أكد سعادة السيد جاسم بن راشد البوعينين الأمين العام للجنة الأولمبية القطرية، أن ترشح قطر لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية 2036 تتويج لمسيرة رياضية حافلة بالنجاحات. وقال سعادته في منشور على حسابه الرسمي في منصة إكس: «ترشح قطر لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية 2036 هو ثمرة سنوات من الخبرة في تنظيم كبرى البطولات العالمية، وتتويج لمسيرة رياضية حافلة بالنجاحات».
وأضاف: «هذه الخطوة تؤكد على استعداد الكوادر القطرية لقيادة المستقبل الرياضي بكل ثقة وتميز».
وكانت اللجنة الأولمبية القطرية قد أكدت في وقت سابق أمس، مشاركتها في النقاشات الجارية مع اللجنة الأولمبية الدولية بهدف استضافة دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية لعام 2036، وذلك في إطار الآلية الجديدة لاختيار المدينة المستضيفة. وتتمتع دولة قطر بسجل حافل من النجاحات في تنظيم كبرى الفعاليات الرياضية الدولية، إذ استضافت 18 بطولة عالم خلال العشرين عاماً الماضية، أبرزها بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، التي تعد أفضل نسخة في تاريخ المونديال، وبطولة العالم لكرة اليد 2015، وبطولة العالم لألعاب القوى 2019، وبطولة العالم للألعاب المائية 2024، وبطولة العالم لتنس الطاولة 2025، إلى جانب استضافة كبرى الدورات المجمعة متعددة الرياضات، من أبرزها دورة الألعاب الآسيوية 2006.
وفي حال نيل دولة قطر شرف التنظيم ستكون أول دورة ألعاب أولمبية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو ما سيتيح لدولة قطر تقديم نموذج أولمبي عربي فريد يرتكز على التنوع والانفتاح، مستنداً إلى إرث مستدام وقدرة الرياضة على نشر الأمل والسلام، إلى جانب تعزيز التمثيل الإقليمي وإبراز طاقات الشباب العربي.

أهداف طويلة الأمد

تقـدم الدوحـة 2036 نموذجـا لدورة ألعاب تسهم بشـكل مباشـر فـي تحقيـق الأهـداف الوطنيـة طويلـة الأمـد، مـع توسـيع فـرص المشـاركة والتمكيـن علـى امتـداد المنطقـة، وينطلـق هـذا النمـوذج مـن رؤيـة قطر الوطنية 2030 ويرتكز على ركائز التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
ويتجـاوز هـذا التوجـه مجـرد تنظيـم حـدث رياضـي، ليركـز علـى بنـاء الأنظمـة، وتعزيـز القـدرات، وتحقيـق نتائــج مســتدامة، ومــن خلال الاســتفادة مــن البنيــة التحتيــة القائمــة، وجاهزيــة المؤسســات، والخبــرة الوطنيـة المتراكمـة، سـتفعل الدوحـة 2036 إرث الألعـاب قبـل انطلاقهـا بوقـت طويـل، وتحافـظ عليـه لما بعد ختامها بسنوات.

إرث مشرف لمونديال 2022

رغبة قطر في استضافة أولمبياد 2036 جاءت مبنية على إرث مشرف وعلـى النجـاح الـذي حققتـه بطولـة كأس العالـم - قطـر 2022، ونؤكـد اسـتعدادنا لجمـع العالــم تحــت رايــة القيــم الأولمبيــة، علــى غــرار تجربتنــا فــي كأس العالــم لكــرة القــدم 2022 عندمــا استقبلت الدوحة أكثر من مليون مشجع من مختلف دول العالم. 
وكانــت رحلتنــا إلــى 2022 بمثابــة مســيرة نمــو هائلــة، وســتقوم رحلتنــا نحــو عــام 2036، علــى الأسـس التـي وضعناهـا بـإرث مـن نـوع مختلف.  وتركــت اســتضافة قطــر لكأس العالــم قطــر 2022 إرثــا هائلا، وشبكات مواصلات ذكية، وبنية تحتية رقمية وأمنية متقدمة.  ويســهم هــذا الإرث المســتدام فــي تحفيــز قطاعــات حيويــة مثــل الســياحة والخدمــات، ممــا يساهم في تعزيز مسيرة التنمية المستدامة في الدولة.

