افتتحت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، اليوم، المعرض الخاص الموسوم بـ/مطاحن الفن 2030/، بحضور عدد من كبار الشخصيات والفنانين.والذي سيستقبل الجمهور ابتداء من يوم غد /الإثنين/ إلى 30 مارس 2023.
ويأتي افتتاح هذا المعرض، الذي يقام في مستودع شركة مطاحن الدقيق القطرية وبيت النجادة التراثي رقم 15، الواقع في الدوحة، والذي تم ترميمه مؤخرا، بمناسبة استضافة قطر لكأس العالم FIFA قطر 2022، وانطلاق فعاليات /قطر تبدع/، المبادرة الوطنية الثقافية التي تستمر على مدار العام.
وتمهيدا لافتتاح متحف مطاحن الفن عام 2030، يجسد المعرض مفهوم المتحف، والتصميم الهندسي المعماري لاستوديو إيليمنتال، بقيادة أليخاندرو أرافينا المهندس المعماري الحائز على جائزة بريتزكر، بالإضافة لتصميم حديقة المتحف.
وفي مشهد يربط بين الماضي والحاضر، وكيف تطورت الصناعات المرتبطة بالطحين، ـ أثناء حفل الافتتاح الرسمي ـ جسدت مجموعة من النسوة متشحات بالزي التقليدي القطري ، كيف كانت الجدات قديما يصنعن الخبز، بدءا من تنقية الحبوب من الشوائب وهرسها في مدق خشبي كبير، وبعد ذلك طحنها في الرحى الصخرية اليدوية التقليدية من أجل الحصول على الدقيق الناعم ليطبخن لأهاليهن ما لذ وطاب، حيث يقمن بهرس الحبوب.. في حين أن الآلات الحديثة بالجوار تقوم بهذه العملية في لمح البصر.
وكونه يستكمل أضلاع المنطقة الثقافية، التي تضم في الأساس متحف الفن الإسلامي وحديقة متحف الفن الإسلامي ومتحف قطر الوطني، سيضم متحف مطاحن الفن مجموعة فنية عالمية استثنائية، تم اقتناؤها على مدار الأربعين عاما الماضية، بالإضافة لأعمال متعددة التخصصات تتسم بتنوع كبير، وتغطي فترة زمنية من عام 1850 وحتى الوقت الحاضر.
وفي مبناه الرئيسي، الذي تبلغ مساحته 80 ألف متر مربع (بما في ذلك 23 ألف متر مربع من مساحات العرض)، سيقدم متحف مطاحن الفن أعمالا مميزة من الفنون البصرية والهندسة المعمارية والتصميم والأفلام وديكورات الأفلام والأزياء والمصنوعات اليدوية، والكثير غير ذلك. وستقدم مطاحن الفن، باعتبارها مؤسسة رائدة في البلدان غير الغربية، الفنون الحديثة والمعاصرة من جميع مناطق العالم على قدم المساواة، مع إشراك الجماهير المحلية والعالمية على حد سواء، من خلال سرديات متعددة لتاريخ الفن.
وتم تصميم حديقة المتحف العامة بشكل مميز من قبل شركة /فوغت لاندسكيب/ الهندسية، بقيادة غونثر فوغت، وسيكون المتحف قبلة للإبداع في مجالات الفنون والحرف والتصميم، ويقدم موارد ترفيهية وتعليمية وإنتاجية للجمهور وللمجتمعات الإبداعية في قطر وخارجها.
وقالت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس أمناء متاحف قطر في تصريح بالمناسبة: "يسعدنا أن نمنح الزوار من جميع أنحاء العالم، الذين سيتوافدون على الدوحة للمشاركة في فعاليات /قطر تبدع/ وبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، نظرة وراء الكواليس، يستكشفون من خلالها العملية المعقدة والمذهلة التي يقوم عليها تطويرنا لمؤسسة ستكون أحد المتاحف الرائدة في العالم للفن الحديث والمعاصر".
وأضافت سعادتها: "إن متحف مطاحن الفن يعد تتويجا لخطة ثقافية تمتد على مدى 25 عاما، ترمي لوضع الفن العربي الحديث والمعاصر في سياق الفن العالمي، ما يسمح لنا بمزيد من المشاركة مع بقية العالم من خلال إنشاء سرديات جديدة تتسم بالتميز".
وقبل انطلاق الجولة الإعلامية اليوم، نظمت متاحف قطر بجاليري الرواق في حديقة متحف الفن الإسلامي، مؤتمرا صحفيا لإعطاء لمحة عن هذه الأيقونة الفنية التي ستزين عقد متاحف قطر.
من جهتها، قدمت السيدة كاترين جرونييه مدير متحف مطاحن الفن أثناء المؤتمر الصحفي لمحة عن المتحف، مبينة أنه متحف للفنون والثقافات الحديثة في قطر، سيقدم للجمهور المجموعات الفنية القطرية ذات المستوى العالمي، والتي يمتد تاريخها من القرن التاسع عشر وحتى اليوم، وأضافت: من السابق لأوانه تقديم المجموعات ككل، لكننا سعداء بتقديم هذه اللمحة المسبقة لعملية تطوير المتحف في هذه المرحلة المفصلية قبل البدء بأعمال الإنشاءات".
