوانب الحياتية،لاسيما الجانب الرياضي المدمر.
ومن خلال صحيفة ( العرب) القطرية قمنا ببعض الاستطلاعات مع نجوم الكرة والإعلام لرصد الانطباعات و الآراء وخرجنا بهذه الحصيلة، حيث كانت البداية مع الأستاذ/عبدالله مهيم وكيل مساعد قطاع الشباب بوزارة الشباب والرياضة اليمنية الذي تحدث لنا قائلا: «أولًا نبارك للأشقاء في دولة قطر هذا النجاح الكبير، كما نبارك لأنفسنا كعرب، فنجاح قطر في استضافة بطولة كأس العالم مفخرة لكل الدول العربية والإسلامية».
وأضاف مهيم: «لقد أبهرت قطر العالم كله، ونالت كل درجات الإعجاب، بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء، والمشككين قبل الداعمين، بعد أن قدمت للعالم مونديالا رائعا بكل ما تعنيه الكلمة، واستطاعت من خلال التجهيزات الرائعة والتنظيم والعمل الاحترافي، أن تجعل من هذه النسخة القطرية العربية أفضل بطولات كأس العالم على الإطلاق منذ انطلاقتها قبل نحو قرن من الزمن».
تفوق مُبهر
رئيس اللجنة الإعلامية بالاتحاد اليمني لكرة القدم معاذ الخميسي كان أحد الحاضرين في مونديال قطر ممثلًا للإعلام اليمني عبر الفيفا، حيث عبر لنا عن مدى إعجابه مما شاهده وعايشه خلال أيام البطولة قائلًا: «لقد كانت البدايات المبهرة ونهاياتها مشرقة ومُشرفة ومُدهشة، وكان كتاب المونديال مُنذ البدايات حافلا بالنجاحات..والانتصارات، وضربا قاسيا للرهانات التي أرادت الاخفاقات، كما كان أيضا تفوقا مُبهرا للتحديات والمستحيلات».
وأضاف الخميسي: «لقد أشبعني جداً تصريح رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا السيد (انفانتينو) وشعرت بأن حديث المسؤول الأول عن أهم وأكبر حدث كروي عالمي يملأ أحاسيس الانتماء لهذا الوطن العربي الكبير بالفخر والاعتزاز عبر الدوحة «.
«شعبنا اليمني يثبت أصالته»
أما نجم الكرة والمنتخبات اليمنية الكابتن / علاء الصاصي فقد عبّر عن إعجابه الشديد بمونديال قطر ومتابعة واهتمام اليمنيين الكبيرة له حيث قال:
«إذا كان رئيس الفيفا أعلن أن هذه هي أفضل نسخة كأس عالم حدثت في تاريخ البطولة، فهذا يعبر عن فخر كل العرب بهذا الحدث والأجواء التي كانت مشبعة بالمفاجآت في بطولة استثنائية مثل هذه، كما أننا في نفس الوقت نتحسر على شعبنا ووطننا الذي انهكته الحروب والأزمات وأصبحت كرة القدم هي الوحيدة من تجمعه».
مبادرة الهلال الأحمر القطري باليمن
كما كان لجمعية الهلال الأحمر القطري - مكتب اليمن، حضور كبير خلال هذا المونديال حيث بادر بفكرة أسماها (مونديال قطر فرحة للجميع)
لتتيح هذه المبادرة للناس مشاهدة مجانية لفعاليات كأس العالم، حيث تضمنت نصب شاشات عرض في 10 محافظات يمنية لعدد 15 موقعا، تخللتها تنفيذ أنشطة متعددة تمثلت بتوزيع جوائز يومية واسبوعية في المواقع، وكذلك عرض فلاشات توعية خلال فترات العرض بالإضافة إلى إقامة دوري محلي يتزامن مع المونديال وتوزيع الميداليات والكؤوس على الفرق واللاعبين وتوزيع الشهادات على المنظمين.
وحول هذه المبادرة التقينا نبيل الحمودي مسؤول الإعلام والاتصال في الهلال الأحمر القطري – مكتب اليمن حيث قال: «لكرة القدم سحرها وشعبيتها وللمونديال العالمي فعله وأثره، وبهدف التخفيف عن معاناة اليمنيين.
المونديال بـ تعز (متنفسًا)
قالت الإعلامية مها البرطي: «المونديال في تعز له طعم آخر، وكما تعلمون تعد الرياضة والأحداث الرياضية متنفسا للسكان هنا خاصة مع الحرب والحصار“.
وأضافت: «انتظر السكان هذه المناسبة العالمية بفارغ الصبر ولأنها لأول مرة تقام في بلد عربي فقد كان الحماس مضاعفا للمشاهدة، حيث انتشرت شاشات العرض في عدد من الأماكن كالمقاهي الشعبية والمتنزهات والحارات وغيرها، وعاش معها السكان مونديالا استثنائيا بتألق منتخب عربي حلق بأحلام السكان إلى البعيد“.