513 شركة في قطاعات الزراعة والنقل والاتصالات والطاقة والسياحة
كروة تبدأ تصنيع المرحلة الأولى من حافلات كأس العالم قطر 2022
«ديار رأس الحد» وجهة سياحية مميزة في المنطقة والعالم
الميرة.. وخطط جديدة لتوفير الأمن الغذائي والمواد الاستهلاكية
علاقات اقتصادية مميزة ومثال يحتذى به للحفاظ على المصالح المشتركة.. تلك هي العلاقات الاقتصادية القطرية العمانية، التي تواصل التحليق في سماء العلاقات المميزة بين البلدين في جميع المجالات.
ويعكس التعاون التجاري والصناعي والاستثماري بين البلدين، رغبة صادقة من جانب مجتمع رجال الأعمال القطري والعماني، بالانتقال بالعلاقات الاقتصادية بين الجانبين من مستوى العلاقات الأخوية المتميزة إلى مستوى العلاقات الاستراتيجية والشراكات الاقتصادية، التي تترجم الطموحات والتطلعات المشتركة إلى مشروعات وكيانات اقتصادية عملاقة تعود بالنفع والفائدة على الاقتصاد الوطني في كلا البلدين.
ويترجم هذه العلاقات وجود 513 شركة مشتركة تعمل في كلا البلدين، تشمل قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية والنقل والاتصالات والطاقة والسياحة والتعليم والإنشاءات والخدمات المصرفية وصناعة مواد البناء.
وبلغ التبادل التجاري بين البلدين العام الماضي ما يقارب 490 مليون ريال عماني حسب ما أفادت غرفة تجارة وصناعة عمان، وبلغ إجمالي الصادرات العمانية إلى قطر 234 مليون ريال عُماني، وتوزعت في مواد البناء والمحاجر والمعادن والقمح، وفيما يتعلق بواردات السلطنة من دولة قطر فقد بلغ إجمالي قيمتها 256 مليون ريال عُماني خلال العام الماضي، وسجلت قطاعات الألمنيوم والمعادن والأدوية الطبية الأعلى بين الواردات.
مشاريع طموحة لمسيرة التعاون
يرتبط البلدان على مستوى القطاع الخاص والحكومة بمجموعة من المشاريع الطموحة التي تمثل أساسا للتعاون لعل أهمها المشروع الاستثماري المشترك لإنتاج الحافلات والباصات بمنطقة الدقم الاقتصادية بالسلطنة.
ومن المشاريع السياحية التنموية التي تنفذ داخل السلطنة مشروع ديار رأس الحد، وتطوير المنطقة لتكون وجهة سياحية مميزة في المنطقة، وجاء المشروع بشراكة بين الشركة العُمانية للتنمية السياحية (عُمران) وشركة الديار القطرية. ويُعد مشروع ديار رأس الحد من مشاريع المجمعات السياحية المتكاملة في السلطنة، ويضم مجموعة فنادق ووحدات سكنية ومتنزهات طبيعية تخدم الرؤية السياحية المُستقبلية للسلطنة بجعلها وجهة استقطابية في خارطة السياحة العالمية.
كما يعد توسع شركة الميرة للمواد الاستهلاكية، داخل السلطنة حافزا آخر لتوجه الدولتين في توفير الأمن الغذائي والمواد الاستهلاكية، حيث تركز الشركة حاليا على مضاعفة سلسلة فروعها في سلطنة عمان. كما دخل عدد من الشركات القطرية في استثمارات الأمن الغذائي مع شركات عمانية، منها الاستثمار في القطاع السمكي، حيث أعلنت شركة حصاد الرائدة في الاستثمار الغذائي، عن مساهمتها بنسبة 20% في مشروع استثماري في القطاع السمكي في سلطنة عُمان، ويستهدف هذا المشروع السوق المحلي والأسواق العالمية، مما يرفع من كفاءة الاستثمارات الغذائية بين البلدين.
وفي قطاع الطيران وقعت الخطوط الجوية القطرية والطيران العُماني اتفاقية تعزيز التعاون الاستراتيجي بين الناقلين الجويين، وذلك من خلال تطوير اتفاقية الرمز المشترك لتشمل أكثر من 80 وجهة على شبكة وجهات الخطوط الجوية القطرية.
