تفاجأت جماهير كرة القدم حول العالم، باحتساب وقت بدل ضائع كبير جداً في المباريات الأربع التي أُقيمت في الجولة الأولى من بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022، لكن في الحقيقة، إن الوقت المحتسب بدل الضائع دقيق جداً، بحسب إحصائيات وتقنية حديثة، حيث يرى» فيفا» أن إهدار الوقت وعدم لعب كرة القدم بدون انقطاع في المباريات يؤثر على شعبية كرة القدم حول العالم.
لا غرابة هنا إذا رأينا احتساب 57 دقيقة في 4 مباريات في اليوم الأول والثاني من منافسات كأس العالم بقطر، ما يعني أن كل مباراة احتسب فيها وقت بدل الضائع، حوالي 14 دقيقة، وهو رقم يراه البعض مبالغاً فيه، لكن في نهاية الأمر تم إهداره بالفعل، ولا مانع من احتسابه، حتى يعتاد اللاعبون أن أي ثانية توقف سيتم احتسابها، ويلعبون كرة القدم بشكل سريع، وشهدت مباراة ويلز وأمريكا بالفعل في شوطها الأول عدم احتساب أي دقيقة وقت بدل ضائع
العلي يعقب
حكمنا الدولي السابق جمعة العلي، يعقب على احتساب الوقت الضائع بدقة، بقوله: إن ما أقدمت عليه لجنة الحكام بالفيفا، تعليمات وليست تعديلات في أي من مواد قانون التحكيم في كرة القدم، خاصة باحتساب كل وقت مهدر في حالة ادعاء اللاعبين الإصابة، ومن يؤخر اللعب بشكل متعمد، والتبديلات أيضا فكل تبديل يُحتسب له وقت بدل ضائع 35 ثانية، وهنا يقوم حكام الــ VAR باحتساب كل ثانية ضائعة، وعند تنفيذ ضربات الجزاء كذلك.
وأضاف العلي من مصلحة الفريق الفائز، ألا يحتسب الوقت بدل الضائع، ولهذا كان الفيفا دقيقا في ذلك فما ذنب الفريق الخاسر أثناء سير المباراة، ومن المؤكد أن من مصلحته احتساب كل ثانية، لتعويض تأخره في النتيجة، وهو ما رعاه الفيفا بضرورة احتساب الوقت بدل الضائع بدقة.
وشدد العلي على أن هذه التعليمات في صالح لعبة كرة القدم، وتأتي لتعزيز دور الــ VAR، الذي أرسى كثيراً من العدالة، وإضافة كل ثانية ضائعة هي تعزيز لمفهوم العدالة بقوة، موضحاً أن الفيفا لم يعدل أي مادة من مواد التحكيم وما هي سوى تعليمات، للحكام جميعاً.
وعن مستوى التحكيم في المباريات التي أُقيمت حتى الآن قال العلي: مستوى التحكيم لا نقول «ممتاز» بل هو «جيد جداً»، وحكم المباراة الافتتاحية الإيطالي دانييلي أورساتو، كان ممتازا وخرج بالمباراة بشكل محترم وجيد.
أشاد العلي بحكمنا الدولي القطري عبدالرحمن الجاسم قائلاً:» عبدالرحمن كان رائعاً، وتمتع بثقة وهدوء كاملين»، وسيطر على المباراة دون تشنج، وهو ما يميزه، وهذا يأخذنا لمنحى آخر أن الفيفا ينصح الحكام باستخدام « لغة الجسد» أي مثلا ينظر الحكم للاعبين بدون عصبية وهو مبتسم، ليكتسب اللاعب هذا الانطباع، ويبقى أطراف المباراة في تركيز كامل في كرة القدم فقط، دون سجالات ومعارك جانبية وعصبية بين الجميع.
كولينا يوضح
كشف الحكم الإيطالي بييرلويجي كولينا الأسبق، ورئيس لجنة حكام الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا» في تصريحات إعلامية، أن “ما فعلناه بالفعل في روسيا 2018، كان يستهدف حساب الوقت بدل الضائع بشكل أكثر دقة، وقلنا للجميع ألا يندهشوا إذا رأوا الحكم الرابع يرفع لوحته برقم كبير مثل 6 أو 7 أو 8 دقائق في الوقت البدل الضائع».
وأضاف: “إذا أردت وقت لعب أكثر نشاطاً، يجب أن تستعد لرؤية أرقام كهذه في الوقت الضائع، فكر بمباراة شهدت 3 أهداف، الاحتفال عادة يأخذ دقيقة أو دقيقة ونصف، وبتسجيل 3 أهداف أنت تفقد 5 أو 6 دقائق”.
وواصل: “ما نريده هو حساب الوقت المهدر بشكل دقيق في نهاية كل شوط، ويمكن للحكم الرابع أن يحتسبه، قمنا بذلك في روسيا ونتوقع نفس النجاح في قطر”.
وأردف: “أنا لا أتحدث عن تدخلات تقنية الفيديو، فحكام الفيديو المساعدون هم من يحتسبونه بطريقة دقيقة للغاية”.
واختتم: “حتى حينما كنت حكماً، كانت المعلومة عن ذلك الوقت تأتي من الحكم الرابع، فأنت كحكم ساحة يجب أن تركز أكثر على ما يحدث في المباراة، الحكم الرابع يمنحك الوقت التقريبي وأنت من يقرر”.
كرة أكثر متعة
ويهدف «فيفا» من وراء كل ذلك أن تكون هناك كرة قدم أكثر متعة وإثارة، لتستمر على جاذبيتها للجمهور المحب للعبة، ومنع كل الفرق من إضاعة الوقت بشكل متعمد أحياناً، فتظهر بعض من المباريات بشكل ممل، وأقل إثارة وقوة، فيرى الاتحاد الدولي لكرة القدم أن الفريق المتـأخر في نتيجة المباراة لا ذنب له، وعليه سيتم احتساب كل وقت مهدر في المباراة ومن ثم إضافته بنهاية كل شوط، وهو ما رأيناه في المباريات التي أُقيمت حتى الآن.