نظارات الواقع الافتراضي ينتظرها مستقبل واعد

alarab
تكنولوجيا 23 أغسطس 2015 , 11:57ص
د.ب.أ
ينتظر نظارات الواقع الافتراضي مستقبل واعد؛ فبفضل التطورات التكنولوجية السريعة لم يعد انتشار هذه النظارات يقتصر على عالم ألعاب الفيديو، بل إن قطاعات صناعة السينما والترفيه المنزلي ستشهد تغييرات كبيرة مستقبلاً. وتنقسم آراء الخبراء حول ما إذا كانت نظارات الواقع الافتراضي ستحل محل أجهزة التلفاز.

يكثر في أفلام الإثارة والرعب في السينما أو على التلفاز ظهور مشاهد لزلازل الأرض وتصاعد الأدخنة في الأفق، ودوي صفارات الإنذار وارتفاع أصوات الانفجارات. وإذا لم يكن كل هذا الصخب والضجيج غير كافٍ لأجواء الإثارة، فيظهر في بعض الأحيان وحوش خيالية "غودزيلا" على جانب الطريق.

ولكن الفيديو الترويجي لنظارة الواقع الافتراضي أوكولوس Rift أوضح كيفية تطوير الأفلام السينمائية مستقبلاً؛ حيث تتيح نظارات الواقع الافتراضي أن يكون المشاهد بداخل الأحداث، وليس على جانبها. فبدلاً من شاشة العرض، سيتوافر للمشاهد نطاق رؤية 360 درجة.

وبعد أن قامت شركة سامسونج بكشف النقاب عن نظارة الواقع الافتراضي Gear VR خلال الدورة الماضية لمعرض الإلكترونيات IFA، بدأت العديد من شركات الإلكترونيات الأخرى تطوير نظارات الواقع الافتراضي الخاصة بها أو طرح كاميرات متعددة العدسات في الأسواق من أجل تسجيل مقاطع الفيديو 360 درجة اللازمة لنظارات الواقع الافتراضي.

وأعلنت شركة نوكيا مؤخراً عن الموديل Ozo المزود بثماني كاميرات لتسجيل اللقطات البانورامية. وهنا ظهرت نقاشات بين الخبراء حول ما إذا كانت نظارات الواقع الافتراضي الصغيرة مع المستشعرات سوف تسحب البساط من تحت أقدام أجهزة التلفاز الحالية.

وأوضح تيم لوتر من الرابطة الألمانية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات Bitkom: "أود أن أقول بأن التلفاز سوف يستمر على هذا النحو"، وذلك لأسباب تتعلق بالرفقة والمؤانسة مع الأشخاص الآخرين.

أما عند استعمال نظارات الواقع الافتراضي فإن المستخدم لن يكون بحاجة للجلوس بجوار الأشخاص الآخرين على الأريكة في غرفة المعيشة. وقد أظهرت نتائج استبيان للرابطة الألمانية وجود اهتمام كبير بهذه التقنية الجديدة؛ حيث أعرب 20% من المشاركين في الاستبيان عن قناعتهم بإمكانية استعمال نظارات الواقع الافتراضي في ألعاب الحاسوب أو مشاهدة مقاطع الفيديو 360 درجة.

وبعيداً عن ألعاب الحاسوب يرى تيم لوتر أنه يمكن استعمال نظارات الواقع الافتراضي بصفة خاصة في الفعاليات الرياضية المصورة والحفلات الموسيقية المباشرة. بالإضافة إلى أنه يمكن استعمال هذه النظارات للقيام بجولات افتراضية في العقارات أو عمليات محاكات الإضاءة أو وسائل المساعدة الافتراضية للمنازل.

وأكد الخبير الألماني أن صناعة السينما سوف تواجه تغيرات كبيرة؛ حيث سيكون بمقدور نظارات الواقع الافتراضي إحداث ثورة في صناعة السينما من الأساس؛ حيث تتيح هذه النظارات للمشاهد أن يكون في وسط الأحداث، وهو ما سيفتح طرقاً جديدة لسرد القصص والحكايات، وإعادة إحياء الأحداث مرة أخرى.

