في مشهد تكرر بالأمس، وأعاد للأذهان صورة المرحلة الأولى لانتخابات برلمان النظام المصري، حيث ظهرت اللجان الانتخابية خاوية تماماً من الناخبين، في مشهد صادم للحكومة التي تساءلت "أين الشعب؟"، وبذلت وسائل الإعلام المجيشة من قبل النظام، أقصى جهدها لدفع الناس للنزول إلى اللجان، ولكن باءت جميع المحاولات بالفشل في ظل يأس الشباب، وتدهور الحالة الاقتصادية للبلاد إلى درجة تنذر بالخطر.

وتجرى الانتخابات التي شهدت وجودا لكبار السن والنساء، في ظل غياب تام لفئة الشباب، في 13 محافظة هي: "القاهرة، القليوبية، الدقهلية، الشرقية، المنوفية، الغربية، كفر الشيخ، دمياط، بورسعيد، السويس، الإسماعيلية، شمال سيناء، جنوب سيناء".

وبلغ عدد الناخبين المقيدين في قاعدة البيانات بهذه المحافظات ومن لهم حق الإدلاء بأصواتهم في المحافظات الـ13 التي تجرى فيها انتخابات المرحلة الثانية، 27 مليونا و503 آلاف و913 ناخبا.

وقال كثير من العازفين عن التصويت، إن الانتخابات لا تتيح اختيارا حقيقيا يذكر في غياب المعارضة الرئيسية المتمثلة في جماعة الإخوان المسلمين، وكذلك غياب معارضين آخرين. 

وقالوا أيضا إنهم لا يتوقعون أن يغير مجلس النواب كثيرا في مستوى معيشة المصريين ممن يجاهدون لكسب قوتهم.

وأُجرِيَت الانتخابات التشريعية السابقة في أواخر 2011 وأوائل 2012، بعد انتفاضة 2011 التي أنهت حكم حسني مبارك الذي استمر 30 عاما. واتسمت الانتخابات في ذلك الوقت بطوابير الناخبين الطويلة وسط حماس الشباب، وحصل الإخوان المسلمون فيها على نحو نصف مقاعد مجلس الشعب.