ماكفي الصدفة حولته إلى أصغر مليونير في بريطانيا
اقتصاد
23 أغسطس 2014 , 12:24م
عبد الغني عبد الرازق
دومينيك ماكفي واحد من أبرز رجال الأعمال في بريطانيا ويعد هو أصغر مليونير هناك، الشيء الغريب أن الصدفة لعبت دورا كبيرا في تحويله من الفقر إلى الثراء، حيث كان يتصفح مواقع إنترنت يوميا، بحثاً عن موقع شركة بطاقات الائتمان الشهيرة فيزا، فكتب حروف موقعها خطأviza بدلاً من visa، هذا الخطأ در عليه فيما بعد عوائد مالية قدرها 5 ملايين دولار، وفي سن 18، تم تعيينه بسرعة من قبل الحكومة
البريطانية بوصفه رائدا لبريطانيا في الأعمال الحرة، ماكفي تولى العديد من المناصب الهامة فقد عمل مستشارا لمجموعة واسعة من المؤسسات والمنظمات بما في ذلك وزارة التجارة والصناعة ومستشارا بشأن المبادرات إلى إدارة المشاريع والتجارة مع الحكومة الأيرلندية.
البداية
ولد دومينيك ماكفي في عام 1985، وقد بدأ العمل في سن الـ13 عاما، وهو سن صغير جدا ولكن
ذلك أكسبه خبرة كبيرة فيما بعد خاصة في مجال الأعمال التجارية.
موعد مع الثراء
لعبت الصدفة دورا كبيرا في حياه ماكفي ففي أحد الأيام كان يتصفح مواقع إنترنت يوماً، بحثاً عن موقع شركة بطاقات الائتمان الشهيرة فيزا، فكتب حروف موقعها خطأ viza بدلاً من
visa، هذا الخطأ در عليه فيما بعد عوائد مالية قدرها 5 ملايين دولار. خطؤه هذا جعله يهبط على موقع شركة أميركية متخصصة في تصنيع عجلات السكووتر Scooters التي يمكن طيها وحملها بسهولة،
ومثل أي فتى في عمره فلقد أراد واحدة منها بدرجة كبيرة، لكنه لم يكن هو أو والداه ليتحمل نفقات شراء واحدة منها.
بداية المشوار
كانت المفاجأة بعد ذلك أن أرسل ماكفي رسالة إلكترونية إلى الشركة يخبرها أنه يستطيع بيع
الكثير من هذه الدراجات في موطنه إنجلترا، فقط لو أرسلوا له واحدة مجاناً، بالطبع رفضت الشركة الأميركية، لكن الشركة كانت من الذكاء التسويقي بحيث أخبرت دومينيك أنه لو اشترى خمس دراجات منها، فستعطيه السادسة مجانا، لم يضيع دومينيك الوقت، إذ عمد إلى توفير المال حتى جمع ما يكفي لشراء الخمس، عبر عقد حفلات الرقص وشراء الأسهم والسندات وبيع مشغلات الأقراص الصوتية المصغرة لأصدقائه وزملائه ومعارفه، وبعد تجميع المبلغ حصل دومينيك على دراجاته الخمس، والسادسة الأخرى المجانية.
مهارة التسويق
استطاع ماكفي وهو طفل أن يبيع الخمس عجلات في أسبوع واحد لأصدقائه وأفراد عائلته، وفي
الأسبوع التالي باع عشرة منها، واستمر على هذا الحال من وقتها.
نشر الفكرة
كان ماكفي يرى أن بإمكان كل شخص في العاصمة لندن أن يذهب إلى عمله على متن دراجة مثل
هذه، وكذلك كل قائد سيارة إذ إن الاختناقات المرورية اللندنية كانت العادة وخلافها من النوادر، كل ما فعله ماكفي بعدها هو نشر رؤيته هذه بين الناس، فأثناء فترات راحة الغذاء اليومية في مدرسته، اعتاد دومينيك الذهاب إلى محطة قطار أنفاق ليفربول، لتطارده الشرطة بسبب توزيعه لمنشورات دعائية بين جمهور الركاب، التي كان يلقيها بينما يمضي مُسرعًا على متن دراجته السكووتر.
في أول الأمر، باع دومينيك الكثير من دراجاته للموظفين التنفيذيين على أنها أدوات لهو وتسلية، لكن فيما بعد بدأ الناس في استعمالها للوصول لأماكن عملهم، دومينيك أعطى الجميع درسا في تقبل رفض العملاء لشراء بضاعتنا، فهو لم يكن ليتركهم دون أن يسألهم عن طريقة إداراتهم لأعمالهم، وهم أحبوا أن يشاركوه خبراتهم، مثلما يفعل الأخ الأكبر مع إخوته.
البيع عبر الإنترنت
بعد ذلك باع ماكفي الكثير عبر استعمال الهاتف، وساعدته خبرته في التعامل مع الإنترنت في البيع، وعادت عليه صداقاته مع أقرانه من خبراء تقنية المعلومات بعروض تقديمية (Presentations) احترافية
لبيع بضاعته، كما أنشأ موقعاً له على إنترنت سرعان ما أصبح متوسط زواره يومياً 30 ألف زائر، وهو باع قرابة 7 ملايين دراجة عبر موقعه.
تحوله إلى مليونير
دومينيك كان الرابح الأكبر وقد تحول إلى مليونير بالفعل، فلم يكن هناك أي إيجار يدفعه أو قروض يسددها أو مصاريف يدفعها، وكان كل ما يدفعه فواتير إنترنت وهاتفه النقال، الطريف أن مكتب دومينيك كان سرير نومه.
الرجل الأكثر نفوذا في بريطانيا
في عام 2009 أطلق عليه لقب رجل الأعمال الأكثر نفوذا في بريطانيا تحت سن الـ30 من قبل صحيفة صنداي تايمز خاصة أن أعماله قد توسعت بشكل كبير، حيث كان يدير مجموعة من المصالح التجارية من الأزياء والموسيقى ووسائل الإعلام ومستحضرات التجميل.
سر النجاح
قد يرى البعض أن ما حدث ضرب من الحظ، لكن لضربة الحظ مدى زمني قصير، لذا فما حدث مع ماكفي كان في البداية فيه شيء من الحظ لكنه استغل ذكاءه في الترويج للمنتج، حيث كان يتحرك بشكل دائم لبيع ما لديه من مخزون، فقد نظر دومينيك للأمر ببراءة الطفولة وسذاجة الأطفال، ولعلها كانت الطريقة الأمثل إذ جنبته القلق النفسي والضغط العصبي والمشاكل الإدارية. كان دومينيك بائعا ماهرا بلا شك، فهو عرف أن المنتجات المنافسة لعجلاته كانت أقل مستوى وأعلى تكلفة، وعبر عن ذلك بفصيح صحيح الكلمات، كما أن الصحافة أعجبت بالمنتج الذي يبيعه، كذلك - جمهور المشترين، وهو ما ساعد البيع على أن يتحسن أكثر فأكثر، ويلخص دومينيك ماكفي سر نجاحه في جملة واحدة: لقد كان لدي شيء يحتاجه الناس بشدة