أكد السيد ناصر الجابر الرئيس التنفيذي لمنظمة علّم لأجل قطر، أن المعهد الصيفي شهد أمس فعالية «تواصل مع طفل»، وهي فعالية تُنظم للمنتسبين الجدد ضمن الأسبوع الأول المعهد الصيفي، لاختبار قدرات المنتسبين في التواصل مع الأطفال.
وأوضح الجابر في تصريحات خاصة لـ «العرب» أن الفعالية تنظم هذا العام بالتعاون مع «قطر الخيرية»، ليكون تواصل المنتسبين هذا العام مع أطفال قطاع غزة بدولة فلسطين، عن طريق برامج التواصل أونلاين، ليمثل كسراً لما هو معتاد عليه من أن يكون التواصل مباشرا بين المنتسبين والأطفال.
وشدد على حرص «علم لأجل قطر» هذا العام على أن يكون الأطفال المختارين من قطاع غزة تفاعلاً مع ما مر به القطاع من أوضاع خلال الفترة الماضية، وتضامناً مع أطفال فلسطين، ممن نظمت لهم قطر الخيرية فعاليات وألعابا أمس ضمن «تواصل مع طفل».
تعاون مع «قطر الخيرية»
وأشاد الجابر بتعاون «قطر الخيرية» وما قدمه مكتب الجمعية في قطاع غزة، لتواصلهم مع الأطفال في القطاع ليكون «أبطال غزة» من الأطفال المشاركين في هذه الفعالية الهامة، وليتمكن المنتسبون من التواصل معهم، منوها بمشاركة بعض الأطفال بعرض مواهبهم من بينها مواهب الشعر والغناء، وتعرف المنتسبون على هوايات أبناء غزة وشعروا بالحماس الكبير لديهم.
وقال الجابر: حرصنا على التعرف على أثر الفعالية على نفوس أطفال غزة، وقد أكد لنا المشرفون على مدى حماسهم للمشاركة في هذه الفعالية، خاصةً وأن الأشخاص الذين يتواصلون معهم من قطر، وقد سمعوا عنها الكثير بجهودها في توفير المساعدات لأهل القطاع، ومن الأمور التي أسعدت المنتسبين قول أكثر من طفل بأنهم يطمحون لزيارة قطر في المستقبل.
وأشار إلى أن المنتسبين هذا العام لمسار القادة يبلغ 30 منتسباً، معرباً عن أمله بأن يكونوا إضافة ثمينة لقطاع التعليم في قطر خلال السنوات المقبلة، وأن يسهموا في تعليم مئات الأطفال.
شكراً أطفال غزة
وتقدم الجابر بالشكر لأطفال غزة، ممن شاركوا في الفعالية، ولـ»قطر الخيرية» على الجهود المبذولة لتيسير التواصل مع الأطفال، وللمنتسبين الذين قدموا أنشطة متنوعة للأطفال وأدخلوا البهجة على نفوسهم، كما تقدم بالشكر لكافة العاملين في»علم لأجل قطر»، لجهودهم المتواصلة التي تنعكس بصورة واضحة على مسيرة التعليم في الدولة.
وأضاف: أود أن أؤكد أن «تواصل مع طفل» مثلت فرصة ثمينة للمنتسبين، تعرفوا من خلالها كيف يتواصلون مع الأطفال حتى وإن كان عن بُعد، فلا تقف أمامهم أي عقبات، فهي المرة الأولى التي يتم تنظيم هذه الفعالية عن بُعد، حيث تكون دائماً بالتواصل المباشر بين المنتسبين والأطفال.
ونوه بأن دفعة 2021 من المنتسبين تضم 9 مواطنين، من بينهم قطريان اثنان من الذكور و7 فتيات، ويبلغ عدد المقيمين 21 منتسبا، 4 ذكور و17 من الإناث، ليشكل القطريون نسبة 30 % من إجمالي المنتسبين. ولفت إلى أن 6 من المشاركين متخصصون في الرياضيات، و6 آخرون في مادة العلوم، و9 في مادة اللغة العربية، و9 في مادة اللغة الإنجليزية.
