انطلاق فعاليات مؤتمر "التربية الوالدية ورفاه الطفل والتنمية"

alarab
محليات 23 أكتوبر 2018 , 03:10م
الدوحة- قنا
تحت رعاية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، انطلقت اليوم فعاليات مؤتمر "التربية الوالدية ورفاه الطفل والتنمية" والذي يعقده معهد الدوحة الدولي للأسرة، عضو مؤسسة قطر، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وتستمر فعالياته على مدار يومين.

وقال سعادة الدكتور عيسى بن سعد الجفالي النعيمي وزير التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر، إن الأطفال هم أساس التنمية البشرية المستدامة والاستثمار في رعايتهم وتنميتهم هو استثمار في حاضر الأمم ومستقبلها، مضيفا أن السنوات الأولى في حياة الفرد التي يؤدي الوالدان فيها الدور الأهم، هي سنوات حاسمة في حياة الإنسان وبناء شخصيته.

وأوضح في هذا السياق أن دولة قطر تولي أهمية خاصة لرفاه الطفل ماديا وصحيا وتعليميا، وعملت على تعزيز مشاريع الطفولة نوعا وكما، حيث كرست استراتيجية التنمية الوطنية الثانية لدولة قطر 2018 / 2020 كافة حقوق الأطفال.. مؤكدا أنه في هذا الإطار تعمل وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية على تنفيذ استراتيجية الحماية الاجتماعية التي تهدف إلى توفير رؤية شاملة ومتكاملة وإطار للعمل يتم تنفيذه عبر كافة القطاعات لتنمية الطفولة والارتقاء بحقوق الطفل وحمايتها.

وأكد أن دولة قطر اتخذت العديد من السياسات والتدابير الرامية لتوفير حياة كريمة للأسرة وللأطفال، منها تدابير تشريعية وإدارية وغيرها من التدابير الملائمة لإعمال كافة حقوق الطفل وتوفير الوسائل الكفيلة لتطويرها وتحديثها بهدف توفير بيئة مشجعة تساهم في تنفيذ مبدأ الحماية والرعاية والتنمية للطفل.

وفي هذا السياق، شدد سعادة الدكتور عيسى بن سعد الجفالي النعيمي على أن الدولة تحرص على توفير السكن المناسب لجميع المواطنين بنظام الإسكان والذي يشمل الإسكان المجاني للفئات التي تحتاج إلى رعاية اجتماعية وتخصص الدولة الاعتمادات المالية اللازمة سنويا لتمويل هذا النظام.

وأوضح أن الدولة من خلال نظام الضمان الاجتماعي توفر سبل الحياة الكريمة للأسر والأفراد الذين يحتاجون لرعايتها من خلال تقديم المعاش الشهري.

ونوه بأن الدولة تولي أيضا اهتماما بالغا لحماية الأمومة والطفولة ودعم تحقيق التوازن بين المسؤوليات الأسرية والوظيفية، مضيفا أن مصلحة الطفل الفضلى تشكل دائما في دولة قطر الاعتبار الأساسي في الإجراءات المتعلقة بالطفل، وفي هذا الإطار تم إنشاء مركز الاستشارات العائلية عام 2002 للإسهام في المحافظة على الكيان الأسري وحمايته من الانفصال عن طريق التوجيه والإرشاد والإصلاح الأسري. 

وقال سعادة وزير التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية إن الدولة تحرص على توفير الرعاية والحماية للأطفال فاقدي الرعاية الأسرية، حيث تبنت التشريعات والسياسات التي تكفل كافة حقوقهم وتضمن لهم الرعاية الأسرية البديلة.. مشيدا بالدور الذي يقوم به مركز دريمة لرعاية الأيتام في هذا المجال.

وعلى المستوى الإقليمي والدولي، أفاد سعادة الدكتور عيسى بن سعد الجفالي النعيمي وزير التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، بأن دولة قطر لا تألو جهدا في المساهمة الفعالة في دعم المجتمع الدولي في تعزيز وحماية حقوق الطفل، حيث شارك حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى في المائدة المستديرة، التي عقدت في إطار أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي حول تعليم الفتيات في سياق النزاعات المسلحة والظروف الهشة، وتعهدت دولة قطر بتوفير تعليم ذي جودة لمليون فتاة بحلول 2021.

وأشاد بنجاح مؤسسة التعليم فوق الجميع، وهي مبادرة عالمية أنشأتها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر في عام 2012، بإلحاق عشرة ملايين طفل بالتعليم حول العالم.

وقال سعادته إن الوزارة تعمل أيضا على تطوير السياسات المتعلقة بالطفولة وتطوير مؤشرات وطنية لقياس رفاه الطفل بحلول عام 2022، موضحا أن هذه المشاريع تأتي في إطار وفاء الدولة بالتزاماتها المتعلقة باتفاقية حقوق الطفل التي انضمت لها دولة قطر عام 1995، وتنفيذ أهداف خطة التنمية المستدامة 2030 فيما يتعلق بحقوق الطفل.

