"أوبزيرفر": مصر تعاني من إرهاب "تنظيم الدولة" والسيسي معاً

alarab
حول العالم 23 أغسطس 2015 , 02:56م
وكالات
تسوء الأوضاع في مصر يوما بعد آخر، ويواجه المصريون أوضاعا تزداد صعوبة منذ إطاحة الجيش بأول رئيس منتخب في يوليو 2013، غير أن صحيفة "أوبزيرفر" البريطانية لفتت في تقرير لها اليوم الأحد، إلى أن المواطن المصري أصبح عالقا بين فكي كماشة في بلاده، الأول يتمثل في العنف الذي يمارسه مقاتلو تنظيم الدولة، أما الثاني فيتمثل في العنف الذي تمارسه الأجهزة الأمنية التابعة للسيسي. 

وقالت الصحيفة في تقرير إن سكان العاصمة الذين يعانون أصلا من القمع الذي يمارسه نظام السيسي والعنف ضدهم، استيقظوا يوم الخميس الماضي على صوت انفجار ضخم سرعان ما تبين أنه سيارة مفخخة تستهدف مبنى الأمن الوطني في منطقة "شبرا الخيمة" شمال القاهرة، وهي منطقة يسكنها أبناء الطبقة العاملة والكادحة من محدودي ومتوسطي الدخل.

ويقول التقرير إن انفجار السيارة المفخخة تسبب في تكسير زجاج النوافذ لعدد من المنازل المحيطة بالمبنى المستهدف.

وأضافت الصحيفة "مثل هذا الانفجار أصبح شيئا روتينيا في القاهرة، حيث دخلت الدولة في معركة متصاعدة ومتسارعة مع المتشددين"، في إشارة إلى مقاتلي تنظيم الدولة الذين نقلوا عملياتهم على ما يبدو إلى القاهرة.

وتربط الصحيفة البريطانية بين التفجير الذي هز القاهرة الخميس الماضي، وبين قانون مكافحة الإرهاب الذي قام السيسي بتمريره، مشيرة إلى أنه "قانون بالغ القسوة والتشدد"، حيث إنه يؤسس لمحاكم خاصة في مصر ويفرض العقوبات على الصحافيين الذين ينشرون روايات عن أي هجوم تخالف الرواية الحكومية.

ويقول مناهضو القانون الجديد إن من شأنه أن يضع السلطة بشكل أكبر في يد الرئيس، كما أنه من المتوقع أن يؤدي إلى اتساع رقعة المعارضين للحكومة المصرية وللنظام الحالي.

وتابعت أوبزيرفر "يجد المواطنون المصريون العاديون أنفسهم على الحافة بين العنف الذي يمارسه المتمردون من تنظيم الدولة الإسلامية، وبين القبضة الأمنية التي تقوم بها الدولة".

ونقلت الصحيفة عن صحافي مصري قوله "أود الإشارة إلى أن قانون الإرهاب لا يناهض في الحقيقة الإرهاب، وإنما هو عملية شرعنة لإرهاب الدولة".. مضيفا "أنه بديل لقانون الطوارئ، إذ يمثل طغيانا على الدستور وعلى حقوق الناس، وخاصة الحق في حرية التعبير وحرية الرأي، ويمنح الشرعية للشرطة التي تمارس أصلا أعمالا وحشية". 

ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أنه يوجد في السجون المصرية حاليا أكثر من 40 ألف معتقل سياسي، فضلا عن أن النظام قتل أكثر من ألف شخص في يوم واحد خلال أغسطس من عام 2013 عندما قامت قوات مصرية بفض اعتصامي "رابعة" و"النهضة".