لكل بلد أحواله، دليل المسافر الذكي في دفع البقشيش
منوعات
23 أكتوبر 2014 , 11:00ص
هامبورج - د ب أ
غالبا ما يدور بخاطر الأشخاص الذين يزورون الولايات المتحدة أو الدول الأوروبية هذا السؤال " ما هي قيمة البقشيش الذي ينبغي أن أقدمه للعاملين في المطاعم والفنادق ؟ "، فمن ناحية لا يريد أن يبدو الزوار وكأنهم يتصفون بالبخل، ولكنهم من ناحية أخرى يعلمون أن الميزانية التي خصصوها للسفر محدودة، كما لا يريدون أن يظهروا بمظهر الساذج الذي يلقي بنقوده هنا وهناك دون أن يعرف حدود الإنفاق.
وفيما يلي نظرة سريعة حول حجم المبالغ التي ينبغي دفعها كبقشيش نظير الخدمات التي تقدم في المطاعم والفنادق في مناطق مختلفة من العالم.
في دول حوض البحر المتوسط : في معظم دول هذه المنطقة يدفع الأشخاص الذين يتناولون طعامهم في الفنادق بقشيشا تبلغ نسبته عشرة في المئة من قيمة الفاتورة، ومع ذلك ففي إسبانيا وإيطاليا واليونان جرت العادة على دفع قيمة فاتورة الأطعمة بالضبط أولا، ثم تقديم هدية نقدية منفصلة بعد ذلك، وفي هذه الحالة تنصح كارمن فرينتو من مكتب السياحة الإسباني بأن " تترك البقشيش داخل الغلاف الذي يضم الفاتورة فوق الطاولة، أو أن تناول البقشيش للنادل مباشرة "، أما في تركيا فمن الأفضل أن تدفع البقشيش نقدا في حالة سداد حساب الأطعمة ببطاقة الائتمان، أما إذا كنت ستدفع الفاتورة نقدا خاصة في المطاعم الصغيرة، فمن المقبول أن تقرب الرقم المطلوب ليصبح صحيحا، فمثلا إذا كانت قيمة الفاتورة 98 جنيها فيمكنك دفع مئة جنيه ليحصل النادل على جنيهين كبقشيش، وستسمع المترددين على المطعم يرددون عبارة تقول " احتفظ بالباقي لك "، عندما يسددون قيمة فواتيرهم في المطاعم التركية.
وفي فرنسا، وعلى الرغم مما هو مدون في بعض كتب الإرشاد السياحي، فإن دفع بقشيش قيمته عشرة في المئة من إجمالي الفاتورة ليس من الأمور المعتادة كما تشير إلى ذلك هيئة السياحة الفرنسية " أتو فرانس "، فعادة ما يمنح الفرنسيون بقشيشا صغيرا للغاية.
وفي منطقة شمال أوروبا التي تشمل ألمانيا ودول منطقة الألب مثل سويسرا والنمسا، يزيد الأشخاص على قيمة الفاتورة نسبة تتراوح بين خمسة إلى عشرة في المئة حتى يصبح الرقم مجبورا، غير أنه من المسموح به الامتناع عن دفع البقشيش إذا كانت الخدمة دون المستوى، ويقول كريستوف لويك من رابطة المطاعم والفنادق الألمانية إن " البقشيش هو مسألة طوعية تعبر عن الشكر نظير الخدمة الجيدة "، وفي حالة سداد قيمة الفاتورة عن طريق بطاقة الائتمان فمن المقبول ترك بقشيش نقدي على المائدة، ومن غير الشائع دفع بقشيش للبائع عند شراء الطعام من نافذة البيع، وينصح على الدوام بدفع بقشيش صغير نقدا لعامل الفندق الذي يحمل حقائبك حتى الغرفة.
وفي الدول الإسكندنافية يكون الناس متحفظين إزاء دفع البقشيش، وكما يشير بيا دي جراهل من هيئة " زور الدنمارك " فإن الخدمة لا تستحق دفع مكافأة إضافية مقابلها، ويقول " إنه حتى دفع أقل بقشيش يعد معبرا عن الرضا، غير أن عدم دفع الزبون بقشيشا لا يعد علامة على الاستياء "، بينما تقول سابينا كلاوتش من هيئة " زور السويد" إنه كقاعدة لا يترك السويديون بقشيشا كبيرا وربما لا يتركون أي بقشيش على الإطلاق، وقد يكمل الضيوف من آن لآخر قيمة فاتورة المطعم لتصبح رقما كاملا مجبورا، أو يتركون مجموعة من العملات الصغيرة على الطاولة.
وإذا انتقلنا إلى المنطقة العربية، نجد أنه في المعتاد في مصر وتونس دفع ما نسبته عشرة في المئة من قيمة الفاتورة في بند الخدمة، ولكن كما يوضح محمد الدسوقي من " مصر للسياحة " فإنه في حالة سداد إجمالي قيمة الفاتورة بحيث تشمل نسبة عشرة في المئة نظير الخدمة عن طريق بطاقة الائتمان، فإن النادل لن يرى النقود، وإنما الذي سيراها هو صاحب المطعم، وبالتالي وكما ينصح أندريا فيليبي من مكتب السياحة التونسي فمن الأفضل أن تدفع البقشيش بشكل منفصل بعد سداد قيمة الفاتورة.
وفي الولايات المتحدة حيث تحظى الخدمة بتقدير رفيع، فإن قيمة البقشيش تزيد عن أية دولة أخرى في العالم، فهو عادة يتراوح بين 15 - 20 في المئة، ويمكن أن نستلهم تقدير هذه القيمة من أسلوب الضرائب التي تفرضها كل ولاية، فعلى سبيل المثال فإن نسبة الضريبة في نيويورك تبلغ 8ر8 في المئة، وتنصح لينا شويتز من مكتب العلاقات الخارجية الألمانية في نيويورك بأن " تضاعف هذه النسبة ثم تضيفها كبقشيش على قيمة الفاتورة، وبالتالي فإنك ستدفع بقشيشا جيدا تبلغ نسبته نحو 18 في المئة من قيمة الفاتورة "، وعليك أن تدفع هذا المبلغ بالكامل فورا وليس بشكل منفصل لكل من الفاتورة والبقشيش على حده، ويوضح جورجيوس تسرداكيديس من " زور كاليفورنيا " بأنه " لكي لا تفسد الخدمة يجب أن تتعامل مع كل شيء كدفعة واحدة حتى تنتهي من الأمر سريعا "، وفي الحانة يحصل النادل على نحو دولار واحد عن كل مشروب، كما يحصل عامل الفندق على مبلغ مماثل نظير حمل كل حقيبة، وبالنسبة لعمال تنظيف الغرف يعد دفع خمسة دولارات بعد نهاية إقامة بالفندق لمدة ثلاثة أيام مبلغا مقبولا.