رواد «الفركية» يشتكون: حالة الشاطئ «مزرية»

alarab
تحقيقات 23 أكتوبر 2015 , 07:48ص
امير سالم
انتقد رواد شاطئ الفركية للعائلات بالخور من ضعف الخدمات على الشاطئ، وتدهور مستوى النظافة.

وأكدوا أن غياب خدمات الإسعاف والطوارئ والترفيه المفترض تواجدها في الشاطئ الذي يتسم بكونه مخصصا للعائلات يجعلهم يشعرون بالقلق خوفا من تعرضهم لأي مكروه، مطالبين بمركز دائم لخدمات الطوارئ والإسعاف، لافتين في حديثهم لـ «العرب» إلى أنهم تعرضوا لصعوبات كبيرة في الوصول إلى الشاطئ، نظرا لغياب اللوحات الإرشادية على مسار الطريق المؤدية إليه، خاصة القادمين من الدوحة..

كما انتقدوا عدم رصف الطريق المؤدي إلى الشاطئ، والذي يمتد لمسافة 5 كيلومترات، موضحين أن الطريق صخري غير ممهد مما يهدد بإتلاف سياراتهم الصغيرة ويجعلهم يعزفون عن زيارة الشاطئ مستقبلاً، وشدد رواد الشاطئ في حديثهم لـ «العرب» على ضرورة تسيير حملات من وزارتي البلدية والبيئة للقيام بحملات تنظيف الشاطئ من الطفيليات والعوالق البحرية التي تطفو فوق صفحة المياه، وتستقر فوق الرمال بطول الساحل الممتد لمسافة كيلو مترين تقريبا.

يقع شاطئ الفركية على مسافة 50 كيلومترا من الدوحة في اتجاه الشمال، ويقطع الباحثون عن قضاء وقت لطيف علي الشاطئ هذه المسافة في ساعة تقريبا، وهي فترة زمنية طويلة نسيبا، ولا تحتاج في الظروف العادية لأكثر من نصف ساعة، ولكن سوء حالة الطريق بداية من مدخل الخور للقادمين من طريق الشمال، يعوق أي محاولة للوصول سريعاً إلى الشاطئ دون تعطيل.

وقد رصدت «العرب» أن الطريق لا يزال مغلقاً عدا حارة واحدة بينما تخضع باقي حاراته إلى عمليات حفر وتوسعة لمسافات طويلة، وفي عمق المدنية وليس في مدخلها الرئيسي فقط .

الرحلة من الدوحة إلى مدخل الخور تتسم بالسهولة واليسر، ولكن عند مدخل المدنية الذي يعلوه بوابة ضخمة بسيطة التصميم، تتحول إلى معاناة كبيرة بسبب «تكسر وتآكل الطبقة الإسفلتية «بالحارة الواحدة المفتوحة من الطريق، ما يؤدي إلى الحد من السرعات لأقل درجة ممكنه ينجم عنها مزيد من التكدس والاختناق المروري.

مشكلة الطريق يضاف إليها أزمة كبرى في رحلة العودة من الشاطئ ليلاً، وهي لا ترى في رحلة القدوم النهارية، وتتمثل في حالة الظلام الدامس التي تضرب الطريق من قلب الخور حتى بوابة مدخل الرئيسي لها، حيث لا توجد أي إنارة لمسافة طويلة من الطريق دون اعتبار لأعمال الحفر وضيق مساحة الطريق، وحيال هذه المشكلة يضطر قائدو السيارات إلي تشغيل الأنوار العالية لضمان رؤية الطريق بصورة أفضل.

منعطف خطير

رصدت «العرب» خلال رحلة الوصول إلى شاطئ الفركية مدى ما يتعرض له قاصدي الشاطئ من صعوبات في مسار الطريق إلى الشاطئ، نظرا لوجود أعمال الحفر في كافة المحاور والطرق، وبات الأمر صعبا للوصول إلى الشاطئ في ظل غياب اللوحات الإرشادية تماما.

اللوحة الوحيدة التي تصادف قاصدي الشاطئ تقع علي مسافة 5 كيلومترات منه وكان مكتوبا عليها كلمتين فقط «ساحل الفركية» دون أي إشارة أخرى تنهي معاناة رواد الشاطئ لأول مرة من الباحثين عن خارطة طريق للوصول إليه.

يتجه مسار الرحلة للشاطئ إلي منعطف خطير، خاصة بعد مسافة كيلومترين من اللوحة الإرشادية «الغامضة» التي لم تشر إلي أن ساحل الفركية هو ذاته الشاطئ المقصود أم أن هناك شيئا آخر، ويتمثل هذا المنعطف في انتهاء الطريق الإسفلتي وهو فردي فجأة، وظهور مدقات صخرية، تتوزع في عمق الصحراء ويضطر قائدو السيارات إلى إبطاء السرعة خوفا من وقوع أي مشكلات من وعورة الطريق، وهو صورة مكررة من مدخل شاطئ الوكرة.