وأكد حرص الدولة على دعم مؤسسات المجتمع المعنية بالطفولة ونشر الوعي الاجتماعي والارتقاء بالمستوى الفكري والسلوكي لدى الأطفال في كافة أرجاء المجتمع القطري، وتحقيق مبدأ التكافل والتماسك الاجتماعي من خلال توعية المجتمع بمفهوم الحماية الاجتماعية بكافة أبعادها.

وأضاف أن دولة قطر تعتبر الأسرة أساس المجتمع، حيث يضمن الدستور حماية الأسرة وتدعيم بنيتها وتقوية صلاتها ورعاية الأمومة والطفولة في ظلها، حيث تهدف رؤية قطر الوطنية 2030 إلى المحافظة على أسرة قوية متماسكة باعتبارها العنصر الأساسي لاستراتيجية التنمية الاجتماعية على المدى البعيد.. موضحا أن دولة قطر ترى أن المحافظة على تماسك الأسرة ورفاه أفرادها ينعكس بشكل إيجابي على تعزيز رفاه الطفل وتنميته وحمايته.

من جانبه، ثمن السيد خيرت كابالاري المدير الإقليمي لمنظمة اليونيسف بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، استضافة دولة قطر لهذا المؤتمر قائلا، إن هذا المؤتمر هو الأول من نوعه في قطر، حيث سيتناول موضوعا هاما جدا وهو التربية الوالدية ورفاه الطفل والتنمية.. مؤكدا أن هذا المؤتمر لم يكن ليتحقق لولا المبادرة من قبل قيادة دولة قطر وتقديرها لأهمية هذا الموضوع.

وأشار إلى أن التربية الوالدية والرعاية أمر هام في أية مجتمعات ولكنه للأسف لا يحظى بالاهتمام المطلوب، مضيفا في الوقت نفسه أن هناك أهمية كبيرة للعناية بالأطفال وأنها بمثابة مهارات مكتسبة تحتاج لتعليم وإعداد وتمهيد القائمين عليها.

ولفت إلى أنه في السنوات الماضية هناك زخم من المواد العلمية التي تساعد على القيام بالتربية الوالدية ورعاية الأطفال، مؤكدا أن القيام بهذا الدور المهم يشكل تحديا كبيرا وليس بالأمر السهل.. منوها بالدور الذي يمكن أن يلعبه الاستثمار في العناية بالأطفال في تحقيق العدالة الاجتماعية في المجتمعات المختلفة.

من جانبها، قالت السيدة نور المالكي الجهني المديرة التنفيذية لمعهد الدوحة الدولي للأسرة (عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع) خلال كلمتها في المؤتمر، إن توفير البحوث الدولية الدالة على أن التربية الوالدية هي أهم العوامل تأثيرا على آفاق الطفل ورعايته وحمايته، وتساهم التربية الوالدية الجديدة في التنمية من خلال تحسين نتائج الصحة والتعليم وتعزيز المساواة بين الجنسين والتضامن بين الأجيال.

وأوضحت أن هدف المؤتمر هو تسليط الضوء على أهمية الاستثمار في دعم التربية الوالدية ودعم الوالدين، وتمكينهم من القيام بأدوارهم الاساسية في تربية الأجيال كجزء من الاستراتيجية الشاملة، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة المتصلة بالأطفال والأسر.

وأضافت أن هذا المؤتمر يوفر لصناع السياسات والباحثين ومقدمي الخدمات للأطفال والآسر وممثلي المجتمع المدني فرصة مثالية لبحث أفضل السبل لدعم الوالدين ومقدمي الرعاية، وعرض نتائج البحوث الحديثة وأفضل التجارب في مجال التربية الوالدية حول العالم.

ويناقش المشاركون في المؤتمر موضوعات متعددة تتعلق بالتحديات التي يواجهها الآباء والأمهات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والسبل الممكنة لمواجهتها.

كما سيتطرق هذا الملتقى الدولي إلى أهمية الاستثمار في استراتيجيات وبرامج وقوانين وسياسات التربية الوالدية على كافة المستويات، فضلا عن استعراض مختلف المقاربات التي انتهجتها الحكومات في جميع أنحاء العالم لدعم الآباء والأمهات، والترويج لأفضل ممارسات التربية الوالدية.

ويبحث أيضا أهم التحديات التي يواجهها الوالدان في العصر الحديث وآليات الاستجابة لها وتحديد وعرض أمثلة لبرامج التربية الوالدية المبنية على أدلة من جميع أنحاء العالم، وكذلك التربية الوالدية للأطفال الذين يعانون من مشاكل سلوكية، إضافة إلى التربية الوالدية في المنطقة العربية.