نظم فرع الثقافة والفنون برابطة خريجي جامعة قطر وفريق بحث الدراسات البينية بكلية الآداب والعلوم، بالتعاون مع الملتقى القطري للمؤلفين ندوة ثقافية بعنوان: الأدب يفكر في الكرة (كأس العالم يجمعنا: ثقافة – رياضة – فكر) شارك في الندوة كل من الدكتور محفوظ عمارة، المتخصص في الرياضة بكلية التربية في جامعة قطر، د. عماد عبد اللطيف أستاذ متخصص في بلاغة الجمهور بكلية الآداب والعلوم في جامعة قطر، وعبد الله الملا، مدير المتحف الأولمبي والرياضي، والأستاذة خديجة المطري، رياضية ومهتمة بعلاقة الأدب بالرياضة، وأدارها الدكتور عبد الحق بلعابد رئيس الفريق البحثي في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة قطر.
حضر الندوة التي انطلقت بالتزامن مع انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم فيفا قطر 2022، خولة مرتضوي، رئيس فرع الثقافة والفنون برابطة خريجي جامعة قطر وعيسى عبد الله، مدير التخطيط والبرامج والشؤون الإدارية في الملتقى القطري للمؤلفين.
وقالت الأستاذة آمنة عبد الكريم، نائب رئيس فرع الثقافة والفنون برابطة خريجي جامعة قطر: «استضافت هذه الندوة نخبة من المتخصصين والمهتمين بعالم الرياضة وكرة القدم، وتناولت العلاقة العلمية والمعرفية والثقافية الموجودة بين الأدب والرياضة عامة، وبينت كيف يمكن للأدب من خلال المتاحف العامة والمتخصصة التفكير في رياضة ما، وجعلها قريبة من الجمهور.
وأضافت: إن الندوة بينت كيف يمكن للجمهور أن يصنع بلاغته، وأن تشكل الحركة الفنية للاعب لوحة فنية معبرة عن قدرات الإنسان الابتكارية لتحقيق التقارب بين الشعوب ثقافيا وحضاريا.
وقال الدكتور عبدالحق بلعابد رئيس الفريق البحثي في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة قطر: «الأدب يفكر في الكرة، هذا سؤال عميق، مما جعل من الفلاسفة يحبونها ويكتبون عنها، لأنها تجمع بين السعادة والمتعة والتوتر، لهذا قال عنها جون بول سارتر (في لعبة كرة القدم كل شيء يصبح معقدا عندما يقابل فريقان في ساحة اللعب).
وأضاف د. بلعابد: «هذا الشغف لم يكن عند الغرب فقط، فكبار الأدباء والمثقفين العرب اهتموا بها، فهذا نجيب محفوظ كان من المولعين بكرة القدم حتى أصبح قائد فريقه كما ذكر ذلك في مذكراته، والمفكر عبد الله العروي كتب رواية (الفريق)، وقبله الكاتب الجزائري رشيد بوجدرة الذي كتب رواية سماها (ضربة جزاء)، لافتا إلى أن الشاعر محمود درويش بشعره المقاوم يرى بأن كرة القدم، لا تقل شغفا عن هذه المقاومة، لهذا وصفها بأنها (أشرف الحروب). وبهذا نصل للقول إن كرة القدم لها أدب جامع للشعوب، يحمل رسالة تدعو لفلسفة فن التعايش المشترك، والتنوع الثقافي في ظل هذا العالم المتعولم».
وقال الدكتور عماد عبد اللطيف أستاذ متخصص في بلاغة الجمهور بكلية الآداب والعلوم في جامعة قطر: «نحن على مشارف الحدث العلمي كأس العالم فيفا قطر 2022، عن دور خطاب جمهور كرة القدم، داخل الملاعب وخارجها، والاستجابات المتعددة التي يلقيها سواء في هتافاته أو تصفيقه، أو تلك الأغاني الحماسية التي تلهب المدرجات، وكلها تشكل خطابات بليغة قابلة للدراسة والتحليل، وبهذا فهذه الخطابات تساعد على التواصل والتعايش بين الشعوب، في ظل التنوع الثقافي ونبذ العنف والكراهية».
وبين الدكتور محفوظ عمارة، المتخصص في الرياضة بكلية التربية في جامعة قطر، كيف يمكن للرياضة عامة، وكرة القدم خاصة أن تكون تعبيرا حضاريا وثقافيا عند الشعوب والأمم وتخلق طاقة إبداعية يستلهم منها الأدباء والفنانون والمثقفون عامة، لخلق تقارب بين المشجعين في الفعاليات الرياضية، ومنها كأس العالم على وجه الخصوص.
بينما تحدث عبد الله الملا، مدير المتحف الأولمبي والرياضي، عن التحفة الرائعة في سلسلة متاحف قطر، وهو متحف قطر الأولمبي والرياضي، وكيف جمع بين روح الإبداع الرياضي، وفلسفة الجمال في مقتنياته ومعروضاته النادرة والخاصة، التي تؤرخ للإنسانية من الجانب الرياضي، كما تؤرخ لكرة القدم منذ أول كأس عالم، ضمن الفعاليات الرياضية والثقافية المصاحبة لكأس العالم فيفا قطر 2022، التي سيتمتع بها كل الزوار والمشجعين.
وتحدثت خديجة المطري، رياضية ومهتمة بعلاقة الأدب بالرياضة، عن شغفها بالرياضة وبالأدب والعلاقة الجامعة بينها في تجربتها الإبداعية والرياضية، وخاصة أن لها إسهامات في هذين المجالين، كما تحدثت عن أهم الروايات العالمية والعربية التي جعلت الرياضة وكرة القدم موضوعا سرديا لها.