

نظم معهد الدوحة الدولي للأسرة، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، سلسلة من حلقات النقاش الشبابية الإقليمية في ثلاث دول عربية تحت عنوان: «آراء الشباب حول الزواج وتحدياته».
أولى هذه الحلقات النقاشية كانت في المغرب، بالتعاون مع المعهد الوطني للعمل الاجتماعي بـ «طنجة»، ثم أقيمت الثانية في الأردن بالشراكة مع المجلس الوطني لشؤون الأسرة، قبل أن تقام الحلقة الأخيرة في دولة قطر بالتعاون مع مركز مناظرات قطر.
وتنوعت مشاركات الشباب في الحلقات النقاشية بين الحضور الشخصي والإلكتروني من مختلف الدول العربية والذين تبادلوا وجهات النظر حول الزواج وتطلعاتهم إليه، والعوامل الاجتماعية والاقتصادية التي يعتقدون أنها تؤثر على العلاقات الزوجية، والتحديات التي يواجهونها.
وأكدت الدكتورة شريفة نعمان العمادي، المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة، على أهمية إنشاء بنية تحتية اجتماعية تدعم تكوين الزيجات الصحية والحفاظ عليها، لافتة إلى أن الزواج هو أساس الأسرة السليمة والمجتمع القوي.
وأوضحت أنه مع تغير المفاهيم والمواقف تجاه الزواج وما تشهده مؤسسة الزواج من تحولات بسبب التغيرات التكوينية التي تطرأ على مجتمعات اليوم والاتجاهات الاجتماعية المستجدة، أصبحت هناك حاجة إلى تغيير نظرة الشباب إلى هذه المؤسسة، مشيرة إلى أن مثل هذه الحلقات النقاشية تمنحنا نظرة معمقة حول آراء جيل المستقبل بشأن الزواج، وهذا الفهم يساعد في الدفاع عن السياسات الملائمة وأنظمة الدعم.
وعبرت الدكتورة شريفة العمادي عن سعادتها بما لمسته من الشباب العربي المشارك وما يتمتع به من فهم عميق وفكر متقدم ينتمي إلى ثقافات متنوعة، ما أضاف زخماً وتنوعاً على النقاشات، معربة عن تطلعها لمشاركة نتائج هذه النقاشات التي تم التوصل إليها قبيل انعقاد المؤتمر الدولي الذي ينظمه معهد الدوحة الدولي للأسرة في فبراير 2021.
وحول الحلقة النقاشية التي أقيمت في المغرب، أوضحت السيدة ثورية حسام، أستاذة التعليم العالي بالمعهد الوطني للعمل الاجتماعي بطنجة، أن الحلقة استعرضت آراء مهمة من الشباب المتزوج وغير المتزوج، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 سنة نتج عنها ورشة عمل غنية للغاية، استغرقت وقتاً أطول مما هو مخطط له، بسبب حماس الحاضرين ومشاركتهم.
وعن الحلقة التي أقيمت في الأردن، قالت السيدة أفنان حلوش، مدير المشروع في مركز شرق وغرب للتنمية المستدامة، إن الباحثين طرحوا أسئلة أثرت الحوار، وسمحت للمشاركين بمناقشة الموضوع من وجهات نظر مختلفة والتفكير فيه والتعبير عن آرائهم بشكل مريح، موضحة أن النقاش تطرق إلى الآثار الاجتماعية والاقتصادية لجائحة كورونا (كوفيد - 19) على الزواج في الأردن وأثر التقنيات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي على الحياة الزوجية، بالإضافة إلى الخطوات التي يمكن أن تتخذها الدول للتصدي لهذه التحديات.
أما عن الحلقة الثالثة التي أقيمت في دولة قطر، فعلقت السيدة نادية درويش، من مركز مناظرات قطر، بقولها إن هذه الحلقة أتاحت الفرصة للشباب لعرض التحديات التي تواجههم في الزواج، خاصة أنهم المعنيون المباشرون بهذه الصعوبات على اختلاف البيئة والظروف.
وبينت أن مثل هذه الحلقات النقاشية التي تعقد مع الشريحة المطلوبة تجعل منها أكثر فعالية من ناحية التطبيق على أرض الواقع، فمن خلال النقاش مع الشباب يتم تجميع الآراء التي تؤخذ بعين الاعتبار أثناء اتخاذ القرارات الصادرة من الدولة، ومناقشة المشاكل والتحديات الحالية للشباب سواء العادات والتقاليد والطرق التقليدية وغير التقليدية لاختيار الشريك، وأهمية الزواج وعلى من تقع مسؤولياته، وأسباب تأخر الزواج، وغيرها.