يمكن من خلالها لأعضاء نادي الامتياز التابع للقطرية ونادي السندباد للطيران العُماني، كسب الأميال عند السفر على متن رحلات الناقلتين بين الدوحة ومسقط في كلا الاتجاهين. ومن اهم المشاريع المشتركة بين البلدين مصنع انتاج الحافلات تحت اسم «كروة» حيث تم تدشين أول حافلة من إنتاجها تحمل العلامة التجارية «سلام» وعبارة «صُنِع في سلطنة عُمان»؛ إيذانًا ببدء العمليات التشغيلية للمشروع الاستثماري العملاق، والذي يستهدف في مراحله الأولى تصنيع ٥٠٠ حافلة سنويًا.
ويُعدّ المشروع مبادرة استثمارية استراتيجية بين دولة قطر ممثلةً بشركة النقل الوطنية (مواصلات قطر) وسلطنة عُمان التي يمثلها جهاز الاستثمار العُماني، وهي تعكس قوة الروابط السياسية والاقتصادية التي تجمع البلدين الشقيقين، والتي أسهمت في تزايد المشاريع وشراكات التعاون الناجحة على مر السنين.
وينصب الإنتاج في المرحلة الأولى من المشروع في إنتاج حافلات لمونديال كأس العالم ٢٠٢٢ مما يجسّد رؤية قطر لتعزيز إسهام الدول المجاورة في إنجاح هذا الحدث العالمي بصورة مميزة، كما يحقق المشروع رؤية شركة (مواصلات قطر) في الوصول إلى الأسواق العالمية، حيث يقع في موقع استراتيجي قريب من أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ الأمر الذي يضمن تقليص أوقات الشحن والوقت والجهد ويحدّ من تكاليف التخزين.
وفي تصريحات صحفية يؤكد هشام بن أحمد الشيدي المدير العام لاستثمارات التنويع الاقتصادي في جهاز الاستثمار العُماني بالوكالة - أن مصنع كروة يمثّل أحد المشروعات الاستراتيجية المهمة بين البلدين لفتح آفاق استثمارية في عدد من القطاعات الحيوية الواعدة؛ تأكيدًا على العلاقات المتينة بينهما والمصالح المشتركة التي تحظى باهتمام كبير من قيادتي البلدين وشعبيهما.
من جانبه يوضح الدكتور إبراهيم بن علي البلوشي - الرئيس التنفيذي لشركة كروة للسيارات - بأن المصنع يُقام على مساحة تبلغ ٦٠٠ ألف متر مربع، وهو مجهّز بأحدث التقنيات التكنولوجية، ويضم ورش إنتاج مختلفة لأعمال التقطيع واللحام والصباغة وتجميع المكونات والمواد، والمعدات والمحركات بالإضافة إلى ورش صيانة مركزية ومخازن ومحطات كهرباء ومحطة وقود، ومبنى الإدارة ومرافق أخرى.
ويؤكد أن المصنع يُسهم في إيجاد فرص عمل للمواطنين سواء الباحثين عن عمل أو ذوي الخبرة والتخصصية في مجال السيارات. وأوضح في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية أن المرحلة الأولى من العمليات التشغيلية تُركّز على إنتاج الحافلات المدرسية «سلام» التي تُعدّ مُتطورة وقادرة على السير في مختلف الطرقات وتتحمل أقسى ظروف الطقس، وذات مواصفات قياسية خليجية ودولية، حيث سيتم استخدامها في مونديال قطر ٢٠٢٢ وبعد الانتهاء من إنتاج هذه الحافلات سيتم التوجه إلى إنتاج حافلات للمدن، وأخرى للخطوط الطويلة، وسيتراوح الإنتاج السنوي بين ٥٠٠ إلى ٧٠٠ حافلة.
ويضيف أن شركة «كروة للسيارات» ستقوم بتوظيف العديد من الابتكارات والممارسات والتقنيات الإنتاجية التي ستكون الأولى من نوعها في سلطنة عُمان؛ وستقدم حافلات كروة مجموعة واسعة من الخيارات الآمنة مما يجعلها الخيَار الأمثل للنقل العام سواء كان للتنقل داخل المدينة أو خارجها، موضحًا أن الشركة تدرس عدة خيارات لإنتاج حافلات ومركبات كهربائية.
وشركة «كروة للسيارات» تم تأسيسها عام ٢٠١٧م، وهي مبادرة استثمارية استراتيجية بين دولة قطر ممثلةً بشركة النقل الوطنية (مواصلات قطر) بحصة ٧٠ بالمائة وسلطنة عُمان التي يمثلها جهاز الاستثمار العُماني بحصة ٣٠ بالمائة.