زها حديد.. من المعمار إلى عالم الأثرياء
اقتصاد
23 أغسطس 2014 , 12:13م
الدوحة - العرب
زها حديد واحدة من أقوى النساء في العراق، زها دخلت عالم الأثرياء من خلال المعمار فهي مهندسة معمارية لها العديد من إنجازاتها في هذا المجال.
الشيء اللافت للانتباه أن زها حديد عانت أكثر من غيرها حتى تصل إلى ما وصلت إليه، فطريقة تفكيرها المنفردة هي مكونات الأسطورة، ففي بعض الأحيان يتطلب الأمر مزاجا فنيا خاصا وضروريا لابتكار شيء معماري قوي.
زها حديد تدير مكتبا هندسيا في لندن يضم 400 موظف يعملون على مشاريع في أكثر من أربعين بلدا، وتصر على أن حسها المعماري ناتج من البيئة المتسامحة التي كانت سائدة آنذاك في العراق.
البداية
ولدت زها محمد حديد في بغداد 31 أكتوبر 1950 وهي ابنة وزير المالية الأسبق محمد حديد الذي اشتهر بتسيير اقتصاد العراق خلال الفترة من (1958 إلى 1963)، كان العراق في الخمسينيات موطن الحرية الفكرية والثراء الأدبي والغنى الثقافي، وكان الاقتصاد ينمو على نحو متسارع وتربت زها حديد في بيت اقتصادي من الطراز الأول، فقد كان والداها رجل اقتصاد وصناعة، ينتمي إلى عائلة عريقة، أما تعليمها، فقد التحقت زها حديد بمدرسة داخلية في بغداد ثم انتقلت لأخرى في سويسرا. وأكملت الدراسة الجامعية في لبنان، حيث حصلت على درجة في الرياضيات من الجامعة الأميركية ببيروت.
وفي سنة 1972 التحقت زها حديد بالجمعية المعمارية في لندن، وهي أفضل مكان أكاديمي ليتقدم ويبرز ويتعلم أي معماري مستقل وطموح، وقد تتلمذت على يد معلمين في المعهد من أبرز الأسماء في عالم العمارة، مثل كولهاس الذي وصفها بأنها كوكب يدور في مجرة وحده.
حياتها المهنية
في بداية مشوارها كان يبدو للجميع ممن يرى أعمال زها المصممة على الورق أنها مستحيلة التحقيق والتبني، وظل الأمر كذلك حتى قامت شركة في هونج كونج بتبني تصميمها لمنتجع (القمة)، ولكن الأمر لم يكتمل للأسف، ففي سنة 1983 لم يتحقق مشروع القمة بعد خسارة العميل لموقع العمل وليس بسبب تصميم زها حديد وظلت زها حديد بعد ذلك عشرة أعوام حتى صممت مبنى آخر.
بعد ذلك عاد سوء الحظ مرة أخرى ليقابلها مع مبنى الأوبرا في كارديف، حيث فاز تصميمها الذي يحمل اسم (العقد الكريستالي) في مسابقة دولية لتصميم دار الأوبرا الجديدة في العاصمة ويلز، حيث كان تنفيذه مستحيلا لسببين، فهو لم يجد دعما ماديا كافيا، كما لقي تصميم حديد معارضة شديدة من السياسيين في كارديف التي تتميز بطبيعتها المحافظة ثقافيا ومعماريا، بينما جاء تصميم حديد وكأنه سقط عليهم من الفضاء.
النجاح والتميز
كان بداية نجاحها عندما صممت مشروع مركز الفن المعاصر في سينسيناتي والذي بسببه لاقت
شهرة كبيرة، حيث أسكتت كل الألسن التي كانت تزعم أن تصاميمها مجرد خيال جميل على الورق، وكان من أشهر إنجازاتها بعد ذلك مرسى السفن في باليرمو في صقلية عام 1999، والمركز العلمي لمدينة (وولفسبورج الألمانية) في نفس العام، وكذلك المسجد الكبير في عاصمة أوروبا ستراسبورج عام 2000، ومنصة التزحلق الثلجي في أنزبروك عام 2001. والاستاد الأولمبي في لندن عام 2012 بالإضافة إلى الملعب الأولمبي في طوكيو وملعب الوكره في الدوحة.
اسم من حديد
تعيش زها حديد في لندن، وهي صاحبة شركة لا يقل عدد موظفيها عن 400 موظف وتعمل على ما لا
يقل عن 950 مشروعا هي من ضمن الأشهر عبر مختلف أنحاء العالم، أحدثها ما سيراه العالم بمناسبة دورة الألعاب الأولمبية لعام 2020 في روسيا، حيث كلفت بإنشاء الملعب الرئيس، وكذلك مشروع مع شركة صناعة اليخوت الألمانية الفاخرة بلوهم فوس، كما أنها صممت يخت الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش (إيكلبس) ثاني أضخم اليخوت في العالم.
الجوائز والتكريمات
حصلت زها حديد على العديد من الجوائز والتكريمات من أساطين العمارة مثل الياباني كانزو تانك، كما حصلت على جائزة بريتزكر المشهورة في مجال التصميم المعماري، حيث تعادل في قيمتها جائزة نوبل، وبذلك تصبح زها أول امرأة تفوز بها منذ بدايتها التي يرجع تاريخها لنحو 25 عاماً، كما أنها أصغر من فاز بها سناً وكان ذلك عام 2004، كما فازت المهندسة العراقية بأرفع جائزة نمساوية عام 2002، حيث حصلت على جائزة الدولة النمساوية للسياحة.
سر النجاح
تعتبر زها حديد من أكثر التجارب إلهاما، ليس للمرأة العربية فقط بل لكل النساء في العالم، فقد اقتحمت مجالا كان حكرا على الرجال، وكانت أول امرأة عربية تنافس في مجتمع أوروبي ثم عالمي، وبشروط صعبة وبتصاميم مستفزة وصادمة