الخدمات غائبة

قبيل مدخل الشاطئ الرئيسي تراصت 3 صفوف من أشجار السدر على الطريق الصخري الذي انقسم إلى 4 حارات لمسافة 100 متر تقريبا، وهي مشروع تشجير في مرحلته الأولى وبدا أن الشاطئ يحظى بقدر من الاهتمام، وأنه بالقطع سوف تطاله أعمال التشجير، ولكن الحقيقة كانت في اتجاه آخر فالشاطئ بلا أشجار وبلا خدمات وبلا أي من مظاهر الاهتمام بكونه مقصدا ترفيهيا للعائلات، حسبما يشير محمد حماد (مقيم عربي) الذي حضر إلى الشاطئ مع عدد من أصدقائه لقضاء وقت لطيف.

رجل الأمن الواقف في مدخل الشاطئ المحاط بسور معدني، كان هو الوحيد الذي يقوم بدور واضح يمكن أن يطلق عليه خدمة بالشاطئ، فهو يقوم بالتأكد من أن الراغبين في الدخول من العائلات المسموح لها بالدخول، وإرشادهم إلى مكان الوقوف خارج محيط الشاطئ الذي ضاق بالسيارات المتكدسة والمتشابكة في موقف بلا مظلات، ولا علامات إرشادية تحدد مسارات وأماكن الوقوف.

تعذيب جماعي

يخصص الشاطئ يومي الجمعة والسبت للعائلات القادمة من الخور وكافة أنحاء قطر لضمان الخصوصية، وعدم تسرب العزاب إليه، ويعاني من مشكلات بالجملة أشار إليها «حماد وزميله نزار» أهمها أن الشاطئ بلا خدمة حقيقية مقارنة بباقي الشواطئ رغم كونه أكثرها اتساعا لافتين إلى أن طريق الشاطئ في منتهى السوء، وهو مصيدة حقيقية للسيارات العابرة، ويجعل رواده في حفل تعذيب جماعي ولا يفكرون في زيارته مرة أخري بسبب انعدام الخدمات ووعورة الطريق إليه.

أثارت تراجع نظافة مياه الشاطئ انتباه «حماد ونزار» فهي غير نظيفة وتختلط بالطفيليات البحرية التي تستقر علي الرمال، وتمتد لمسافة في عمق المياه فضلاً عن أن قاع الشاطئ «زلق» بصورة كبيرة، وإن كان عمق المياه آمنا تماما خاصة للأطفال الصغار.

نقطة إيجابية رصدتها «العرب» وتكمن في أن الشاطئ المخصص للعائلات يوجد به جناح خاص للسيدات تعادل نصف مساحة الشاطئ بالكامل، ويفصل بين جناحي العائلات والسيدات سور معدني، كما يوجد بالشاطئ مسجدان صغيران ودورتا مياه بكل واحدة 4 حمامات، في جناحي الشاطئ، دون اعتبار لحاجة الشاطئ إجمالا خاصة في جناح العائلات لما يقرب من 5 حمامات وليس حمام واحد، حسبما أشار أحمد حمدي الذي حضر للشاطئ وأسرته من الدوحة.

وأوضح أنه يقضي إجازته الأسبوعية بأحد الشواطئ التي يزورها بشكل دوري، معربا عن أسفه الشديد لغياب الخدمات خاصة المتعلقة بالطوارئ والإسعاف، وقال: «إن الشاطئ يتميز عن باقي الشواطئ الأخرى بأنه أكبرها من حيث المساحة، كما تتوافر المظلات الخشبية التي تتوزع بكثافة بطول رقعته الرملية حتى إنها تكاد تلامس المياه موضحا أنه كان يمكن توزيع المظلات بصورة أفضل وأن يتم استغلال اتساع الرقعة الرملية بأن تكون المظلات أبعد نسبيا عن المياه بما يوفر مساحة أكبر للحركة أمام الشاطئ.

المياه غير نظيفة

وعن حالة المياه قال «حمدي»: إنها دافئة لكنها غير نظيفة، ويوجد بها طفيليات وعوالق بحرية كثيرة تستقر فوق الرمال بكثافة، مطالبا بضرورة تسيير حملات من وزارتي البلدية والبيئة لتنظيف الشاطئ من هذه النباتات بصورة دورية، وإجراء عمليات تنظيف للرمال من المخلفات البحرية الأخرى.

