قطر تمتلك بنية رقمية متطوّرة تسمح للطلاب بمواصلة «التعليم عن بُعد»
موضوعات العدد الورقي
23 يونيو 2020 , 02:37ص
أمير سالم
أكد جودي ر. روبرسون، اختصاصي علم النفس المدرسي في مركز التعلّم بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، أن المدارس في قطر حقّقت نتائج جيدة في زيادة الوعي بأهمية الصحة النفسية.
وقال، في حوار مع «العرب»، إن العامين الماضيين شهدا إطلاق برامج متخصصة في هذا المجال، لافتاً إلى أن هذه البرامج في حالة التوسّع أكثر لتزويد الأجيال القادمة بأدوات دعم الرفاه والصحة النفسية.وأضاف روبرسون أن قطر تمتلك بنية تحتية رقمية تسمح للطلاب بمواصلة الحصول على التعليم الجيد عن طريق الإنترنت.
لافتاً إلى أن هذه البرامج في حالة التوسّع أكثر لتزويد الأجيال القادمة بأدوات دعم الرفاه والصحة النفسية.وأضاف روبرسون أن قطر تمتلك بنية تحتية رقمية تسمح للطلاب بمواصلة الحصول على التعليم الجيد عن طريق الإنترنت.
أوضح أن الأزمة الوبائية العالمية الحالية وفّرت فرصة فريدة للتطوّر في التعليم، وقال: «إن كل ما نحتاجه هو تطوير مهاراتنا حتى نتمكّن من تلبية احتياجات الطلاب في العالم الرقمي». وكشف روبرسون عن حدوث انخفاض ملحوظ في حالات التنمّر الإلكتروني مع تطبيق برامج «التعليم عن بُعد».. وإلى نص الحوار:
بداية، ما وجهة نظرك حول الحاجة إلى بناء ثقافة الرفاه ودعم الصحة النفسية لطلاب المدارس والجامعات؟
? حقّقت المدارس في قطر نتائج جيدة في زيادة الوعي بأهمية الصحة النفسية، وقد شاهدنا ذلك خلال السنتين الماضيتين بإطلاق برامج بهذا الخصوص، مثل «سفراء الصحة النفسية»، والفرص التعليمية الهادفة إلى التوعية بالصحة النفسية، وتحتاج هذه البرامج إلى التوسّع أكثر حتى تزوّد الأجيال القادمة بأدوات دعم الرفاه والصحة النفسية.
هل لاحظتم ارتفاعاً في الاستفسارات المتعلّقة بدعم الصحة النفسية في المدارس حالياً؟
? كان هناك ارتفاع ملحوظ في الاستفسارات، وجرى الاتصال بشكل مكثّف بفريق الأزمات والرفاه في وقت مبكّر جداً بعد تطبيق التعلّم عن بُعد، والذي قدّم الكثير من المعلومات والدعم والمصادر لجامعات المدينة التعليمية.
قد يؤدّي إغلاق المدارس إلى زيادة التفاوتات التعليمية بناءً على الظروف الاجتماعية والاقتصادية للأسرة، كيف كانت التجربة هنا في قطر؟
? حدث ذلك بالفعل في بعض الدول، لكن تجربة دولة قطر في هذا المجال فريدة من نوعها؛ حيث تمتلك بنية تحتية رقمية تسمح للطلاب بمواصلة الحصول على التعليم الجيد عن طريق الإنترنت، وقد وفّرت مؤسسة قطر أجهزة الحاسوب والآي باد، مما سمح بمواصلة البرامج التعليمية لجميع الطلاب.
كيف يمكن للمدارس والمؤسسات الحكومية في العالم أن تعمل معاً لسدّ هذه الفجوة؟
? يمكن وضع إرشادات للتعليم الرقمي بالطريقة ذاتها التي يتم فيها تحديد الحد الأدنى من المعايير الأكاديمية، فالتأكد من وجود تواصل عبر الإنترنت بين الطلاب والمعلمين يجب أن يكون أولوية، ويشمل ذلك الحصول على أجهزة الحاسوب أو وسائل أخرى لإكمال برامج التعلم عبر الإنترنت. أرى شخصياً أنه يجب أن يكون هناك مكوّن رقمي في المناهج الدراسية كجزء من البرمجة اليومية؛ فعلى سبيل المثال، يمكن تصميم صفوف دراسية رقمية تمكّن الطلاب من العمل في أنظمة وبرامج توفّر لهم الفرصة والخبرة للتنقل بين التعليم وجهاً لوجه والتعليم الرقمي. وعلى الرغم من كون الأزمة الوبائية الحالية صعبة، فإنها وفّرت فرصة فريدة للتطور في التعليم، في حين أن التعليم وجهاً لوجه والصفوف التعليمية التفاعلية تظلّ الأفضل في توفير وتطوير المهارات الاجتماعية الأساسية.
لماذا نحتاج إلى التركيز على رفاه المعلمين؟ وما الدور الذي يلعبه ذلك في نجاح المدارس حالياً؟
? المعلم مفتاح التعليم، والذي يمتلك توازناً عاطفياً يعزّز مشاعر الحماية والأمن لدى الطلاب، وإذا بدا المعلم قلقاً أو منزعجاً، فإن ذلك يؤثّر على الطلاب وعلى حماسهم، ويمكن أن يسبّب لهم القلق، والمعلم المستقر عاطفياً هو أكثر قدرة على إدراك وتلبية احتياجات طلابه، ويكتسب أهمية خاصة عندما يحدث تغيير في نظام التعليم الذي اختبرناه مؤخراً.