جــاهــزيـة غير مسبوقة

سـاهمت التطـورات الاسـتثنائية فـي البنيـة التحتيـة التـي شـهدتها قطـر خلال اسـتعداداتها لاســتضافة كأس العالــم - قطــر2022، في تعزيز جاهزيتها لأولمبيــاد 2036، حيــث إن ٪95 مـن مرافـق الأولمبيـاد جاهـزة وتـم اختبارهـا وفـق أعلـى المعاييـر الدوليـة، كمـا سيسـهم النظـام الرياضــي المتكامــل الذي يجمــع بيــن الخبــرات المتراكمــة، والبنيــة التحتيــة العالميــة، والتخطيــط الاستراتيجي في تعزيز هذا الملف.
وتتمتـع دولـة قطـر بجاهزيـة غيـر مسـبوقة لاسـتضافة «ألعـاب 2036»، بفضـل خبـرة تمتـد علـى مدى عقدين من النجاح في تنظيم أبرز البطولات الرياضية الدولية، بما في ذلك كأس العالم قطر 2022، وبطولة العالم لألعاب القوى2019.
وعلـى مـدار العقديـن الماضييـن، اسـتضافت دولـة قطـر 18 بطولـة عالميـة لـ 12 رياضـة أولمبيـة صيفيـة، ممـا أسـهم فـي بنـاء منظومـة رياضيـة عاليـة الأداء والكفـاءة تتمتـع بموثوقيـة كبيـرة علـى المسـتوى العالمـي، وعلاوة علـى ذلـك، يحظـى سـجل قطـر فـي تنظيـم الأحـداث الرياضيـة الدوليـة بالعديـد مـن البطـولات الدوليـة فـي 8 رياضـات إضافيـة مدرجـة ضمـن الرياضـات الأولمبيـة الصيفيــة، فــضلا عــن العديــد مــن البطــولات الإقليميــة، ممــا يعكــس عمــق وتنــوع وانتظــام الأجنــدة الرياضيـة فـي قطـر، وفـي ظـل وجـود منشـآت رياضيـة عالميـة المسـتوى، سـيركز ملـف الدوحـة 2036 على تقديم تجارب استثنائية وإرث مســتدام مــن اليــوم الأول، بــدلا مــن التركيــز علــى تطويــر البنيــة التحتية. 
وتوفر دولة قطر تجربة متكاملة وسلسة للرياضيين والزوار والشركاء على حد سواء.

آلية الترشح الجديدة

عدلـت اللجنـة الأولمبيـة الدوليـة عمليـة اختيـار المـدن المضيفـة، لتسـتند إلـى الحـوار والتعـاون أكثـر مــن تقديــم الملفــات التنافســية. وتحــدد لجنــة الــدول المضيفــة المســتقبلية التابعــة للجنــة الأولمبيــة الدوليـة الـدول المهتمـة وتتواصـل معهـا، لتقييـم رؤيتهـا طويلـة المـدى ومـدى توافقهـا مـع القيـم الأولمبيــة. ويمكــن أن يــؤدي هــذا النقــاش المســتمر وغيــر الملــزم إلــى «حــوار هــادف» مــع الدولــة المضيفـة المفضلـة، ويـؤدي ذلـك إلـى عـرض ملفهـا فـي جلسـة اللجنـة الأولمبيـة الدوليـة للموافقـة عليـه، ويهـدف هـذا النظـام الجديـد إلـى خفـض التكاليـف، وضمـان الاسـتدامة، وإيجـاد الموقـع الأمثـل للألعاب.

ركائز ملف الاستضافة

-تعتمد ركائز الملف القطري لاستضافة أولمبياد 2036، على إيمان قطــر بأن الرياضة تشكل أداة قوية لبناء السلام، تتجاوز الحدود وتقرب المسافات وتعزز الحوار بين الشعوب. وتعتبر دولة قطر الرياضة وسيلة لتعزيز التنمية المستدامة وخلق عالم أكثر وحدة وتسامحا لإرثنــا الدبلوماســي، وتدعــو العالــم للتواصــل فــي بيئــة يســودها الود، ويشــكل هــذا الترشــح امتــدادا السلام والاحترام المتبادل. وأكدت قطر تعهدها بتقديـم تجربـة أولمبيـة لا مثيـل لهـا، وبـأن تشـكل الألعـاب منصـة شـاملة ترحـب بمختلـف الشعوب.