وتتوزع في محيط الشاطئ المقاصد الخشبية بكثافة خاصة حول حديقتي العاب الأطفال في جناحي الشاطئ ويوجد بكل حديقة لعبة وحيدة تزاحمت عليها أعداد كبيرة من الأولاد والفتيات الصغار، بينما يتوافر عدد محدود للغاية من منصات الشواء وهو من أبرز الطقوس بالشاطئ، حيث التف عدد كبير من العائلات حول هذه المنصات لتجهيز وجبة الغداء، ولم تمنع الإجراءات الأمنية من تسلل عدد من العزاب ذوي الملامح الآسيوية إلي الشاطئ فضلاً عن وجود عدد من المراهقين الذين تسلقوا الساتر المعدني للشاطئ أكثر من مرة ذهابا وعودة، وهو ما أثار حالة من القلق بين الرواد، لفترة قبل أن يرحلوا طواعية إلى خارج الشاطئ دون تدخل من أحد.

الخدمات ضعيفة جداً

«ليس معقولا أن يكون الشاطئ المخصص للعائلات بلا خدمات تتعلق بالتأمين والطوارئ، أو باقي الخدمات الأخرى لمواجهة أية مشكلات تحدث لرواد الشاطئ خاصة من الأطفال وكبار السن» هذا ما أشار إليه خالد عبدالله الذي انتقد عدم وجود خدمات بالمرة في هذا الشاطئ المكتظ بالزائرين، موضحا أن الملمح الايجابي الوحيد في الشاطئ هو وجود مسجد للصلاة، ووجود جناح مخصص للسيدات حتى يتعاملن بحرية بما يوفر قدرا كبيرا من الخصوصية لهن.

وتابع: كان من المفترض وجود مركز خدمات سواء كانت علاجية أو أمنية للتعامل مع الطوارئ حتى يشعر رواد الشاطئ بالأمان، إلي جانب توفير الخدمات الترفيهية، موضحا أن الادعاء بأن العائلات لا تحتاج إلي مطعم للوجبات أو السلع والمشروبات والمثلجات لأنها تحضر ما تحتاجه معها إلى الشاطئ غير منطقي؛ لأن وجود مطعم يوفر خيارات وخدمات أخرى تلبي احتياجات كافة الأعمار.

قلق مستمر

في جانب قصي من الشاطئ استقر المواطن عبدالستار حنيفة مع أسرته بعد أداء صلاة المغرب، وقال في سياق رده على سؤال لـ «العرب» عن الخدمات المفترض وجودها بالشاطئ: «صراحة يفتقد الشاطئ لكافة الخدمات الضرورية، وفي المقدمة منها خدمات الإسعاف والطوارئ موضحاً أن الشاطئ يقع في منطقة بعيدة عن الخدمات كما أن الوصول إليه يحتاج إلى وقت نظرا لعدم صلاحية الطريق، وبالتالي فإن سيارة الإسعاف أو الطوارئ لن تحضر في الوقت المناسب للتعامل مع الحالات المفاجئة التي تستلزم السرعة في إنقاذها.
وشدد «حنيفة « علي أهمية تخصيص مركز دائم للخدمات بالشاطئ يقدم خدمات أمنية وإسعافية للحالات الطارئة خاصة وأن الشاطئ مخصص للعائلات الذين يحضرون بكثافة في أيام الإجازة الأسبوعية، وبينهم كبار السن الذين يعانون من أمراض تستدعي وجود خدمات طوارئ.

مخاطر كبيرة

«كنت أعتقد أن الشاطئ المخصص للعائلات سيكون أفضل من حيث الخدمات المقدمة لرواده مقارنة بباقي الشواطئ المفتوحة لكن خاب ظني رغم أنني حضرت من الدوحة طمعا في رؤية خدمات حقيقية بهذا الشاطئ» هذا ما أشار إليه أحمد نور الذي حضر مع أسرته مبكرا من أول النهار حتى غروب الشمس موضحا أن لاحظ وجود خدمات أمنية تنتشر في أرجاء مدنية الخور خاصة في الطرق الرئيسية ولكن لا توجد سيارة خدمات أمنية واحدة في طريق الوصول إلى الشاطئ يمكنها التعامل مع المشكلات الطارئة فضلا عن غياب اللوحات المرورية الإرشادية بالطرق المؤدية إلى الشاطئ.

وقال: «قضيت ساعتين تقريبا في البحث عن الشاطئ الذي أزوره لأول مرة ولم أجد لوحة إرشادية واحدة تحدد مسار الوصول إلى الشاطئ، وكدت ألغي الزيارة والاكتفاء بالوقوف بعض الوقت علي كورنيش الخور لولا أن أحد المواطنين دلني علي الطريق» مضيفا أن الطريق المؤدي إلي الشاطئ لا يختلف كثيرا عن طريق الوكرة، فكلاهما صخري وغير ممهد لحركة السير، ويهدد بمخاطر كبيرة سواء ما يتعلق منها بوقوع حوادث .