ما العوامل الرئيسية لتحقيق الرفاه للمعلمين؟ وما المعايير المطبّقة حتى اليوم لدعم صحتهم النفسية؟
? العامل الرئيسي الذي يساهم في تحقيق رفاه المعلمين هو دعم الطاقم الإداري لهم، وعندما يحتاج المعلمون إلى دعم إداري يحب على الإدارة الاستجابة سريعاً، وتوفّر هذه الإجراءات شعوراً بالأمان والحماية لدى المعلمين، كما تحفّز المعلمين وتجعلهم يشعرون بالانتماء والتقدير، ويقدّم الحرم الجامعي الدعم للمعلمين والفريق خلال برامج التعلّم عن بُعد. وفي مركز التعلم بمؤسسة قطر، هناك مراجعات فردية مع كل عضو من أعضاء الفريق، كما يوجد خط اتصال داعم حيث يمكن للمعلمين وأعضاء الفريق التواصل مع طبيب نفسي أو استشاري في حال احتاجوا إلى الدعم، وهذا الخط متاح للفريق على مدار 24 ساعة، باللغتين العربية والإنجليزية.
ما الموارد المتوافرة فيما يتعلّق بالدور الحاسم للاستشاريين وعلماء النفس في المدارس من أجل الدعم للطلاب خارج العيادات السريرية؟
? يستمر علماء النفس والاستشاريون في توفير خدمات مماثلة، لكن بطرق مختلفة. وقد قمنا بتنظيم لقاءات عبر الإنترنت مع الطلاب، وقمت بالتعاون مع أحد الاستشاريين بتحديد لقاء أسبوعي لمجموعات من أعمار مختلفة، ونحن مستمرون في تقديم الدعم والتوعية للمعلمين والاستشارة حول مخاوف الطلاب واهتماماتهم، وفي بعض الحالات، قمنا بالتواصل مع الطلاب عبر الرسائل القصيرة والبريد الإلكتروني للاطمئنان عليهم ولتقديم الدعم لهم، كما قمنا بدعم سفراء الرفاه خلال هذه الفترة من خلال لقاءات ومنشورات أسبوعية على وسائل التواصل الاجتماعي، وتواصلنا مع أولياء الأمور لتحديد ما إذا كانت هناك حاجة إلى المزيد من الدعم أو تعديلات لبرامج الطلاب، ونبحث عن طرق لتوفير المشورة للطلاب، ولكن يتعلّق الأمر أكثر بتوفير خدمات تضع السرية والأمان على رأس أولوياتها.
كيف يمكن خلق مساحات آمنة للطلاب في الحرم الجامعي حتى يشعروا بأن بإمكانهم التعبير عن أنفسهم بثقة؟
? قدّمنا للطلاب فرصة لقاءنا حال احتاجوا إلى ذلك، ويمكنهم التواصل معنا من خلال البريد الإلكتروني. وتُعدّ هذه الفرص هي «المساحة الآمنة» لدينا، ومن المثير للاهتمام أنه منذ تطبيق برامج التعليم عن بُعد، لاحظنا انخفاضاً في حالات التنمّر الإلكتروني.
كيف يمكن إشراك أعضاء هيئة التدريس بشكل كامل بمساعدة الطلاب على تحقيق رفاههم؟
? أعتقد أننا قمنا بعمل جيد في إعداد المعلمين لاتخاذ نهج استباقي وتحديد التغييرات في السلوك لدى الطالب، والتي تستدعي الدعم، وعلينا أن نوفّر تدريباً مماثلاً لمعرفة متى يمكن للطالب أن يختبر مشاعر القلق خلال التعليم عن بُعد، ونحتاج لأن نصبح أكثر مهارة في تطوير مستويات ملائمة من الكشف والتدخل وتقديم الدعم.
حلقات دراسية متخصصة لأولياء الأمور
ذكر جودي ر. روبرسون، اختصاصي علم النفس المدرسي في مركز التعلم بمؤسسة قطر، أن أغلب أولياء الأمور كانوا غير مستعدين للانتقال إلى التعليم عن بُعد. وقال، خلال الحوار: «وفقاً لتجربتي، أرى أن أولياء الأمور عملوا بجهد لتعلّم الأنظمة ولدعم الطلاب، ومن المهم أن نستمر في تقديم المعلومات لهم، وتزويدهم بالمصادر التي يمكنهم الاعتماد عليها في حالة وجود مخاوف معينة لديهم».
وأضاف أن مركز التعلّم بمؤسسة قطر عقد شراكة مع أكاديمية العوسج، وأكاديمية قطر- السدرة، وأكاديمية قطر- الدوحة؛ لتقديم حلقات دراسية ومحادثات متخصصة مع أولياء الأمور، لافتاً إلى أن هذا النوع من الخدمات التعليمية يحتاج إلى أن يستمر ويتوسّع لمساعدتهم على معرفة، ليس فقط كيف يدعمون أطفالهم، بل للتعرف على الخدمات المتاحة.
مكاسب مزدوجة من «التعليم المختلط»
أعرب جودي ر. روبرسون، اختصاصي علم النفس المدرسي في مركز التعلّم بمؤسسة قطر، خلال الحوار، عن اعتقاده بأن التعليم المختلط بين المدرسة والمنزل يدعم الاحتياجات التعليمية الأساسية وسلامة الطلاب في الوقت نفسه.
وقال: «يحتاج التربوي -وفق هذا النظام- إلى أن يركّز على العلاقات مع الطلاب، بالإضافة إلى المكوّن الأكاديمي، ويسمح الجزء التفاعلي للمعلمين والطلاب بتطوير المهارات الاجتماعية وتشكيل نوع الرابط الذي يحفّز على التعليم ويولّد التوقّعات». وأكد ضرورة تطوير برنامج تلبّي الاحتياجات الاجتماعية والعاطفية والمتطلبات الأكاديمية للطلاب، بينما نتقدّم نحو «الوضع الطبيعي الجديد» في التعليم.