القطريون المشاركون في «نجوم العلوم» عددهم قليل وأفكارهم نوعية
حوارات
23 سبتمبر 2012 , 12:00ص
الدوحة - العرب
انتقد الدكتور إبراهيم النعيمي الرئيس المكلف بإدارة كلية المجتمع والعضو الدائم في لجنة التحكيم لبرنامج «نجوم العلوم» قلة عدد الشباب القطري المشارك بفعاليات النسخة الرابعة من البرنامج، فيما أشاد بأفكارهم النوعية ووصفها بالجيدة والمعدة بشكل متميز.
ودعا في حديث صحافي الجهات المعنية بالشباب والعلم في قطر إلى تشجيع الشباب على البحث العلمي بالتعاون مع مؤسسة قطر، ومساعدة الشباب على تقديم طلبات الالتحاق وكتابة المشروع بشكل علمي، مع توفير المراجع اللازمة لبلورة فكرتهم.
النعيمي عرض وجهة نظره في تحديد سن المشاركين في البرنامج، ورد على الانتقادات بعدم زيارة بعض الدول العربية، وتناول طموحاته لتطوير النسخ المقبلة في الحوار التالي:
دكتور إبراهيم: هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها في أحد مواسم برنامج نجوم العلوم هل كنت تتابع البرنامج من قبل، وكيف تراه في موسمه الرابع؟
بالفعل تابعت جزءا من مواسم البرنامج السابقة، والتي كانت مواسم ناجحة وبها ابتكارات ناجحة ورائعة، وحتى من حصلوا على جوائز البرنامج واصلوا مسيرتهم وحققوا طموحاتهم وانتقلوا لمراحل متقدمة، وبالتالي كانت تجربة ناجحة شجعت المزيد من الشباب العربي على التقدم بطلبات الانضمام للبرنامج، وهذا ما جعل مؤسسة قطر تستمر بقوة في إنتاج البرنامج وتطويره وإن كان البرنامج مرهقا لنا بسبب طوله واحتياجه للتركيز الشديد والانتقالات الكثيرة، لكن كل ذلك يهون أمام النتيجة المرجوة لوطننا وأمتنا.
من وجهة نظرك ما أهمية البرنامج لقطر وللعالم العربي؟
- البرنامج مهم جدا، لأنه يساعد الشباب العربي على أن يحقق طموحا تحتاجه أمته التي لن تنهض إلا بيده وعبر العلم، كما أنه يعطي سمعة طيبة لوطننا ولشبابنا العربي والقطري، ويجعلنا نهتم بأشياء مفيدة لنا ونحتاجها، ونعتمد على أنفسنا فيها.
كيف رأيت الشباب العربي المتقدم بآلاف الطلبات للانضمام إلى الموسم الجديد من البرنامج؟
- الشباب العربي المتقدم أستطيع أن أقسمه إلى عدة أقسام: قسم يعرف بالبرنامج والمسابقة وغير مهتم أو مستعد لهذه النوعية من البرامج، وقسم آخر طموح وعنده أفكار وبعضهم عمل دراسات معمقة لأفكاره وقدمها بطريقة واضحة وعرض خلفياتها العلمية وقارنها بما هو موجود على الساحة، وقسم أخير متحمس، لكن لم يحصل على تعليم جيد قدموا أفكارا بسيطة ليس فيها زخم علمي.
وكملاحظة عامة فإن الشباب العربي لديه قدرة على التنافس في المجال العلمي، ولكنه يحتاج إلى التهيئة عبر الجامعات والمراكز العلمية المتخصصة.
من خلال مشاركتك في البرنامج هل ترى أن أيا من جوانب البرنامج المختلفة العلمية والتسويقية وغيرها تحتاج إلى تطوير؟
- البرنامج يحتاج إلى دعاية أكبر في كل العالم العربي لدعوة الشباب للمسابقة، وممكن أن يتم ذلك عبر زيارات للجامعات والمدارس ومحاضرات تعريفية بأهمية العلوم والابتكارات، وكيف يمكن أن تقود الابتكارات إلى تطور علمي مهم للعالم العربي على مستوى العالم، بما يؤدي في النهاية إلى عمل حوار مع الشباب لإطلاق طموحهم ودفعهم للتخطيط للدخول في المسابقة.
وكيف يمكن أن يتم هذا الأمر؟
- بالتعاون مع منظمة العالم العربي للعلوم والثقافة ونظيرتها في منظمة التعاون الإسلامي، وكذلك اليونسكو ومراكز البحث العلمي العربية والإسكوا ومراكز الشباب. ونحن كنا في الدول الثماني التي ذهبنا إليها نلتقي المتسابقين في مراكز البحث العلمي، وبالتالي كل دولة عربية لديها نظير، لذلك عليها فقط أن تنظم جولات تعريفية للشباب بها حول البرنامج، وتساعدهم على التقديم وهو ما يحقق رؤية مؤسسة قطر النابعة من رؤية سمو الشيخة موزا بنت ناصر بإعطاء الفرصة للشباب العربي للتعبير عن نفسه وإطلاق طاقاته، ويمكن لمؤسسة قطر مثلا أن تبرم اتفاقيات مع هذه المؤسسات لحث الشباب العربي على الابتكار، لأنه يوجد شباب عربي لديه القدرة على الابتكار لكن الفرصة أمامه ضعيفة، ولا توجد أدوات ولا إنترنت لمساعدته أو مراجع علمية وهو ما توفره «قطر فونديشن» عبر البرنامج للمشاركين، وأتمنى أن يحدث هذا التواصل العلمي العربي.