بدورها، قالت سعادة الشيخة ريم آل ثاني نائب الرئيس التنفيذي بالوكالة للمعارض والتسويق مدير إدارة المعارض المركزية في متاحف قطر، إن معرض /مطاحن الفن 2030/ يتيح لنا الفرصة لتقديم الأفكار ووجهات النظر الفنية للمتحف، وتصميمه المعماري، والحديقة والحي الإبداعي، وستشمل عملية التطوير خارج أسوار المتحف إنشاء مساحات للإبداع والأداء والعمل المشترك والتعليم الفني، ومساحات ترفيهية متنوعة، مخصصة للجمهور المحلي والعالمي".. مضيفة أن الزوار سيتمكنون، لأول مرة على الإطلاق، من الاطلاع على جزء من مطحنة الدقيق التي سيقام فيها المشروع .
ويستقبل معرض /مطاحن الفن 2030/، الذي سيقدم رؤية المتحف ومشروعه المعماري وحديقته المميزة، الجمهور ابتداء من يوم غد /الإثنين/ وإلى 30 مارس 2023 في موقعين: الأول موقع شركة مطاحن الدقيق القطرية الواقع على كورنيش الدوحة، والتي يعود بناؤها إلى تسعينيات القرن الماضي، وقد أعيد بناؤها بشكل إبداعي لتكون موقعا للمتحف، أما الموقع الثاني فهو /بيت النجادة التراثي رقم 15/، حيث يقدم كل موقع جوانب مختلفة من تطوير متحف مطاحن الفن.
من ناحيتها، قدمت الشيخة مريم حسن آل ثاني، قيم بإدارة المعارض بمتاحف قطر، شروحات ضافية عن محتويات المعرض في كلا الموقعين.
وأوضحت الشيخة مريم حسن آل ثاني في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ أن العمل التركيبي من /الدقيق إلى الفن/ يقدم رؤية عن المتحف الذي سيتم افتتاحه عام 2030.
وتابعت: يمنح المعرض، الجمهور أول فرصة لدخول ما سيكون جزءا من المجمع المستقبلي، حيث سيشاهد الزوار التصور الذي وضعه المهندس المعماري أليخاندرو أرافينا وشركة /إيليمنتال /للمبنى الحالي، الذي يتميز بصوامعه الخرسانية المذهلة، في حلة جديدة، وذلك لإنشاء متحف يضم حيا إبداعيا وحديقة عامة، وسيتم الكشف عن تقدم المشروع، منذ مسابقة التصميم الدولية التي جرت عام 2016 وحتى الآن، من خلال عرض جذاب يتضمن نماذج ورسومات وصورا رقمية أصلية.
وأثناء تقديمها شروحات عن الأعمال الفنية بعين المكان قالت القيم بإدارة المعارض بمتاحف قطر: "سعيا لتسليط الضوء على عملية التحول التي سيشهدها الموقع، وكيف ستكون مطاحن الفن مكانا للإبداع المعاصر، تم تكليف عدد من الفنانين بإنشاء أفلام وصور فوتوغرافية لإظهار أوجه التماثل بين مطاحن الدقيق والمتحف المستقبلي، وهؤلاء الفنانون هم: ياسمينة بن عبدالرحمن (1983، فرنسا - تعمل في باريس)، ومحمد كمال العمادي (1988، قطر - يعمل في الدوحة)، وفرانسوا إكزافييه جيبري (1978، فرنسا - يعمل في فرنسا وساحل العاج)، وعلي كاظمة (1971، تركيا - يعمل في إسطنبول وباريس)، وأمل المفتاح (1994، قطر - تعمل في الدوحة)، وشيماء التميمي (1984، اليمن / كينيا - تعمل في قطر)، منوهة في الآن ذاته، إلى أن الجزء الثاني من معرض مطاحن الفن 2030 بعنوان /حديقة المتحف/، يقع في بيت النجادة التراثي رقم 15، وهو بيت يوجد بالقرب من سوق واقف، وتم ترميمه مؤخرا، ويلقي هذا العرض الضوء على عملية إنشاء الحديقة المميزة لمطاحن الفن، التي صممتها شركة فوغت لاندسكيب الهندسية، ويجتمع عرض لرسومات شركة فوغت، مع مجموعة مختارة من الكتب المرجعية المصورة بشكل جميل من مجموعة متاحف قطر، وإعارات من مكتبة قطر الوطنية ومن /متحف: المتحف العربي للفن الحديث/، لتسليط الضوء على إعادة تصور الحدائق الإسلامية التقليدية، كما يحتضن فناء البيت، عرضا لعملين فنيين هما: لوحة فسيفساء للفنانة حمرة عباس (1976، الكويت - تعمل في لاهور، باكستان) وفيلم كلفت به أمل المفتاح (1994، قطر - تعمل في الدوحة)، وتم إنتاجه بالتعاون مع مؤسسة الدوحة للأفلام.
وفي ذات السياق قالت الفنانة شيماء التميمي في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، إنه لفخر لي كفنانة قطرية أن تعرض أعمالي ضمن هذا المعرض في /مطاحن الفن/، مضيفة أنها حاولت أن تقدم عملا مغايرا عما قدمه الفنانون الآخرون، حيث ركزت على /الخبز/، نظرا لقيمته في كل مكان والتركيز على علاقة الطحين بالماء، حيث إن كل صورة تخبر عن مكنوناتها، سواء من حيث الطعم أو الشكل أو الملمس.
وأختتمت التميمي تصريحها لـ/قنا/ : سعيت إلى توثيق المخبز الموجود في "مطاحن الفن" والذي يوزع الخبز الطازج في كل أنحاء البلد، وإبراز العلاقة بين الإنسان والماكينات العملاقة التي تعجن الطحين.