ونوه الجابر بأن «علِّم لأجل قطر» وهي منظمة محلية غير حكومية أسستها سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني تمثل جزءاً من الحل لبعض التحديات التي يواجهها الطلاب في قطر، عبر الاستفادة من الكوادر المتميزة من الخريجين والمهنيين وتأهيلهم للعمل في المدارس الحكومية لمدة عامين من خلال برنامج لتطوير مهارات التدريس والمهارات القيادية يُطلق عليه مسار القادة.
وأشار إلى أن فكرة إنشاء منظمة «علِّم لأجل قطر» نبعت من الإيمان بأن الجيل القادم من القادة يستحق تلقي التعليم على يد أفضل الكوادر في البلاد، وأنه من خلال الانتساب للمنظمة تتاح الفرصة للخريجين والمهنيين من المواطنين والمقيمين لرد الجميل إلى قطر وإلهام الطلاب في الفصل الدراسي وتقديم النموذج والقدوة الإيجابية لهم طوال فترة عملهم بالتدريس في المدارس الحكومية لمدة عامين.
ولفت إلى أن تدريب المنتسبين الجدد خلال المعهد الصيفي يمثل الخطوة الأولى في رحلة التطوير المهني لكل منتسب، موضحا أن المعهد الصيفي هو عبارة عن برنامج تدريبي مكثف يستمر 7 أسابيع ويهدف إلى إعداد كل منتسب لكي يبدأ رحلة التدريس في شهر سبتمبر، ليقدم المعهد برنامجاً شاملاً من المحاضرات، وينطوي على عدد من التحديات، ويقدّم للمنتسبين خبرات واسعة قيمة يُكسب المعهد المنتسبين باقة واسعة من المعرفة بمادة التخصص وطرق التدريس (عن قرب وعن بُعد) التي تضع الأساس الراسخ لتطورهم كمدرسين على مدار الانتساب الذي يستمر عامين. ويضمن هذا التدريب لكل منتسب الحصول على مهارات التدريس الأساسية التي تجعله معلماً مؤثراً وملهماً للطلاب في الفصل الدراسي.
وتابع الجابر أن المعهد الصيفي يمثل فترة اختبار للمنتسبين الجدد، ويعطي «علِّم لأجل قطر» الفرصة لتقييم تأهل كل منتسب للتدريس العملي الفعال، كما يتيح للمنتسبين الفرصة لتقييم مدى حرصهم وجديتهم في الالتزام بالتدريس لمدة سنتين، مضيفاً: خلال فترة التوجيه التي تستمر 7 أسابيع، ويتم تنظيمه هذا العام عن بعد، ومنها 3 أسابيع فقط في مقر جامعة قطر للتدريب العملي، وسيساعد فريق «علِّم لأجل قطر» من المشرفين المخضرمين المنتسبين على: فهم النظرية التعليمية والتدريب على طرق التدريس، وممارسة عملية للتدريس والتعلم، وتنمية روح الفريق، واكتساب خبرة التدريس العملي من خلال تقديم دروس، ومحاكاة التدريس في الفصول مع مدرّسين محترفين ومنتسبين آخرين، والحصول على التوجيه المباشر والإشراف وتعليقات وملاحظات من مديري البرامج، والتعرف على أفضل ممارسات التدريس من منظمتي «علِّم لأجل قطر» و«علِّم لأجل الجميع».
تخفيف الضغوط النفسية على الأطفال
من جانبه عبر السيد نواف الحمادي مساعد الرئيس التنفيذي لقطاع العمليات والشراكات الدولية بقطر الخيرية عن شكره لمنظمة «علّم من أجل قطر» لتنظيم هذه الفعالية المهمة.
وقال الحمادي: «إنها تكتسب أهمية خاصة لأنها تندرج في إطار تخفيف الضغوط النفسية على شريحة الأطفال خصوصا الأيتام بعد الأحداث الأخيرة التي شهدها قطاع غزة، على اعتبار أنهم الأكثر تأثرا من الأزمات وتقديم الدعم النفسي اللازم لهم، وتعبر في نفس الوقت عن عمق الروابط بين الشعبين القطري والفلسطيني ووقوف أهل قطر ومنظمات المجتمع المدني في دولة قطر إلى جانب الشعب الفلسطيني بكافة شرائحه في أوقات محنته، ومحاولة التخفيف من معاناته الإنسانية بمختلف أنواع الدعم «. وأكد على أهمية تواصل إقامة مثل هذه الفعاليات الثقافية والترفيهية للأطفال نظراً لما تركته من فرح وسعادة في نفوسهم.