كيف رأيت مساهمة الشباب القطري في الموسم الرابع في البرنامج؟
- الشباب القطري لم يكن عددهم كبيرا، لكن المتقدمين كانت أفكارهم جيدة ومعدة بشكل جيد وبعضهم خريجو جامعات عربية وأجنبية كونتهم بشكل جيد، وأتمنى أن يزيد عددهم وتتحسن أفكارهم، وإن شاء الله يفوز أحدهم بأحد مواسم البرنامج.
كيف يمكن زيادة عدد المشاركين القطريين من وجهة نظرك؟
- لدينا في قطر جهات كثيرة تعمل على تشجيع الشباب على البحث العلمي مثل النادي القطري العلمي الذي لديه ابتكارات علمية لأعضائه من الشباب القطري، ويمكن لهذه الجهات بالتعاون مع مؤسسة قطر بزيارة الجامعات والتقاء الطلاب لحثهم على المشاركة في البرنامج ونشر ثقافة البحث العلمي وسطهم، ومساعدتهم على تقديم طلبات الالتحاق وكتابة المشروع بشكل علمي مع توفير المراجع اللازمة لبلورة فكرتهم.
البرنامج حدد سن المشاركين هل ترى أن هذا الأمر يحرم بعض الفئات ممن لديها طاقة إيجابية وخارج السن المحدد من فرصة تبني اختراعهم ودفعهم للأمام في مجال البحث العلمي؟
- بالفعل البرنامج حدد سن المشاركين، ولكن يمكن طرح برنامج موازٍ لكل الأعمار، ويشمل مراحل تصفية أكثر ويعمل بطريقة أخرى لاختيار المشاركين والاستفادة من كل من لديه طاقة الاختراع.
بصراحة دكتور، ألا تشعر أن البرنامج فيه قصور ما؟
- لا بالعكس البرنامج تم إنتاجه على أعلى مستوى وبه أساتذة ومتخصصون من كافة أنحاء العالم يساعدون بخبرتهم البحثية والعلمية، كما أن مؤسسة قطر لم تقصر في حق البرنامج من الألف للياء.
بعض شباب الدول العربية التي لم تذهبوا لها يشعر بالظلم بسبب زيارتكم 8 دول فقط؟
- نحن غطينا كل الوطن العربي وليس شرطا أن نذهب للبلد لنلتقي أهلها، ففي تونس مثلا التقينا شباب المغرب والجزائر، والأردن قابلنا فيه شباب فلسطين والعراق، ومصر قابلنا فيها شباب السودان وليبيا واليمن، والسعودية قابلنا فيها شباب البحرين، ولبنان قابلنا فيها شباب سوريا، وهكذا والدول العربية التي لم نلتقِ شبابها هي جزر القمر والصومال وجيبوتي بسبب عدم تقديم طلبات التحاق للبرنامج منها.
الجدير بالذكر أن الدكتور إبراهيم صالح النعيمي هو أستاذ الكيمياء العضوية المعدنية في كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر، كما أنه مؤسس ومدير مشروع كلية المجتمع في قطر، وكان البروفيسور النعيمي قد شغل رئاسة مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان منذ تأسيسه في عام 2007، وسبق للبروفيسور النعيمي أن شغل منصب عميد كلية العلوم ورئيس جامعة قطر، ويعد النعيمي مؤسس ومدير جامعة «سي إتش إن» للتعليم المتخصص (الهولندية) في الدوحة، ومؤسس النادي العلمي القطري، وحصل البروفيسور النعيمي على شهادتي الدكتوراه والماجستير في الكيمياء من جامعة ساوث كاليفورنيا الأميركية، كما نال شهادة البكالوريوس في الكيمياء مع مرتبة الشرف من جامعة قطر.
ويعتبر البروفيسور النعيمي عضواً في العديد من المجالس الاستشارية الأكاديمية والعلمية، حيث تولى منصب رئيس مجلس إدارة مركز بحوث إسهامات المسلمين في الحضارة بالعاصمة القطرية الدوحة بين عامي 1987 و2010، كما يشغل عضوية الجمعية العامة للجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، والمجلس الاستشاري لصحيفة الكيمياء الآسيوية، ومجلس أمناء جائزتي دولة قطر التقديرية والتشجيعية.
وحصل البروفيسور النعيمي على مجموعة متنوعة من الأوسمة والميداليات والجوائز: مثل ميدالية مجلس التعاون الخليجي (من الدرجة الأولى) للإسهامات والإنجازات العلمية في عام 1997، وجائزة «Palmes Acadèmiques» المقدمة من قبل رئيس الوزراء الفرنسي في عام 1997، وجائزة العام للإنجازات العلمية من المجلس الأعلى لرعاية الشباب بالعاصمة القطرية الدوحة في عام 2000، وسبق للبروفيسور النعيمي نشر ما يزيد على أربعين ورقة بحثية في الصحف العلمية الدولية والإقليمية والمحلية.