ويتوقع بريان بلاو، محلل تكنولوجيا المعلومات بشركة غارتنر، أن يشهد عام 2016 ظهور أول الأفلام السينمائية المخصصة لنظارات الواقع الافتراضي، كما يتوقع أن توفر هذه النظارات مزيداً من التفاعل للجمهور ومتعة جديدة تماماً عند مشاهدة الأفلام. ومن الناحية النظرية يمكن أن تتحول القاعة بأكملها حول المشاهد إلى مساحة لعرض الفيلم.

ويمكن أن يشاهد اثنان من الجمهور نفس الفيلم، ولكنهما يعايشان تجربة مختلفة تماماً نظراً لاختلاف زاوية رؤية ومنظور كل منهما عن الآخر. ويعتقد بريان بلاو حدوث "تغييرات جذرية" في مجال الإنتاج التليفزيوني والسينمائي. وستتمثل التغييرات المرئية الأولى في الفعاليات المباشرة والأحداث الرياضية، التي يتم نقلها بشكل مباشر.

ولكن ماذا يعني ذلك للتلفاز على المدى البعيد؟ وللإجابة عن هذا السؤال أوضح رولان شتيله، من الجمعية الألمانية لإلكترونيات الترفيه، أن ذروة انتشار نظارات الواقع الافتراضي في غرف المعيشة لم يحن وقتها بعد. وأضاف الخبير الألماني قائلاً "سيشهد معرض الإلكترونيات IFA خلال الفترة من 4 إلى 9سبتمبر المقبل ظهور العديد من أجهزة التلفاز المزودة بالتقنية فائقة الوضوح Ultra HD".

ويعتقد رولان شتيله أنه في حالة انتشار أجهزة التلفاز Ultra HD على نطاق واسع، ستكون هناك فرصة أمام نظارات الواقع الافتراضي أن تسود غرف المعيشة على نطاق أوسع.

وإذا رغب المستخدم في الاستمتاع بالعوالم الافتراضية، فإنه يعتمد في أفضل الحالات على الهواتف الذكية، وهناك العديد من نظارات الواقع الافتراضي المتوافرة حالياً مثل جوجل Cardboard أو زايس VR One أو سامسونج Gear VR توفر للمستخدم إمكانية الاستمتاع بالعالم الافتراضي أو التمتع بالألعاب المثيرة أو مشاهدة مقاطع الفيديو 360 درجة بالارتباط مع الهاتف الذكي المقترن بها.

وأضاف بريان بلاو أنه في هذا المجال يوجد حماس كبير لتطوير محتويات لنظارات الواقع الافتراضي. كما أن منصة الفيديو يوتيوب تدعم حالياً مقاطع الفيديو 360 درجة. كما أن هناك بعض الفنانين مثل روبن شولتز يقوم عن طريق أحد التطبيقات بعرض مقاطع فيديو موسيقية 360 درجة على الهواتف الذكية.

ومن المرجح أن يستغرق الأمر بعض الوقت إلى أن تصبح نظارات الواقع الافتراضي جزءاً من الحياة اليومية للمستخدمين، ويتوقع رولان شتيله أن المدة قد تصل إلى خمس سنوات، أما بريان بلاو فإنه يقول بأن الفترة اللازمة لذلك قد تتراوح بين 5 و10 سنوات، ويرجع ذلك إلى طول فترة استعمال أجهزة التلفاز، والاستثمارات اللازمة لتطوير نظارات الواقع الافتراضي.

وأكد بلاو أن أجهزة التلفاز ستبقى لفترة أطول، ولكنها ستفقد أهميتها تدريجياً. وتوقع الخبير الألماني أن الفترة المقبلة ستشهد ظهور المزيد من أنواع الشاشات المختلفة من أجل الاستحواذ على اهتمام المستهلكين. ومن المتوقع خلال 20 سنة أن يُنظر إلى أجهزة التلفاز مثلما ينظر أصحاب الهواتف الذكية الحديثة إلى الهواتف الجوالة، التي ظهرت في حقبة التسعينيات من القرن المنصرم.